تشكر جمعية نهضة فتاة البحرين على جهودها الحثيثة والمتواصلة في دعم ونشر الوعي في الأوساط النسائية، وهي السباقة في ذلك منذ تأسيسها في منتصف الخمسينات وحتى اليوم.
كما ان اطلاق دعوة علنية إلى جميع نساء البحرين للمشاركة في الرصد والمساهمة في توثيق تاريخ المرأة البحرينية في شتى النواحي يعد خطوة إيجابية تحتسب ضد موجة التهميش والتقليل من شأن المرأة في مجتمعنا.
وهي الموجة التي سرعان ما بدأت فيها عناصر من مجتمعنا الشاغرة لمواقع صنع القرار تسعى جاهدة إلى سدل ستار العقلية الدونية ازاء إنجازات المرأة البحرينية التي حققتها منذ القرن الماضي وحتى وقتنا الحالي.
بل ان هذه العناصر التي يتغلغل بعضها برلمانياً تنادي بما يساهم في تشكيل صورة البحرينية داخل قوقعة وإطار يناسب رؤى وتوجهات رجعية تنصب في اشباع رغبات النظام الأبوي، لا تطبيقاً لمبادئ الدين التي يستغلها البعض ابشع استغلال خصوصاً في ظل تدني الوعي لدى النساء والفتيات البحرينيات بخصوص ما يتعلق بحقوقهن المدنية إلى بنود المساواة التي ينص عليها دستور البلاد بصورة واضحة بين المرأة والرجل.
ان دعوة نساء البحرين إلى المشاركة في توفير الصور والوثائق سواء أكانت سياسية أو اجتماعية أو علمية أو غير ذلك هي أيضاً بداية لتأكيد أن المرأة نصف المجتمع ومن دونها فإن التطور يبدو ناقصاً غير مكتمل، وهي شهادة تقر بها جميع الأمم المتحضرة ولا يمكن تجاهلها.
كما أن هناك نساء عاملات رفعن اسم البحرين في الخارج لفترة من الزمن إلا أن الحظ لم يحالفهن لأسباب سياسية في تسجيل تخصصاتهن العلمية المختلفة على قوائم وزارة العمل والشئون الاجتماعية التي كعادتها لا تتمتع بالدقة، هاضمة بذلك حق نسبة ليست بقليلة من النساء العاملات من عامة البحرينيين اللواتي تخرجن وعملن في بداية السبعينات أي حتى ما قبل تأسيس الدولة الحديثة للبحرين.
وبنظرة فاحصة فإننا نجد أن ذلك يعد إحدى افرازات الحقبة الماضية التي حبذا لو تلتفت اليها وزارة العمل وحتى جمعية «النهضة»، لاننا قد نزودهم بالوثائق التي تفيد لصالح تاريخ ومسيرة البحرينية العملية والعلمية..
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 792 - الجمعة 05 نوفمبر 2004م الموافق 22 رمضان 1425هـ