رسم اجتماع الكويت الذي عقد الخميس الماضي بمشاركة 19 دولة آسيوية، مؤشرات وتساؤلات عدة بشأن مسار اتجاه بوصلة الانتخابات المرتقبة للفوز بمقعد غرب آسيا في تنفيذية الفيفا والذي يتنافس عليه رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة ورئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام.
وهذه المرة الأولى التي أكتب فيها شخصيا عن الصراع الدائر منذ فترة على مقعد الفيفا، وذلك بعدما سنحت لي الفرصة مع عدد من الزملاء الصحافيين المحليين بحضور وتغطية وقائع الاجتماع المذكور، وعدنا ومازلنا نحمل في جعبتنا الكثير من التساؤلات التي أعتقد أنها ستظل حائرة من دون إجابات قاطعة ومعلنة حتى موعد الانتخابات يوم الثامن من مايو/ أيار المقبل في ماليزيا.
قيل وكتب الكثير عن الصراع الدائر لدرجة «الإشباع» وحتى ما نراه يدور علنا فوق طاولات الاجتماعات وعبر وسائل الإعلام المساندة أو المضادة لن يكون كافيا لحسم ذلك الصراع؛ إذ إنه (وباختصار) لغة الانتخابات المختلفة كانت ومازالت مرتبطة بالمصالح إلا ما ندر، وان التقلبات و(اللوغاريتمات) واردة بين تارة وأخرى... فمثلا سورية كانت ممثلة في اجتماع الكويت وأعطت توافقها مع الحضور، لكن مساء اليوم نفسه نسمع كلاما مختلفا عن الجانب السوري!
والواضح أن قارة آسيا التي تعتبر أكبر قارات العالم «صعوبة في الحسابات» لكثرة دولها المختلفة في ظروفها وإمكاناتها ولغاتها وتوجهاتها ومصالحها ومراكز القوى الموزعة في شرق وغرب القارة، وبالتالي فإن أي مرشح لأي منصب آسيوي يحتاج إلى جهد كبير وتحركات مكثفة.
والشيء اللافت الذي لاحظته هو الحماس والاندفاع الكبير لمرشح البحرين الشيخ سلمان بن إبراهيم في تفاعله وتعامله مع مجريات حملته الانتخابية، اذ بدأ يدرك الشيخ سلمان أهمية (السلاح الإعلامي) كسلاح مهم ومطلوب من الناحية الايجابية في الحملة الانتخابية، بعدما اتبع أسلوب الهدوء والاتزان في بداية السباق الانتخابي.
اجتماع الكويت حدد 4 نقاط ومشكلات وأخطاء ارتكبها بن همام خلال فترة رئاسته الاتحاد الآسيوي مثل: نية نقل مقر الاتحاد من ماليزيا، وبيع الحقوق التسويقية لسنوات طويلة لشركة معينة، والانفراد بتغيير لوائح النظام الأساسي للاتحاد، وتلك الأمور تضررت منها دول كبيرة وصغيرة في آسيا وترسم مؤشرات بأن الصراع لن يقتصر فقط على مقعد الفيفا، بل حتى في الانتخابات المقبلة في رئاسة الاتحاد الآسيوي.
وأخيرا، استوقفتني كلمات قالها أحد كبار الحاضرين في اجتماع الكويت بعد الاجتماع وأكد خلالها «أن مسألة الانتخابات خالصة للشيخ سلمان بس انتظروا علينا شوية»... فهل المسألة باتت محسومة في الطريق وما علينا سوى الانتظار؟
إقرأ أيضا لـ "عبدالرسول حسين"العدد 2382 - السبت 14 مارس 2009م الموافق 17 ربيع الاول 1430هـ