من غير المؤكد أن «إسرائيل» تريد غياب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عن مسرح الحوادث الآن. إذ إن رحيل عرفات في هذا الوقت (لا سمح الله) يعني رحيل فكرة اللا شريك الفلسطيني في عملية السلام. انه غياب الحجة بأن الخطوات السياسية الإسرائيلية مثل الانسحاب من قطاع غزة وشمال الضفة الغربية يجب أن تكون أحادية الجانب. هذه هي رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون لكن من غير المؤكد أن تكون مصلحة شارون متطابقة مع المصلحة الاستراتيجية للدولة العبرية.
لقد جاء التدهور الخطير في صحة عرفات وكأنه تم على يد مخرج سياسي. إذ أقر «الكنيست» الإسرائيلي - بغالبية الأصوات وتحت ضغط وتهديد شارون - خطة «فك الارتباط» وفي عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يمكن أن توصل إلى البيت الأبيض رئيساً جديداً، أو أن يقرر الرئيس الحالي، في حال انتخابه مجددا (وهو ما حدث فعلاً)، اتخاذ خط مختلف تماما تجاه الفلسطينيين بعد رحيل عرفات.
فإذا كانت هذه حقا هي نهاية حقبة عرفات فإنه من المفترض أن تسمع «إسرائيل» بداية من جهة أوروبا وبعدها من جهات سياسية مختلفة المطالبة بالشروع في مفاوضات مع قيادة فلسطينية موحدة جديدة وأولها التفاوض بشأن خطة «فك الارتباط» لتكون ضمن خطة السلام المعروفة دوليا بـ «خريطة الطريق».
وإذا كان خليفة عرفات المحتمل سيكون على الأرجح مقبولا لدى «إسرائيل» ومن ورائها الولايات المتحدة الأميركية فإنه يجب عليهما ألا تكررا الأخطاء التي ارتكبتاها تجاه عرفات إذ يتحتم عليهما مساعدة القيادة الفلسطينية الجديدة على الفور لكي تصبح شريكا جديا من دون أن تبخسا الفلسطينيين حقوقهم
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 795 - الإثنين 08 نوفمبر 2004م الموافق 25 رمضان 1425هـ