العدد 790 - الأربعاء 03 نوفمبر 2004م الموافق 20 رمضان 1425هـ

ترعرعت في بيت يعشق الفن... وبدأت الرسم قبل 28 عاماً في نيويورك

في حوار خاص مع السفير العراقي:

هو دبلوماسي عشق الفن التشكيلي من خلال عمله الذي اتاح له الاطلاع على مدارس الفن العالمية في مجال الرسم باشكاله واصنافه الكثيرة... موهبته انطلقت عندما قرر ان يصاحب الريشة التي أفرشت أحاسيسه في صور عبرت عما في خلجات نفسه التي تشتاق حنينا بين وقت لآخر إلى دياره في العراق.

موهبته جعلته يكتشف أسلوبا آخر لحياته فبهرته اعماله بقدر ما بهرت المتخصصين وهواة الفن التشكيلي... «الوسط» زارت منزل الفنان وسفير الجمهورية العراقية في المنامة غسان حسين الذي كشف عن تجربته الفنية ونيته الجادة بنقل هذه المكنونات في أعماله التي تصل إلى أكثر من ثلاثين عملا وذلك في معرض سيعلن عنه قريباً في العاصمة البحرينية. وهذا نص الحوار:

ماذا يعني الرسم لدبلوماسي مثلك يعيش غالبية وقته مع البروتوكولات؟

- يعني لي الكثير فهو بالنسبة إليّ مطلق الحرية والتعبير اللامحدود بينما مهنتي كدبلوماسي تقيدني في كثير من الاحيان مثل الالتزام بسياسة الحكومة وهذه هي المفارقة بين كليهما فالأولى تجعلني اكثر ارتياحا وهو الملاذ الذي يعبر عن ذاتي دون رتوش.

لكن متى بدأت الرسم؟ وأين؟

- بدأت الرسم قبل 28 سنة أي عندما كنت أعمل في الملحقية العراقية في نيويورك اذ لم اكن تجاوزت الثلاثين عاما بينما كانت لدي محاولات في المرحلة الابتدائية... فكانت خربشة وألوانا وأفكارا متناثرة على الاوراق، لكن عندما قررت الرسم بجدية استخدمت الألوان الزيتية على رغم انني استخدمت المائي والخشبي من الألوان في وقت سابق...

وماذا حملت لوحتك الأولى من موضوع؟

- طبيعة فصل الخريف في واشنطن اذ تنقلب الى سجادة من الألوان الزاهية فمن اللون الجوزي الى الأحمر والأصفر.

لمست في لوحاتك المعروضة في منزلك تأثرك بالمدرسة الانطباعية الى حد ما... هل الانطباعية هو ما تحبذه؟

- نعم شخصيا متأثر بهذه المدرسة الفنية بعد قراءات وترددي على عدد من المتاحف المهمة في عواصم ومدن عدة كمدينة نيويورك مثلا التي تحتضن بعضا من اعمال هذه المدرسة الفنية كمتحف متروبولتان وغيرها...

أدائي الفني

متى بدأت ترسم بصورة مستمرة؟ واين كانت المعارض التي اقمتها؟

- بدأت ارسم بصورة مستمرة في العام 1982 الا انني انبهرت بأدائي قبل ان ينبهر الآخرون... فأذكر تلك اللوحة التي رسمتها العاكسة لملامح بنايات مدينة مانهاتن التي عززتها بخلفية الصحراء العربية اذ شجعني بعض الاصدقاء بشراء اعمالي وقد اعتبرته تقديرا ومردودا معنويا قبل ان يكون ماديا ومن ثم أقمت معارض خاصة بي كان اولها في باكستان بعدها أقمت أحد عشر معرضا في العراق والهند والصين الى جانب عدد من المشاركات في بعض المعارض المشتركة.

كيف كانت ردود الفعل على أعمالك؟

- التعليقات والردود المختلفة كلها تعني لي الشيء الكثير فيكفي اذا اخلص الانسان في صنعة ما فإن حلاوة الاعتراف بصنعتك هي الثمرة التي تجنيها من الآخرين.. وهي هدية انعمني الله بها.

كيف تختار موضوعات لوحاتك؟

- انا لا اختارها بل هي تختارني ففي النهاية انا اسير وفق ما اشعر به من احساس وما تراه عينيي... لهذا فأنا احمل مع تجربتي الطويلة هوية التلميذ المتعلم وهوية الاستاذ المعلم...

تعلم ذاتي

ألم تستفد من بعض الفنانين أو سعيت لدراسة الفن اكاديمياً؟

- بصراحة استفدت من صغار الفنانين وليس من الكبار اذ تعلمت التقنيات المختلفة ولاني لم ادرس الفن اكاديميا فقد كان لذلك تاثير سلبي وآخر ايجابيا فالاول كان علي ان ابذل جهدا مضاعفا في معرفة التقنيات اما الثاني لم تجعلني مقيدا برؤى واساليب اساتذتي وحاليا «الانترنت» ساعدني على الاطلاع والتنقل بين مواقع اعمال الفنانين والمتاحف الفنية في ارجاء العالم فما كان ميسرا لي في الماضي 20 في المئة من الكتب او الدوريات الفنية المتقطعة خصوصا ايام سنوات الحصار الاخيرة على العراق مع العلم انني درست اعمال بعض الفنانين العالميين منذ الصغر في كتب او دوريات فنية المتوافرة في مكتبة والدي وايضا من خلال مرافقتي لسفراته الى اوروبا.

معنى ذلك كان لبيئتك تأثير على اهتماماتك الفنية؟

- نعم فقد ترعرعت في بيت يعشق الفن والموسيقى معا فقد كان والدي ضابط في الجيش العراقي لكن في الوقت نفسه كان يهوى عزف الناي والعود والمندولين الى جانب الرسم... لقد كان التعليم متاح للجميع ولمختلف التخصصات اذ يستطيع الطبيب والمحامي وغيره تعلم فنون الموسيقى عبر الدروس المسائية المتاحة آنذاك ايام العهد الملكي في العراق وتحديدا في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي.

تجربة البحرين

اي الفنانين العراقيين تحبذ اعمالهم؟

- يعجبني اسلوب ضياء العزاوي واسماعيل الشيخلي.

هل اطلعت على اعمال الفنانين البحرينيين؟

- نعم وتعجبني اعمال عبدالرحيم شريف وجمال عبدالرحيم وعباس الموسوي الى جانب اعمال بلقيس فخرو ونبيلة الخير.

كيف ترى تجربة فن الشوارع والجداريات في البحرين؟

- جميلة وودت لو شاركت في مهرجان «الاسكافي» وتعجبني تجربة المرسم الحسيني الى جانب تجربة مهرجان أصيلة - البحرين.

متى تنوي اقامة معرضك في المنامة؟

- في النصف الاول من العام المقبل... لكن اعمالي اطلت على الجمهور البحريني في عدد من المشاركات المحلية كالمعرض الشامل في متحف البحرين الوطني ومعرض خيري نظم لصالح مركز الرحمة للتوحد وغيرها





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً