تشهد القارة الإفريقية موجة توترات وقلاقل تتنوع بين تظاهرات واشتباكات عرقية إضافة إلى حالات الفقر والمجاعة وتفشي أمراض عسيرة أبرزها مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز).
بالأمس تمكنت سلطت غينيا الاستوائية من إحباط مؤامرة انقلابية أبرزت حيثيات التحقيق عن وجود صلة لمارك ثاتشر نجل رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر في تمويل محاولة الانقلاب على رغم المساعي البريطانية للتخفيف من هول الفضيحة.
السودان يعاني حاليا من تداعيات قضية دارفور تحت زخم الضغوط الدولية خصوصا أميركا لتدويل الأزمة. ووفقا لما أعلنه خبراء جيولوجيون يعملون في شركة نفطية غربية كبرى لصحيفة خليجية فإن واشنطن والدول الغربية حريصة على التدخل في السودان بسبب اكتشافات كميات ضخمة من اليورانيوم في حفرة النحاس، إذ يمكن أن يكون ذلك ضمن أسباب الانقضاض الأميركي على السودان.
وآخر حالات العنف، الاشتباكات التي وقعت أخيرا في ساحل العاج والتي بدأت بعد محاولة القوات الحكومية بقيادة الرئيس لوران غباغبو اقتحام مدينة خاضعة للمتمردين أسفرت عن مقتل مدني أميركي وتسعة جنود فرنسيين تابعين لجنود قوات حفظ السلام.
هذه المناوشة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير فسارعت القوات الفرنسية على إثر ذلك بتدمير خمس مقاتلات تابعة للحكومة الأمر الذي أثار استياء وغضب الشعب العاجي وسط أنباء عن محاولة فرنسا تدبير انقلاب للإطاحة بالرئيس غباغبو. ووفقا لشبكة «سي إن إن» فإن سعي باريس إلى حشد أصوات مجلس الأمن لإصدار مشروع قرار يحظر التسلح و فرض عقوبات على أبيدجان تعد دلائل تشير إلى رغبة باريس إلى فرض سيطرتها على تلك الدولة.
تلك الحوادث جميعها مؤشرات تلمح إلى تحرك غربي جدي نحو إفريقيا تلك القارة الفقيرة والغنية بثرواتها، التي أضحت مصدراً بديلاً عن طاقة الشرق الأوسط مقابل سعر زهيد يلبي حاجة المجاعة والأمراض الفتاكة التي تقصم ظهر الطاقات البشرية في قارة عانت قروناً من سطوة العبودية والرق لتطلق زفير الحرية وتكسر قيود الظلم عليها
إقرأ أيضا لـ "أنور الحايكي"العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ