«يا ماشي درب الزلق... لا تآمن الطيحة» مثل شعبي عرفناه كما عرفه آباؤنا وأجدادنا من قبلنا، وذكري له اليوم ليس تثقيفا بالأمثال أو تذكيرا بها، فأمثالنا كفيلة بحفظ نفسها عن طريق شيابنا وعجايزنا الذين مازالوا يستخدمونها، وجملة من الكتب التراثية التي تساعد على حفظها على الأقل... عموما ما سأطرحه عليكم اليوم لا يتعدى عرض موضوع، والفكرة، الطموح المطلوب لتحقيق الفكرة وأين نحن... أنا وأنت منه... فهل أنت قريب أو بعيد؟ وكون الأشخاص الطموحين بالاسم كثر وتغص بهم لكثرهم في المجتمع، ولكن الطموحين الجادين والحقيقيين قلة قليلة لربما هم أقلية مقارنة بغيرهم وهم ثلة تنقسم إلى أقسام وتتوزع على درجات، وهم من وجهة نظري من تتوافر فيهم شروط تعجيزية خيالية أحيانا من الصبر والنفس الطويل وشيء من (النحاسة) نعم النحاسة.
ببساطة لأن مسألة الأفكار والطموح لتنفيذها ذات شجون وذات أبعاد كثيرة والحديث عنها أيضا يراد له صبر... ولهذا الطموح جملة من العقبات والمشكلات والحساد والحقَدة الذين تمتلئ الأرض بهم، ويجب علينا كلنا الحرص كل الحرص والحذر من تلك العقبات وغيرها... أحدهم يصف موضوع الطموح، وكيف تكون طموح «خمس نجوم» ويصف الخصال المطلوبة (والذي هو يدعي أنها موجودة فيه) للوصول إلى هذه المرتبة بأن تبدأ التنفيذ في الوقت نفسه الذي هبطت عليك الفكرة فيه، ولا تقم إلا وقد بدأت بالخطوة الأولى من الفكرة، ولا تسعى إلى عمل مجلس شورى تستشير فيه النطيحة والمتردية من المحيطين بك، وتطرح فيه فكرتك وتعرضها على الناس الخطأ لأن فيهم من يقتلون تلك الأفكار قتلا بالإحباط والتصعيب والإفشال والتهويل، ولكنك لا تبالي... نفذها فإن نجحت... نجحت... وإن فشلت فهي تجربة جديرة بالاهتمام تستفيد منها للأفكار الجديدة المقبلة.
ابحث عن أكبر المشروعات الموجودة وأنجحها، ستجد أن أصحابها مارسوا هذه الفكرة ابتداء من الفكرة المجنونة في التطبيق من سرعة وبرهنوا على نجاح الفكرة وبطبيعة الحال هم بالتأكيد نستطيع أن نعتبرهم من الطموحين الحقيقيين الذين يتمتعون بالنفس الطويل في تحقيق أفكارهم وتتجمع فيهم خصال الطموحين الحقيقيين، كون بعض الأفكار بل غالبيتها تتطلب نفسا وصبرا يوصف بصبر أيوب، ولربما يساعدهم الحظ ويتحالف معهم وهم من يعرف كيف يقتنص الفرص فهي تمر مر السحاب.
وللأناس المساكين الذين لم يتحالف معهم الحظ ولا مرة بل ولا بوادر لهذا التحالف المذكور، ولاسيما في طموحهم المفرط على رغم كثر أفكارهم، وهم من يعتمدون على تحقيق طموحهم وأحلامهم على نفسهم فيجب عليهم أن يحاربوا ويكافحوا أي أحد يتشبه بالزرقاوي في قتل ونحر الأفكار التي ينوون تحقيقها وخصوصا إذا كانت خيرة وتتطلب جهدا كبيرا وصبرا أكبر، فلا تسمحوا لأي (زرقاوي) أن يغلبكم... وكونوا مثلما أنتم تريدون وإلا فلا
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 791 - الخميس 04 نوفمبر 2004م الموافق 21 رمضان 1425هـ