العدد 796 - الثلثاء 09 نوفمبر 2004م الموافق 26 رمضان 1425هـ

مشهد

يصور فيلمThe Bridge on the River Kwai (1957) لديفيد لين الصراع النفسي بين إرادة كل من العقيد في الجيش البريطاني المعروف بحزمه الشديد نيكلسون (اليس غينيز) وقائد مخيم سجناء الحرب البورميين في جنوب شرق آسيا العقيد ساييتو (سوشو هاياكاوا)، ويمثل الخصمان رمزين لثقافتين مختلفتين ومتضادتين ولكنهما في الواقع يشتركان في الكثير من الصفات، منها الكبرياء، والتفاني، وطاعة النظام والقوانين بطريقة صارمة. على رغم ان خاتمة الفيلم مثيرة ورائعة، نرى فيها هجوم قوات الكوماندوز، وتدمير جسر سكة الحديد بعد موت نيكلسون عند ما يقع على كباس الديناميت ويصرخ قائلاً «ما الذي فعلته؟»، هذا عدا عن اللقطة الرائعة التي تسقط فيها حمولة القطار الياباني في نهر الكواي. بعد ذلك نشاهد كيف يُبقي نيكلسون العنيد رجاله واقفين تحت حرارة الشمس طوال اليوم بعد وصولهم الى مخيم سجناء الحرب، بدلاً من أن يسمح لضباطه بالعمل جنباً إلى جنب في أعمال بدنية مع الرجال المجندين. وبعد ان يتم ضربه، يُسحب نيكلسون على صندوق معدني لتعذيبه في الشمس الحارقة حتى يغير رأيه. ويستمر صراع القوى لأيام عدة عندما يرفض كلا القائدين بصلابة أن يستسلم حتى ينهار ساييتو أخيراً. وفي مشهد الانتصار، نرى نيكلسون بعد اطلاق سراحه منهكاً وشبه منهار ولكنه هادئاً ونراه يسير بعناد مع قواته الى ساييتو، ويتمايل في مشيته بقصد في ساحة المبنى الذي يوجد فيه ساييتو ثم يصعد على الدرجات. وفي الذكرى السنوية لهزيمة الروس أمام اليابانيين في العام 1905، يعطي ساييتو جنوده يوم راحة، ويعلن «عفواً عاماً» ويقبل شروط نيكلسون قائلاً: «تستطيع أنت وضباطك أن تعودوا إلى مقركم. كجزء من هذا الوعد، لن يكون ضرورياً للضباط ان يقوموا بالأعمال اليدوية». يبتسم نيكلسون بفخر، ويغلق أزرار زيه غير المرتب ثم يسير بخطوات واسعة على الرواق ليغادر مقر ساييتو، ويراقب رجاله وهم يتوقعون كل ذلك وبعد ذلك عندما يظهر قائدهم حراً، يصرخ أحدهم ببهجة «لقد فعلها» ويهتف الرجال لنصره ويحيطون بقائدهم من كل الجهات. يشق القائد المنتصر طريقه بين حشود الجنود المنتشين بهجة، ويُحرر الضباط الآخرين من الأكواخ التي يتم عقابهم فيها ويتم الترحيب بهم شخصياً. وفي داخل مقر ساييتو الذي حفظ القائد الياباني ماء وجهه، نرى القائد يبكي على سريره لأن كرامته اُهينت

العدد 796 - الثلثاء 09 نوفمبر 2004م الموافق 26 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً