مرة أخرى وقع رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي في الممنوع والجهة المتضررة هي نفسها التي اصابتها تصريحاته في المرة الأولى. وقبل أسابيع ومع تفجر أزمة احتجاز الصحافيين الفرنسيين في العراق، قال علاوي إن فرنسا تجني ثمار مواقفها المناهضة لحرب العراق وها هي تتجرع من الكأس نفسها.
وعلى الفور اتخذت فرنسا خطوة انتقامية من تصريحات رئيس الوزراء العراقي غير الدبلوماسية والتي وصفتها بأنها غير مقبولة وعطلت زيارة الرئيس العراقي غازي الياور التي كانت مقررة في مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي لباريس كرد فعل عقابي غير مباشر.
وبالأمس امتنع الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن حضور غداء للقادة الأوروبيين مع علاوي، تعبيرا عن شعوره بالاستياء من تصريحات أخرى مماثلة لكنه أعلن في بروكسل انه دعا الياور هذه المرة إلى زيارة باريس. وكان علاوي قال قبل الغداء في تصريح غريب وهو يهم بلقاء قادة أوروبا لحثهم على دعم بلاده إن الوقت حان ليقوم «المتفرجون» ويقصد الدول الأوروبية التي عارضت حرب العراق، بدعم العراق وحكومته طبعاً.
واختار شيراك الذي قاد المعارضة للحرب على العراق، أن يبقي على موعد رحلته إلى الأمارات لتقديم العزاء في وفاة الشيخ زايد على أن يشارك علاوي في الغداء ليمثله وزير الخارجية ميشال بارنييه.
صورة أخرى لتمادي علاوي في إطلاق عنان غضبه على فرنسا ويبدو انه يتعمد إثارة باريس كلما سنحت له الفرصة. لكن لماذا يفعل ذلك وهو في أمس الحاجة لعون الصديق والعدو؟ هل يا ترى يخوض علاوي حربا بالوكالة عن واشنطن ضد باريس ويتحمل وزر ذلك كل مرة الياور كرمز لبغداد؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 794 - الأحد 07 نوفمبر 2004م الموافق 24 رمضان 1425هـ