شهر رمضان هو شهر الطاعات والعبادات والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا الشهر العظيم يتقبل الله فيه جميع حوائج خلقه ويغفر لهم ذنوبهم ولو كانت كحبات الرمال لأن الله غفور رحيم بعباده... وللأسف الشديد فإن الواقع الذي نعيشه حالياً في شهر رمضان يعكس المنكرات والفواحش التي نراها في ازدياد وخصوصاً في إحياء الليالي الرمضانية. إذ دأبت كل دولة على منافسة غيرها وما درت أنها تتنافس على احتلال المرتبة الأسوأ دائما من خلال جلب المغنيات والمغنيين والراقصات لكي يضيفون اللمسات الأخيرة لهذا الحفل.ولا ننسى دور الإذاعة والتلفزيون بما تعرضه لنا من برامج سخيفة في إلهاء العبد واشغاله عن الطاعات... وكل سنة تتطور البرامج التلفزيونية للأسوأ طبعا وليس للأفضل... وهنا سأتكلم عن مسلسل تعرضه جميع القنوات لهذه السنة وهو مسلسل «دنيا القوي» للكاتبة فجر السعيد... لا اعتقد أن هناك إيجابيات يمكن أن ينتفع بها الناس من خلال مشاهدتهم لهذا المسلسل بتاتاً وكل ما نراه هو الرقص والغناء والسهر في الشاليهات مع النساء... وكل يوم تعرض لنا الحلقات نفسها ولم نر إلا الفواحش والمنكرات من خلال ما يعرض... وهذا مثال من كثير من البرامج التي أخذت تنحى المنحى نفسه مثل البرنامج الذي يعرضه داوود حسين وهو عبارة عن تقليد للمغنين في حركاتهم ولباسهم. وأتساءل: لماذا يعرضون هذه البرامج في هذا الشهر العظيم؟! ألا يخشون الله ويخافونه؟ هل خطر في بالهم أنهم بهذه البرامج يلهون العباد ويشغلونهم؟ لقد أصبحنا نقلد الغرب في كل شيء ونسينا ديننا وغلبنا الشيطان واستولى على عقولنا... ولكن نحن لا نعاتب من يصنعون هذه القنابل ليفجروها في وجه الإسلام ولكننا نعاتب هيئات الإذاعة والتلفزيون لسماحهم ببث هذه البرامج التي هي مضيعة للوقت، وليس من ورائها إلا اكتساب الإثم والعياذ بالله من سخط الله... فأين هم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ للأسف لا حياة لمن تنادي.

مريم محمد هلال