يتحدث مصرفيون عن صعوبات مازال المستثمرون من دول الخليج العربية يواجهونها بسبب عدم الوضوح والشفافية على رغم كل الجهود التي تبذل حتى أن بعض المستثمرين قد يفكرون في سحب بعض الاستثمارات من المملكة إذ يقول البعض (والعهدة على الرواة) أن مستمرين من دولة قريبة جداً يواجهون صعوبات في ممارسة عملهم بحرية نتيجة تدخل البعض ووضع أصابعهم في كل استثمار صغيراً أو كبيراً ولا يجد المستثمر حيلة تجاه ذلك فإما المشاركة وأما الانسحاب وهو أمر جداً خطير إذا ما استمرت هذه الظاهرة المستشرية في المملكة وتحد من الاستثمارات الخارجية التي نتطلع إلى قدومها مع بدء تطبيق اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية في مطلع العام المقبل. البحرين لديها بيئة استثمارية جيدة ما عدا عدم الوضوح والشفافية وهو الأمر الذي يجب أن يعمل عليه المسئولين لتخطيه خدمة للصالح العام على رغم أنه من الصعب عمل ذلك إذا كان بعض المتنفذين هم الذين يسيطرون على مشروعات الاستثمار ويضعون أنوفهم في كل صغيرة وكبيرة وإذا لم يستيقظوا من سباتهم العميق ورفع أيديهم فإن المستقبل لا يبشر بخير على رغم كل ما نتحدث عنه من انفتاح واسع تشهده المنطقة، ولا أعرف كيف يمكن للبحرين أن تصبح بوابة لباقي دول الخليج وهي لاتزال ترزح تحت وطأة المتنفذين. يواصل البعض الحديث فيقولون إن مستثمراً كبيراً من دولة جارة وصديقة جداً للبحرين حاول على مدى عامين بناء مجمع وفندق ضخم في المملكة دون جدوى لنفس الأسباب السابقة لولا أنه طلب من كبار القادة التدخل وحسم الأمر والمشروع في الوقت الحاضر في طريقه إلى التنفيذ قريبا إن شاء الله. إذاً كانت هذه نظرتنا إلى المستقبل فكيف يمكن لنا أن نبني مملكة تضاهي البلدان الراقية ونحن ندفع بالمستثمرين والمشروعات الاستثمارية في الاتجاه المعاكس ونطمح أن تكون لنا دولة حضارية. المشكلة هي أن لا أحد يستطيع وقف هذا المد القديم الجديد إلا بمشيئة الله تعالى. الأخ عبيدلي العبيدلي حفظه الله لا يستريح ولا يريح الناس معه ولا يترك الناس وشأنهم لذلك وجه سؤالاً إلى الحاضرين في ندوة قبل نحو شهرين وطلب منهم الإجابة وهو «من هو أكبر مستثمر في البحرين»؟ أعتقد أنه كان من الأفضل أن يُسأل من هو «أقوى» مستثمر في البحرين لأنه يبدو أن الاستثمار لا يسير إلا بالقوة. نسأل الله أن يكون في عون البحرين وأهلها المخلصين