هناك من يغضب عندما يقال الحق على الملأ... وهناك من لا يريد أن يسمع الرأي الآخر... وهناك من يريد ان يكون فوق القانون... وهناك وهناك الكثير مما يمكن أن يقال أو يكتب على الورق بأفكار وبتوجهات ورؤى مبعثرة في كل مكان تشغل بال الرأي العام بما هو غير مفيد.

لا ندري لماذا بات مستوى الوعي لدى العامة متدنياً في هذه الأيام ازاء قضايا تخص تطوير أحوالنا كمواطنين، فبدلاً من الانشغال بأعمال تثير الفتن الطائفية وتزيد الناس هماً وغيظاً من بعضنا بعضاً... لماذا لا نظهر ما يدور في ذواتنا بصراحة منطقية وننتقد بعضنا بعضاً بعقلانية وباحترام متبادل؟... ألهذه الدرجة أصبح فن النقد والتعامل صعباً للغاية في وقتنا الحالي؟!

أليست هذه سمة حضارية أم ان البعض يفضل استخدام أساليب أخرى لإيصال صوته ورفضه لواقع قد يحمل في طياته السلبيات التي نأمل ان تتحسن أو توضع لها الحلول المدروسة الطويلة المدى لا القصيرة المدى اما الايجابيات فلا يمكن تجاهلها هذا لو قارنا وضع البحرين بدول عربية أخرى تأخرت وتعيش تحت مظلة العقلية القمعية وكبت النفس... وهي أمثلة كثيرة لو أردنا استعراضها من المشرق العربي إلى المغرب العربي.

ان كانت الأجواء في هذه الأيام مشحونة بما لا يسر أو يبهج المواطن البحريني فإن مسألة تحقيق العدالة الاجتماعية التي نطالب بها ونبحث عنها على الدوام لابد ان نبدأ زراعة أول بذورها من داخل بيوتنا... فعندما يتعود جميع أفراد الأسرة الواحدة السماع لرأي الآخر باحترام متبادل بما في ذلك الزوجة، الأم وبناتها وحتى المعاملة الطيبة العادلة مع من يسهرون على خدمة وراحة أفراد الأسرة من الخدم الآسيويين فإن مفهوم العدالة الاجتماعية والديمقراطية سينتشر بمفاهيمه وأشكاله المختلفة.

فعندما نطالب بحقوقنا علينا أن نتعلم ألا نهضم حقوق عمالنا الآسيويين مثلاً فهؤلاء بشر مثلنا لكن ظروفهم أقسى من ظروفنا ولن نحملهم عبء سياسات الماضي الخاطئة لكن علينا أن نسعى الى العمل بوعي أكبر نحمل في طياته هما وطنياً مشتركاً لا هماً فئوياً أو طائفياً.

علينا ان نسمع رأي المرأة أيضاً لأنها نصف المجتمع لا أداة تبعية تسير بحسب الموجة السائدة، كذلك التعامل مع الجميع بحس إنساني فلا فرق في اللون أو الجنس أو العرق... ان طبقنا ذلك فبالتأكيد سيزداد الوعي والثقافة بتلك الأمور وتلقى طريقاً لتطبيقها