لماذا ينظر البعض إلى الموضوع بنظرة قاصرة من زاوية واحدة؟... ولماذا لم يخجل البعض من الدفاع عن المخطئين الذين اعتدوا على الممتلكات العامة والخاصة وعطلوا مصالح الناس وخرجوا عن القانون وزعزعوا أمن الشعب والوطن ولم يفكروا يوماً في إدانة من يربك العامة من المواطنين؟!
وأتساءل هنا: ما الذي أصاب عباس بوصفوان مع احترامي الشديد لشخصه؟!... أنا اجزم أنك لم تفكر يوماً أن تضع نفسك وسط الزحام الذي خلفته المسيرات الخارجة عن القانون... ولم تفكر حتى بعمل تغطية صحافية (موضوعية) ونقل الحقيقة والواقع إلى الناس لتكون لديك أنت والناس نظرة قريبة عن الموضوع وأعمال التخريب والشغب والسب والشتم التي ترتكب.
لقد قلت مسبقاً إن كتلة المنبر الوطني الإسلامي لديها بعض الملاحظات على القانون... لكننا منذ البداية ومنذ دخولنا البرلمان نؤكد أننا نقول للمخطئ أخطأت وتستحق العقاب... ونقول للمحسن أحسنت وتستحق الثواب... ولا نخشى في الله لومة لائم... وسأظل أقول كلمة الحق ولو على نفسي... ونحن على استعداد كل الاستعداد للحوار مع أية جهة أو فرد في أي موضوع سواء كان موضوع المسيرات أو غيره... وأعلم يقيناً أن رأي أية جهة أخرى لن يكون سديداً مثل رأي لجان السلطة التشريعية... وأعلم يقيناً منذ القدم أيضاً أن رضا الناس غاية لا تدرك!
أنا واثق تماماً أنك تعلم أن آلاف الناس علقوا وسط الزحام... ولكني واثق تماماً أيضاً أنك لا تعلم عن الشخص الذي كانت أمه تئن في المنزل تنتظره حتى يقلها بسرعة إلى المستشفى!... ولا تعلم أيضاً أن هناك بنتاً وحيدة بجنب فناء المدرسة - طبعاً ليست بنت بوصفوان حفظها الله - تنتظر والدها العالق في وسط الزحام!... ولا تعلم أن هناك طبيباً وسط الزحام متأخراً جداً لأن موعد العملية التي سيجريها لمريضه - طبعاً ليس بوصفوان يحفظه الله - قد حان!... ولا تعلم أن هناك آلاف الموظفين قد تأخروا عن دوامهم بسبب الزحام!... ولا تعلم أن رجال الأمن - وطبعاً لن يكون بوصفوان واحداً منهم - حصدوا من السب والشتم ما حصدوا من دون أي ذنب!... ولا تعلم أن ممتلكات خاصة - طبعاً ليست ملكاً لبوصفوان - أتلفت وممتلكات عامة دمرت بسبب الهمجية وعدم التنظيم في تلك المسيرات والخروج عن القانون... ولا تعلم أن عدداً من المستثمرين قد تراجعوا عن قرارهم في الاستثمار داخل المملكة ظناً منهم أنها غير آمنة!... ولا تعلم أن صورة البلد قد شوهت ليس من الداخل فحسب بل حتى من الخارج... هذا ليس من عاداتنا ولا من تقاليدنا ولا حتى من ديننا أصلاً... وسأقف دائماً وأبداً مع الحق ومع أهله وضد الباطل والمطبلين له.
إن الحريات في المملكة مكفولة والحمدلله... لكن للأسف الشديد هناك من يستغلها استغلالاً سيئاً من دون حياء... حتى يصبح هذا الاستغلال تعدياً على الآخرين لا يجوز الدفاع عنه باسم الحرية أو الديمقراطية... أو بأي اسم آخر!
يا أخي العزيز... إنني مع أي قانون يحفظ أمن بلدي... ويحفظ أمن أهلي وشعبي... ويضع الحريات وفق قانون لا يسمح بالتعدي على حريات الآخرين... حتى ولو كان ذلك على حساب بشتي... فليحرق بشتي ولكن ليس وطني
العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ