بين سُكْنَى النَّص
وهجرة الكتابة...
أيةُ رائحة تلك التي تعلق في ثيابك أيّها الموتورُ بالوهم!
بين سكنى النص
وهجرة الكتابة...
لا وطن لك إلا اللغة
أمّا سائر الأوطان فهي محض حُلُم
بين سكنى النّص
وهجرة الكتابة...
تذهب إلى رؤيا دخانية لم تجد طريقها إلى الورقة الرهيفة
حريتُك، يا صاحبي، مازالت بعيدة المنال
كلُّ صورةٍ أسر
كلُّ كلامٍ رصاصٌ يفتك بالمخيلة
فهل ستبقى محافظًا على كينونتك المدجّجة بحبرٍ لم يجفّ؟!
(الحرية/ الايديولوجيا/ الإصلاح...)
أية أكاذيب لكتبة يمتهنون أحلامَنا!
وأي نفاقٍ لا يستر عورةَ قصائدِ قومٍ يتنكّبون طرقًا لا تمرّ بهم على جثث الشهداء
ولا تأخذهم إلى حيث استقرّت ذكرياتٌ بلون الرماد
أنتَ تحكي عنهم...
عن القاتل وقتيله...
عن المدية واللحم الطري...
عن القصيدة مضرجةً بعَرَضٍ زائل
عن الأفق لم يزل مخضَّبًا بحمرة دمٍ قان
عن الرهينة بين أيدي الجلادين
عن كذب أبيض
عن صدق لا تطهّره مياهُ الأرض
وتتجافى عنه مياهُ السماء
إنّما سَكَنُكَ لغةٌ تنتبذُ البوح
وبيتُكَ قصيدةٌ ممهورةٌ بوطنٍ
لم يزل منبوذًا على قارعة الطريق
