أصيب الكثير من الناس في العالم وخصوصاً الفلسطينيين بصدمة وعدم تصديق عندما أعلن أن الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات دخل في غيبوبة وزاد من التشويش والصدمة إعلان وفاته، وهذا ما تم نفيه لاحقاً.
المسألة بالنسبة لبعض الشخصيات وبعض القضايا هي عدم تخيل انفصال هذين العنصرين عن بعضهما لسبب أو لآخر، فعرفات مثلا عرف بمعرفة فلسطين، وأصبح جزءاً أساسياً من القضية، على رغم التحفظات التي تؤخذ على مواقفه والنهج الذي يتبعه في مواجهة الاحتلال. ولكن تبقى السياسة ذات أوجه متعددة، وكل يتعامل معها وفقاً لما يؤمن به أو وفقاً لما تفرضه عليه الظروف أحياناً.
سارع الفلسطينيون أمس الأول إلى نفي أن يكون عرفات دخل في غيبوبة، وكانوا على حق ساعتها ولكنه دخل في غيبوبة من المستوى الرابع وهو أعلى مستوى، وصدر تصريح رسمي من مستشفى بيرسي في فرنسا يؤكد دخوله في غيبوبة تجنباً لإشاعة وفاته.
وعقدت القيادة الفلسطينية وفصائل المقاومة يوم أمس اجتماعاً لترتيب أوضاعهم وفقاً للمستجدات المتسارعة وحساسية الوضع الفلسطيني كدولة محتلة من قبل العدو الإسرائيلي، الذي بادر من زمن في دراسة الوضع وكيفية التعامل معه في حال رحيل عرفات حتى أنه فكر وقرر أين يمكن أن يدفن عرفات؟، رافضاً أن يدفن في القدس لأسباب عدة أهمها منع منح عرفات رمزية أكبر بارتباطه في حال وفاته ودفنه بالمسجد الأقصى وما يمثله بالنسبة للمسلمين كقبلة أولى، وما يمثله الصراع عليه بادعاء الإسرائيليين أنه موقع هيكل سليمان، ومحاولاتهم هدم المسجد. فالسماح بدفن عرفات فيه سيسبب عبئاً تعتبر «إسرائيل» نفسها في غنى عنه، وسترينا الأيام المقبلة ما سيحدث فيما يتعلق بهذا الأمر في حال انتقال الرئيس الفلسطيني للرفيق الأعلى.
تبقى القضية الأساسية للعرب والمسلمين وهي قضية فلسطين، وسواء كان عرفات أو غيره موجود أو لا، يجب أن تبقى ويجب تحرير هذا البلد وتطهيره من الغاصبين، وسيبقى عرفات - وإن رحل - رمزاً آخر من رموز هذا الشعب الأبي
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 792 - الجمعة 05 نوفمبر 2004م الموافق 22 رمضان 1425هـ