دون شك يعد رحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات نقطة تحول كبيرة في تاريخ القضية الفلسطينية، فقد لعب هذا القائد أدواراً مهمة في النضال طوال أربعة عقود، قاد خلالها الحركة الوطنية الفلسطينية، العديد من المعارك العسكرية والسياسية.
فقد دخل عرفات دائرة الضوء بانتخابه رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية العام 1969 إذ أقام قواعد عسكرية لرجال المقاومة في الأردن شكلت دولة داخل الدولة. وكان يهدف لاستخدام الأردن قاعدة انطلاق لحرب عصابات ضد «إسرائيل».
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 1974 ظهر من جديد ثائراً دبلوماسياً يتحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حاملاً «غصن الزيتون وبندقية الثائر»، ويقول «لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي... الحرب تندلع من فلسطين والسلم يبدأ في فلسطين». ويقود خطابه إلى تمثيل دبلوماسي لمنظمة التحرير الفلسطينية على مستوى العالم.
ومن المحطات الأخرى عاد عرفات في ديسمبر/ كانون الأول 1988 إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ليقرأ إعلان استقلال الدولة الفلسطينية. ويخرج من غرفته الفندقية - تحت ضغط أميركي - في وقت لاحق ببيان يعترف فيه بحق «إسرائيل» في الوجود، وينبذ «كل أشكال الإرهاب». ونتيجة لذلك تبدأ واشنطن الحوار مع منظمة التحرير الفلسطينية.
في سنواته الأخيرة ومنذ تولي الرئيس الأميركي جورج بوش السلطة خضع عرفات لحصار مميت في مقره في رام الله باعتبار أنه لم يعد شريكاً في السلام ولم يغادر المقر إلا بعد اشتداد المرض عليه إذ وصل للمحطة الأخيرة في حياته وكانت فرنسا
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 798 - الخميس 11 نوفمبر 2004م الموافق 28 رمضان 1425هـ