لقد عمت الفرحة قلوب البحرينيين عندما بدت بعض الملفات البحرينية وخصوصاً المتعلقة بحقوق الإنسان في طريقها للحل.
كان من الملفات المقلقة للمجتمع البحريني ولنا في المعارضة والصحافة ملف الاخوة البحرينيين ممن حرموا من حق منح الجواز والجنسية لسنين طويلة.
كثير من هؤلاء ضاعت دراستهم بسبب هذا الحرمان وبعضهم لم يوفق للعلاج ففتك به المرض إلى ان توفاه الله بسبب عدم حصوله على تأشيرة سفر للعلاج. الصور الحزينة كثيرة وبعضها شهدتها بنفسي عندما كنا في الدراسة، فنحن بإمكاننا ان نسافر إلى كل مكان غير أن بعض أصدقائنا الأعزاء ليس عندهم إلا جواز صالح لسفرة واحدة. مرت أعوام وسنين والآلام كثيرة ولكن بفضل النضال الشعبي الدائم ومشروع جلالة الملك تم منح هؤلاء المواطنين حقهم في الجنسية ومنحوا الجواز، ولكن على رغم ذلك تبقى هناك آلام مازالت تحتاج منا ان نعمل لإصلاحها. بين فترة وأخرى تصلني بعض هذه القصص المأسوية والحزينة والتي سأحاول قدر الإمكان العمل على توصيلها إلى الجهات المسئولة لحلها.
قبل 9 أشهر التقيت مواطناً بحرينياً وهو تاجر كبير في السن قال لي: سيد، أنا أعاني من إحباط وحزن شديدين بسبب مشكلة تتعلق بحرمان أبنائي من الجنسية البحرينية. ثم راح يقص علي المشكلة موثقة بالأوراق والحقائق. باختصار هذا الشيخ العجوز يمتلك جوازاً بحرينياً هو وزوجته منذ الخمسينات ولكن المشكلة بالنسبة لأبنائه أنهم يحملون الجواز والجنسية الإيرانية وعددهم تقريباً 8 عوائل بأطفالها وحرموا كلهم من الجنسية البحرينية. تألمت لهذا العجوز ولكني لم أيأس، أخذت قضيته وأوصلتها للمسئولين، جلست معه تقريباً عشر مقابلات... أخذت منه التفاصيل ثم بعد ذلك ذهبت بأوراقه إلى أكثر من وزير وإلى أكثر من مسئول. وكلما حاول وزير أن ينجح الملف لم يوفق، حتى قمت بالاتصال بمسئول في الهجرة والجوازات فقال لي: «نريد ان نساعد هذا الرجل ولكنا نصطدم بالقانون»... بمعنى القضية في خسارة. مضى على القضية أكثر من 9 أشهر ونحن نسعى لحلها ولكن للأسف الأبواب مازالت موصدة.
هذا الشيخ العجوز عنده أبناء يمتلكون شهادات أكاديمية عليا وكذلك بناته. ما نطلبه من المسئولين هو ان يعملوا لإنجاح الملف، فالرجل يستحق ذلك ما دام يمتلك الجواز البحريني وزوجته تمتلكه أيضاً منذ الخمسينات. لماذا يحرم أبناؤه من الجنسية وهم على استعداد للتخلص من جوازاتهم الإيرانية؟! ان من حسنات وثمار المشروع الإصلاحي أن قام بإعطاء الجنسية لمجموعة كبيرة من الشعب البحريني ممن حرموا منها لسنين طوال على رغم انهم من المخلصين وعملوا على بناء البلد ويمتلكون كفاءات كبيرة وساهموا في إنجاح البحرين على مستوى العمران والتطور. ولا تقل هذه العائلة التي اتحدث عنها قدرة وكفاءة وإخلاصاً. يفكر هذا الأب الكبير بالرحيل مع ابنائه إلى دولة أوروبية للاستقرار بعد ان يئس من الأبواب الموصدة، ولو منح أبناؤه الجواز والجنسية فسيقوم بالتجارة في البحرين لأنه تاجر يمتلك شركة كبرى وهذا يعد مكسباً للاستثمار البحريني.
يجب أن نعمل على تشجيع كل الكفاءات الخيرة. أملنا كبير ان تمنح هذه العائلة الكريمة جوازات السفر، إذ ليس من الانصاف أن يحرم من الجنسية أبناء هذا المواطن والذين قد يصل عددهم مع أبنائهم إلى 21 شخصاً على رغم ان أبويهم يملكان الجواز منذ أمدٍ طويل. دعونا نقف متآزرين مع هذه العائلة ولنقدم لها العون، ونأمل من الخيرين في إدارة الهجرة والجوازات أن ينظروا بعين الرحمة والانسانية لهذه العوائل ونحن نقدر مواقف ادارة الهجرة في دعمها للمواطنين. تفاصيل القضية سأطرحها لاحقاً.
في الأشهر الثلاثة الماضية، وصلتني أكثر من حالة ولكن بشكل غير تفصيلي، وأملي من الاخوة أن يوصلوها كاملة حتى نتطرق إليها في الصحافة أو نوصلها للمسئولين. فهذه قضايا انسانية يجب أن ندافع عنها
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 792 - الجمعة 05 نوفمبر 2004م الموافق 22 رمضان 1425هـ