العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ

أغبياء ولكنهم مع أنفسهم... أذكياء جداً!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

مجتمعنا مليء بالكثير من الناس... منهم من يطلق عليه الغبي ومنهم من يطلق عليه الذكي... وهذا شيء طبيعي! لولا أنني أرى أن الغباء والذكاء قياساتهما نسبية... تختلف عند الفرد بحسب تنوع اهتماماته وثقافاته المختلفة بين الأفراد... فأنت ذكي في قراءتك لهذه الأسطر، العربية اللغة مثلا... غبي (إن صح التعبير) في قراءتك لها لو كانت مكتوبة بلغة (ماليالام) الهندية مثلا... فلا تجزع عزيزي القارئ... فهذا ليس بغباء ولكن بعض الناس وخصوصا من يتقنون ممارسة القراءة الماليلامية مثلا يعتبرونك غبيا... وهم من وجهة نظري مخطئون... فهي وسيلة رخيصة يستعملها محدودو الفكر في إقناع أنفسهم وتبيين الفارق الشاسع بين ذكائهم المزعوم وغباء الآخرين المزعوم أحيانا أيضا... فكن على علم بأن هؤلاء الأفراد الموصوفين بمحدودية الفكر... والمرضى بمرض ناتج عن الأوهام المرسومة من قبلهم والمستخدمة في الوقت نفسه لهم أيضا... ينقصهم الكثير الكثير... ويراد لهم البحث والمشي الطويل حتى يستطيعون الخروج عن دائرة رسموها هم لأنفسهم... ويظلون يدورون فيها إلى اللانهاية حتى يأتيهم يوم هو اليوم نفسه الذي يكتشفون فيه بأنهم كانوا يعيشون أوهاما فارغة... ولم يكن أحد موصوفا بالغباء سواهم... وما كان أحد من المحيطين بهم سيوصفهم بشيء غير أنهم مارسوا الذكاء لفترة كبيرة وتمرسوا فيه وصدقوه... وفي النهاية عرفوا أنها قمة السذاجة والغباء المفرط... واتضح في النهاية بأنهم هم أنفسهم ولا أحد غيرهم... أغبى الأغبياء... نعم أغبى الأغبياء... لأنهم وببساطة دخلوه من أوسع أبوابه وباقتناع تام ومارسوه وتمرسوا عليه وأكاد... بل أجزم أنه قد ناسبهم ودخل في تركيبتهم الوراثية وأصبح عندهم الاستعداد والقابلية بتوريثه للأجيال القادمة، من كثر ما تعاملوا معه والتصقوا به... أكلوا وشربوا حتى ترعرع معهم وترعرعوا معه... وتسببوا علينا بتكبير بقعته وتفاقم مصيبته... وأصبحت جملة ذاكرتهم ومجموعة كبيرة من مذكراتهم متصلة ومقرونة بهذا الغباء المفرط الذي لم يعرفوا قط غيره...

عزيزي القارئ... لا يسعني في هذه العجالة... إلا أن أدعو وأقول: حمانا الله وإياكم من شر هذه الفئة القليلة العدد في مجتمعنا... الكبيرة التأثير والإقناع لبسطاء الناس في تصرفاتها... ومن شر الاختلاط بهم ومعهم... والتزاوج منهم... والاحتكاك بهم... اللهم لا تجعل أحدهم مديرا ولا مشرفا علينا... ولا تسلط منهم أحدا علينا نطيعه ونضطر آسفين إلى تنفيذ أوامره... التي وبالتأكيد ستكون موسومة بالغباء الفاضح... الذي سنتهم به زورا وبهتانا... اللهم إنك سميع مجيب الدعوات..

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً