في يوم المرأة العالمي الذي احتفلت به الأمم المتحدة الأسبوع الماضي ركزت محاور النقاش حول العنف ضد المرأة إذ تم التطرق إلى مواضيع تخص العنف الذي قد تتعرض له المرأة في بلداننا. وفي البحرين شهدنا اهتماما بالغا بكل ما يتعلق بالمرأة وذلك لأن سيدة البحرين الأولى قرينة عاهل البلاد سمو الشيخ سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة أعطت الكثير من اهتمامها لرفع مكانة المرأة ضمن مشاريع مختلفة رغم التحديات المجتمعية إضافة إلى التأكد من وصولها إلى مواقع التأثير في الدولة سواء على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها.
الفعاليات الرسمية والأهلية التي انطلقت لدعم مبادرات مناهضة العنف الأسري لم تكن ضمن خطة متكاملة، فقد رأينا مثلا جمعية فتاة البحرين ومركزها المنبثق عائشة يتيم للإرشاد الأسري في تعاملهما المدروس مع ضحايا العنف الأسري، لكننا أيضا شاهدنا كيف انقرضت جمعية البحرين لمناهضة العنف الأسري، التي اعتمدت على دراسة أعدتها إحدى المعنيات بالجمعية، ولكن عينة الدراسة لم تكن واضحة إذ كان الأكاديميون من جامعة البحرين قد شككوا في طبيعية هذه الحالات التي أخذت من مكان معين يتركز فيه نوع معين فقط من الذين تم تجنيسهم في السنوات الأخيرة ويعملن في سلك محدد.
الدراسات الأخرى ليست متوفرة بشكل دقيق، رغم إننا نعتقد بأن مجتمع البحرين يعتبر أقل حدة من مجتمعات أخرى في بلاد الشام وغيرها من دول الشرق الأوسط التي تكثر فيها جرائم الشرف والضرب لأتفه الأسباب، ولكن في البحرين هناك نساء يعاني لأسباب عديدة منها الاضطهاد العائلي وغياب قانون للأحوال الشخصية أو ما يعرف بأحكام الأسرة، فهن بحاجة إلى من يسمع إليهن ويساعدهم بصورة تنفعهم في النهاية.
ويكفي أن نرى أن هناك أمثلة في مجتمعنا تقوم بالدور الإيجابي للأسر التي تلتم لمساعدة بعضها ولكن هناك حالات أخرى لا توجد مساندة أسرية. ولا تجد أمامها إلا الشارع.
يبقى أن نقول أن دور الجمعيات النسوية كان بالإمكان أن يكون أكبر ولكن شعور هذه الجمعيات بتوسع نفوذ الجمعيات الدينية قد دعا(ربما) إلى لجوء أكثر النساء إليها وبالتالي انخفض حضورهن وتجاوبهم مع الجمعيات النسوية. ولكن في الفترة الأخيرة شهدنا عودة لبروز دور جمعية الاجتماعيين التي اعتمدت ميثاق شرف للعاملين في الحقل الاجتماعي، ويمكن للاجتماعيين أن يتحالفوا مع عدد من الجمعيات النسوية المتخصصة لدعم جهود تخصصية في مجال حساس من هذا النوع الذي يحتاج إلى دعم وتعاون ومشاركة أكثر من جهة
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2382 - السبت 14 مارس 2009م الموافق 17 ربيع الاول 1430هـ