العدد 791 - الخميس 04 نوفمبر 2004م الموافق 21 رمضان 1425هـ

مقتطفات رمضانية

عبير إبراهيم abeer.ahmed [at] alwasatnews.com

الرقص، المجون، الدعارة، انحلال الأخلاق، شرب الخمر، الزنى... يبدو أن فضائياتنا العربية عموماً، والخليجية والمحلية خصوصاً، اتخذت منها عناوين لحملة تشنها ضدها وأبت على نفسها إلا أن يكون موعد الانطلاق في الشهر الكريم!... ولكن هل فهم الجمهور الرسالة الموجهة إليه أم إنه هام على وجهه مع كل «هزة وسط» أو تمايل لرجال ما هم برجال، عقولهم في واد وأجسادهم في واد آخر؟!

وللإنصاف فقد تكون تلك قضايا يجب طرحها للرأي العام وكشف جوانبها وأبعادها... ولكن إن كان ولابد من طرحها هكذا وبتفاصيلها الدقيقة ونقلها بصورتها الحقيقية - كما هو مزعوم! - فلم يختار شهر رمضان تحديداً لبثها كلها هكذا دفعة واحدة حتى لم نجد متسعاً من وقت لعبادة أو تطهير النفس من دنس الفائت من الأيام قبل حلول الشهر الفضيل؟!

- «ما أدري إحنا إللي ضيعنا الوطن أم أهو إللي ضيعنا؟»... عبارة قيلت في مسلسل الدموع التي ليست لها نهاية «هدوء وعواصف»... وأظنه سؤالاً يستدعي فعلاً التوقف عنده ولو لبرهة وتأمل أبعاده إذ أراه السؤال الوحيد القيم الذي يحمل شيئاً من واقع الحال فيما قيل في حلقات المسلسل إلى الآن!... فعلاً مَنْ الذي ضيع الآخر، نحن أم الوطن؟ أم ترانا نحن الاثنين ضيعنا بعضنا بعضاً؟!... بخل علينا الوطن بالعيش بعزة وكرامة بحرمانه إيانا العمل والسكن وسماحه للغريب بمزاحمتنا، بل والتفوق علينا فسلب منا رغيد العيش وعاش منعماً مرفهاً، فقررنا محاربته (الوطن) من حيث لا ندري وباسم الديمقراطية والشفافية والمطالبة بالحقوق المسلوبة وظننا أننا بذلك سنرقى بوطننا إلى المراتب العليا وما درينا أننا بأساليبنا الهمجية عدنا به إلى الوراء وبخطوات سريعة عجزنا نحن أنفسنا عن تداركها!

- «لا أعلم كيف ينظر الناس إلى الشهر الكريم إذ ما نعلمه أنه شهر الرحمة والغفران... شهر التسامح والمحبة... ولكنا لا نرى إلا وجوها كشرت، وابتسامات فقدت، وأعصابا تلفت، وقلوبا جحدت... والأنكى من ذلك أولئك الذين يتحينون موعد الفطور لبث ما حاولوا كبحه من سموم فترة صيامهم... فيكون فطورهم «ثريداً» من لحوم البشر! وغيرهم من اتخذ شهر رمضان فرصة للكشف عن نفسه الكريهة لاعتقاده بأن ما من أحد سيحاسبه على ذلك كونه مجهداً من الصيام... ولم الحيرة، فكل شيء من عبق الماضي فقدناه حتى المبادئ والأخلاقيات المسلم بها وكل الذي قدرنا عليه أن نقول إننا مسلمون والإسلام منا براء»!

- «أحي أنت أم ميت؟!... سؤال مافتئت أردده كل عام مع مرور ذكرى استشهادك... وأحتار في دموع الملايين التي ما جفت على رغم مرور عصور ودهور على رحيلك... وأقف عند حِكَمِك وبلاغتك التي تناسبت مع عصر غير عصرك وزمن غير زمنك... وصرت أبحث عنها في وجوه من حولي حتى أولئك الذين اعتلوا المنابر ينفثون من أقوالك في ضمائر خوت من الرحمة ومن المبادئ بل وحتى من الدين... الدين الذي أفنيت روحك وأرواح أبنائك وأهلك وأصحابك في سبيل المحافظة عليه وإقامته حق إقامته... فما وجدت وصاياك إلا كلمات تردد على الأسماع في مثل هذا اليوم من كل عام لأننا عجزنا عن إيفائها حق قدرها ولهانا ولم يسمح لنا وقتنا الثمين المليء بحسرات الآخرة بالتأمل في معانيها والولوج إلى ما وراءها... ولكنا على رغم ذلك بقينا نحبك ونبكي زمناً ولى لم نكن فيه معك وزمناً أتى خلا من أمثالك فأنت حي في قلوب من أحبك ووالاك... فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا

إقرأ أيضا لـ "عبير إبراهيم"

العدد 791 - الخميس 04 نوفمبر 2004م الموافق 21 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً