حسنا فعلت لجنة التضامن مع عبدالهادي الخواجة أن علقت مسيراتها مؤقتاً لحين إعادة ترتيب الأوضاع وقراءة ما حدث بعين - نتمنى أن تكون - واعية وعارفة بأبعاد ما حدث، لأن استمرار الأمر يعني مزيداً من التدهور الذي لن تحسن اللجنة، ولا أية دعوات أخرى التعامل معه ووقفه.
الدرس الذي كان من المفترض أن تعيه جميع الجهات ذات التوجهات «الجماهيرية» في الطرح، هو أن الحشود لا تخلو من وجود موتورين إلى جانب أصحاب الحق، والعقلاء إلى جانب المتهورين، والمتحمسين إلى جانب المتمهلين، والمنضبطين إلى جانب المنفلتين، وفي الساحة، لا يمكن ضمان ما الذي سيحدث بما يمكن أن يحيل المسائل، ويقلب الحق على أهله.
هذا الدرس ليس وليد ما حدث في نهايات الأسبوع الماضي وحسب، بل هو درس امتد خلال السنوات الماضيات من بروز قلة قليلة من وسط مسيرة حاشدة، تقوم إما بالاستفزاز، أو قذف الحجارة والعبوات الحارقة (ما يعني تبييت النية) أو إطلاق شعارات غير متفق عليها مع منظمي المسيرة، ولا تُعدم هكذا مسيرات من وجود «مندسين» لصالح جهات مختلفة تتظاهر بالمناصرة وتخفي وراء ظهورها أغراضاً أخرى، فيتم التغاضي عن الغرض الرئيسي، ويجري بعد ذلك التركيز على هذه الخروقات غير المسئولة، وغير المرضي عنها أيضاً من قبل منظمي هذه الفعاليات.
إذا أراد منظمو مسيرة السيارات للتضامن مع الخواجة إيصال رسالة، فلقد وصلت منذ المسيرة الأولى والثانية، وكان عليهم التوقف والبحث عن وسائل أخرى بعدما حدث في المسيرة الثالثة لأن التصعيد في الأمر قد بدا واضحاً، والوسائل لإيصال الرسالة ليست حكراً على المسيرات، وذلك لتفويت الفرصة على أي مندس أو موتور أو فوضوي أن يحرف الأمر عن إيقاعه، ويوصل بذلك رسالة شوهاء
إقرأ أيضا لـ "غسان الشهابي"العدد 788 - الإثنين 01 نوفمبر 2004م الموافق 18 رمضان 1425هـ