المستوى الراقي الذي يقدمه أبناء «لابورتا» - رئيس برشلونة - على المستويين المحلي والأوروبي بتصدرهم فرق الدوري الإسباني من دون هزيمة حتى الآن وكذلك صدارتهم لمجموعتهم في دوري أبطال أوروبا، متقدمين على الفريق الأوروبي العريق وبطل إيطاليا ميلان وعلى الفريق الاسكتلندي العنيد سيلتيك الذي أخرجهم من الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي الموسم الماضي، يوضح بما لا يدع مجالا للشك قدرة هذا الرئيس الشاب (لابورتا) وحنكته في أصعب الظروف وتمكنه من إخراج برشلونة من دوامة الهزائم إلى سلك الانتصارات والانتصارات المدوية منها.
فمنذ أن تسلم المحامي لابورتا رئاسة برشلونة أحدث فيه تغييرات كبيرة كان أولها جلب مدرب جديد هو الهولندي ريكارد الذي وجد فيه لابورتا ضالته ووضع فيه ثقته لبناء فريق جديد على رغم بقاء معظم اللاعبين السابقين. وبعدها تمكن لابورتا من استقطاب النجم البرازيلي المذهل رونالدينيو من باريس سان جيرمان ليشكل مع ريكارد القاعدة الأساسية في برشلونة الجديد. فقبل أن يتولى لابورتا الرئاسة كان برشلونة يمر بأصعب فتراته التاريخية وعجز حتى عن التأهل لدوري الأبطال وترجع آخر بطولة حققها إلى العام 1999 مع المدرب الهولندي الشهير لويس فان غال. ومع ذلك لم تكن بداية الثلاثي لابورتا وريكارد ورونالدينيو جيدة مع برشلونة إذ تعرض الفريق لعدد من الهزائم في بداية الموسم الماضي وبدا الفريق مفككا وضعيفا حتى وصل إلى المركز 13 في الدوري. عندها ارتفعت الألسن الكاتلونية بشدة وقست على لابورتا وريكارد وطالبتهما بالاستقالة إلا أن لابورتا ظل واثقا من نفسه وكذلك واثقا من قدرات مدربه ريكارد الذي حافظ عليه ودعمه على رغم الهزائم المتوالية.
وفعلاً أثبتت سياسة لابورتا جدواها واستطاع الفريق الإسباني هضم الطريقة المعقدة التي اتبعها ريكارد في الوقت الذي تطور فيه أداء رونالدينيو بشكل كبير وأصبح ملهم جماهير «النوكامب» لتبدأ معها سلسة الانتصارات المتوالية لبرشلونة منذ الدور الثاني الموسم الماضي. فصعد الفريق رويدا رويدا حتى أنهى الدوري وهو في المركز الثاني متفوقا على فرق كانت تسبقه بأكثر من 15 نقطة. ومنذ نهاية الموسم الماضي بدأ لابورتا التفكير في تدعيم الفريق لدوري هذا الموسم بالتعاون مع ريكارد الذي عرف نقاط ضعف الفريق فعمل لابورتا على سدها بلاعبين مميزين وبحسب الحاجة، كما استغنى عن مجموعة من اللاعبين الذين كانوا يشكلون عبئا على الفريق. هذه السياسة أثبتت جدواها في دوري هذا الموسم الذي يتصدره برشلونة بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه كما انه أثبت في مباراته مع ميلان الإيطالي أنه الأفضل أوروبيا هذا الموسم على عكس غريمه الريال الذي يلاقيه في 20 نوفبر/ تشرين الأول الجاري وشتان بين هذا اللقاء ولقاء العام الماضي في النوكامب. فهل يتمكن الريال من وقف زحف برشلونة؟
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 795 - الإثنين 08 نوفمبر 2004م الموافق 25 رمضان 1425هـ