العدد 797 - الأربعاء 10 نوفمبر 2004م الموافق 27 رمضان 1425هـ

جائزة «ابن رشد» للفكر الحر للروائي المصري صنع الله إبراهيم

قالت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر وهي مؤسسة عربية مستقلة تسعى إلى دعم ونشر قيم الحرية والديمقراطية في العالم العربي إنها قررت منح جائزتها للعام 2004 إلى الكاتب العربي صنع الله إبراهيم. وسيجري تسليم الجائزة في برلين بتاريخ 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.

وجاء في بيان صحافي صدر عن المؤسسة بهذه المناسبة أن مؤسسة ابن رشد للفكر الحر قررت منح صنع الله إبراهيم جائزتها السنوية نظير كفاحه المتواصل من أجل الحرية والديمقراطية في البلدان العربية. وتم اختياره ضمن أسماء من قبل لجنة تحكيم مستقلة تتكون من خمس شخصيات مميزة متخصصة في الأدب العربي الحديث وفقاً لما ورد في بيان المؤسسة.

وأشار البيان إلى أنه على رغم أن الأديب صنع الله إبراهيم له شهرة واسعة في البلاد العربية يتردد اسمه بالمستوى نفسه مع نجيب محفوظ وجمال غيطاني فإنه لايزال غير معروف كثيراً في الغرب باستثناء فرنسا، إذ لا يعتبر هذا الكاتب من أهم الكتاب في العالم العربي فحسب، بل يعتبر أيضا ممن يدور حولهم الجدل، وخصوصاً أنه ينتقد باستمرار الأنظمة السياسية العربية والمصرية وخصوصاً لكونها غير ديمقراطية وفاسدة بحسب رأيه. وتمت مصادرة كتابه الأول «تلك الرائحة» الذي صودر في البداية ثم تم الإفراج عنه ونشر بكامل نصوصه الأصلية.

وقضى الكاتب خمس سنوات ونصف السنة في السجن في الفترة من العام 1959 إلى 1964 عقب السجن الجماعي للمثقفين في مصر - الستينات. وعلى رغم أن الكاتب يعترف أن تجارب السجن هذه كان لها أثر صدمة نفسية عليه مدى الحياة، فإنه يستطيع أن ينظر أيضاً نظرة إيجابية إلى الأشغال الشاقة والتعذيب الجسدي وكأنها الجامعة الدراسية وخصوصاً أن السجن كان يحوي رفقاء إقامة مثل الكاتب المشهور محمود أمين العالم الذي قال صنع الله إبراهيم: تعلمت منه ومن رفاقه قيم الوطنية والعدل والتقدم.

إن إبداء وجهة نظر عربية للأمور مهم وأساسي بالنسبة إلى الكاتب صنع الله إبراهيم، وهذا ينعكس في كيفية استعماله اللغة، فهو يكره استخدام لغة السلطة ويسعى إلى استخدام لغة أصيلة بعيدة عن قواعد وتقاليد الأدب المعروفة. كما الخروج عن القواعد كان ومازال يشكل ثورة في المحيط الأدبي إذ يجري الطلب من الأدباء التمسك بالتقاليد الأدبية وأن ينتظر منهم الكتابة عن الأشياء الجميلة بلغة جميلة، أو كما يقول صنع الله إبراهيم: أن نتكلم فقط عن جمال الزهرة الأنيقة ذات الرائحة الخلابة، بينما الفضلات تملأ الشوارع والمياه الآسنة تغطي الأرض وكل مار يشم رائحتها. ويتساءل صنع الله إبراهيم في كتابه «تلك الرائحة»: ألا يحتاج الأمر إلى بعض القباحة للتعبير عن القباحة المرتبطة في ضرب إنسان أعزل حتى الموت أو بوضع آلة نفخ الهواء في مؤخرته وربط السلك الكهربائي بأعضائه التناسلية؟

وجاء في بيان مؤسسة ابن رشد للفكر الحر أن كتابات صنع الله إبراهيم تتعرض لوسائل الإعلام الحديث وخطاب السلطة وإنتاج المعرفة مركزاً بالذات على وضع المثقفين في مواجهة السلطة. أما الموضوع الآخر الذي يتطرق له فهو امبريالية الاقتصاد والثقافة. ومنذ روايته «اللجنة» الصادرة سنة 1980 التي ترجمت للغة الألمانية، يتناول دور الشركات العالمية المتعددة القوميات في الهيمنة وأثرها على المجتمع العربي، ويتهم القيادات السياسية في البلدان العربية بالتساهل جداً في التعامل مع العدوان الأميركي وسياسة التوحش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وفي آخر رواية له «أمريكانلي» تعني أميركاني لكنه اختار عنواناً مثيراً لها بحيث يقرأ: أمري كان لي.

فجر إبراهيم ضجة كبيرة عندما رفض قبول جائزة الرواية العربية سنة 2003 المقدمة من وزارة الثقافة المصرية، وقال في كلمة له: إن هذه الجائزة مقدمة من حكومة لا تملك في نظري صدقية منحها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً