قال السفير السابق عبدالعزيز بوعلي أول سفير بحريني لدى الولايات المتحدة الأميركية «1976-1983» في تصريح خاص لـ «الوسط» «إن معركة الانتخابات الأميركية بين الرئيس والمرشح يحدها الوضع الاقتصادي الداخلي للولايات المتحدة، تلك المسائل التي تتعلق بالهموم المعيشية اليومية بالنسبة للمواطن هناك، في الغذاء والدواء والرواتب والتأمينات ونظام الضرائب وما يدفعه المواطن من دولارات من جيبه الخاص. هذه النقاط تمثل الأهمية القصوى بالنسبة للناخب الأميركي»، مضيفا «الانتخابات تؤكد مستوى الضريبة التي يدفعها المواطنون وحالة القياس ارتفاعا أو انخفاضا في مقدار الخدمات الصحية والتعليمية وما يتعلق بقضية البطالة، وهي كلها بكل تأكيد تمثل المؤشرات الحقيقية في ترجيح كفة هذا المرشح أو ذاك. ولا أعتبر أن التعويل على قضايا السياسة الخارجية يمكن أن يكون سببا في الفوز إلا إذا تدخلت عوامل أخرى ذات علاقة بالأوضاع الداخلية». وفي تحليلاته الخاصة للقضايا الأساسية التي تشغل بال المرشحين والناخبين على السواء قال السفير بوعلي «في الانتخابات التي فاز فيها بيل كلينتون نجد أن كلينتون نجح على رغم أن الرئيس بوش الأب كانت اهتماماته ذات الأولوية هي السياسة الخارجية، وقد نجح في تجاوز عدد كبير من القضايا المهمة آنذاك وتفوق في مهمة تحرير دولة الكويت من الاحتلال العراقي، كما كان له دور بارز في القضايا العربية، ونجح بامتياز في إدارة الصراع الأميركي السوفياتي واستطاعت أميركا تفكيك الاتحاد السوفياتي، وأصبحت فيما بعد القوة الأولى في العالم بلا منازع... وعلى رغم هذه النجاحات التاريخية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية الحديث فإن الرئيس بوش الأب فشل أمام المرشح بيل كلينتون في الانتخابات التي جرت بينهما». وتأسيسا على ذلك بين السفير عبدالعزيز بوعلي الأسباب التي جعلت كلينتون يفوز على بوش الأب «وهذا مرده إلى أن كلينتون اهتم بقضايا المواطن الأساسية وفي كل جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية، وفي تلك الأيام لم تكن الحال الاقتصادية بالنسبة للمواطن الأميركي على ما يرام، فجاء بيل كلينتون وقدم الوعود بمعالجة كل الملفات التي تخص المواطن، وفي كل زيارة أو مقابلة مع الناخبين في الولايات والمدن الأميركية المختلفة كان كلينتون يتحدث عن اولوياته والمتمثلة في شئون المواطن اليومية ومعالجة مشكلة البطالة والأجور والتأمينات والصحة والتعليم، مؤكدا بقوة رفع المستوى المعيشي وبذلك عرف الكيفية التي تمكنه من جذب أصوات الناخبين». وقال أول سفير بحريني لدى أميركا «عندما نتحدث في هذه الفرصة عن المعركة الانتخابية التي تجري بين بوش وكيري فيمكننا أن نلقي بظلال معركة بوش الأب وكلينتون على معركة اليوم، فنجد أن كيري اعتمد كثيرا على أخطاء جورج بوش فيما يتعلق بالحرب على «الإرهاب» ولكن في الوقت ذاته يصطاد جون كيري أخطاء الإدارة الأميركية في حربها ضد أفغانستان والعراق، والمسألة ليست في الحرب قامت أو لم تقم، ولكن العبرة والمسألة في النتائج التي خلفتها هذه الحروب... هل عاد العراق آمنا...؟ هل عادت أفغانستان آمنة...؟ قد يكون هذا ليس مهما ولكن الأسئلة الساخنة التي تهم الناخب الأميركي: هل أصبح الجندي الأميركي في أفغانستان في مأمن...؟ وهل عاد الأميركي من العراق سالما...؟ هذه في اعتقادي «مربط الفرس» في المعركة الانتخابية القائمة الآن على أشدها». وعن علاقة حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 بالمعركة الانتخابية الأميركية أكد السفير بوعلي «إن حادث الحادي عشر من سبتمبر حادث كبير وضخم ولا شك انه سيؤثر في نفسية المواطن الأميركي الذي يريد أن يسمع رأيا واضحا في مواجهة الأسباب التي أدت إلى حدوث هذه الكارثة التي حلت بأميركا». مشيرا إلى أن «السياسة الخارجية الأميركية في نظر الناخب تتركز على سلامة المواطن الأميركي في الخارج، والولايات المتحدة بقوتها لا يريد لها المواطن الأميركي في الداخل التعرض للإذلال وتعرض أفرادها للقتل، والنعوش الطائرة العائدة إلى أميركا من المواقع الساخنة في أفغانستان والعراق تؤثر بشكل كبير في نفسيات ومعنويات الأسر الأميركية التي سمحت لأبنائها بالذهاب لخوض الحروب لرفع العلم الأميركي». وأضاف «الذي يتابع المعركة الانتخابية التي تجري في الوقت الراهن يجد أن هناك نقطة ضعف عند الرئيس جورج بوش من خلال النتائج التي حصلت عليها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان ولم تكن هذه الحصيلة جيدة وهذه النقطة استفاد منها بشكل كبير المرشح كيري، وعلاوة على ذلك فإن الأوضاع الاقتصادية الداخلية تكسب كيري نقاطا إضافية، ومن هذه الحسابات يحدد الناخب الأميركي الرئيس القادم للولايات المتحدة الأميركية». وفي تقييمه للمرشح جون كيري قال بوعلي «أرى أن جون كيري مثل لاعب الكرة قد يحقق أهدافا في بداية اللعبة لكن عليه ألا يقوم بأخطاء تضيع عليه الأهداف ومن ثم يستغلها الرئيس جورج بوش، وفي ظني أن كيري كانت تحسب له أخطاؤه المبالغة في الظهور وكأنه «سوبرمان» عندما يتحدث عن الحرب في فيتنام ويبالغ في تصوير شخصه بحجم أكبر من الواقع الحقيقي وان كان له دور جيد» مضيفا أن «المرشح جون كيري لم يكن له موقف واضح وصريح بالنسبة إلى موقفه في حرب العراق وأفغانستان وهذا الشيء بالنسبة إلى الناخب الأميركي أمر مهم للغاية إذ يشعر من خلاله بأن «الرئيس» القادم ليس له رأي واضح في قراراته ومتأرجح في اتخاذ القرارات وهذه النقطة استغلها الرئيس جورج بوش كثيرا في مواجهة خصمه جون كيري، مشيرا إلى أن «الاستطلاعات لا ترجح كفة على الأخرى، وأرى أن الحصيلة النهائية في الايجابيات والسلبيات متوازنة بين المرشحين، ومن الصعب تحديد من هو الفائز في هذه المعركة». ويذكر أن السفير بوعلي قد كان سفيرا للبحرين في أميركا وعاصر في أيام تكليفه ثلاثة رؤساء، سلم أوراق اعتماده إلى الرئيس فورد في آخر أيامه ثم كارتر ثم ريغان، وقد شهد هناك مراسم التوقيع على اتفاق السلام المصري الإسرائيلي.
عبدالعزيز بوعلي
بدأ حياته مدرسا بالمرحلة الابتدائية في منتصف الخمسينات، ثم نال دبلوم التربية وعلم النفس وبعدها تنقل في سلك التدريس إلى أن وصل المرحلة الثانوية. - في العام 1960 انتقل إلى الدراسة بجامعة بغداد متخرجا في كلية العلوم الإنسانية في العام .1965 - واصل دراسته العليا في المملكة المتحدة في العام 1968 ونال درجة الدبلوما العليا في الإدارة التعليمية. - عين مديرا مساعدا لمدرسة الهداية في العام .1969 - في يناير/ كانون الثاني 1972 تم تعينه للعمل في وزارة الخارجية. - أنيطت به أول مسئولية وطنية في العام 1973 عين من خلالها أول سفير للبحرين لدى إيران. - في العام 1976 كان التحدي الكبير في المسئوليات الوطنية إذ عين أول سفير للبحرين في الولايات المتحدة الأميركية. - وفي محطته الدبلوماسية الثالثة التي بدأت في العام 1984 كان سفيرا للبحرين في الكويت حتى .1988 - وفي العام ذاته صدرت التوجيهات بتعيينه سفيرا للبحرين لدى فرنسا التي مكث فيها حوالي ثلاث سنوات. - عاد إلى البحرين في العام 1991 ليستريح من عناء الترحال المتواصل. - وفي العام 1994 عين أمينا عاما مساعدا لمجلس التعاون الخليجي للشئون السياسية إذ بقي في هذا التكليف ممثلا للبحرين حتى العام .1996 - وفي آخر محطة دبلوماسية له عين سفيرا للبحرين لدى سورية
العدد 792 - الجمعة 05 نوفمبر 2004م الموافق 22 رمضان 1425هـ