العدد 788 - الإثنين 01 نوفمبر 2004م الموافق 18 رمضان 1425هـ

شعر - جعفر الجمري

كونٌ يبيّضُ كفرهُ ويسوّدُ

في ذكرى دم أوله «حتف» وآخره «فتح» ... في ذكرى شهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

روحٌ تطلُّ على الحياةِ وترصُدُ

لَكَأنّها في الخافقين لها يَدُ

لكأنَّها النورُ المُسَالُ وحَسْبُهَا

أَنْ قد تكَحَّلَهَا سَقِيمٌ أَرْمَدُ

يَمشي يجلّلُه الضياءُ تخالُهُ

صبحاً وفيه من المهابة مَشْهَدُ

لله درُّكَ أي دهر كُنْتَهُ

يوماً وأنتَ مع الدهور غَدٌ ... غَدُ

ورؤاكَ في فَلَكِ الصباح كأنَّها

تمشي إليَّ وكلُّ رُوحيَ تشهدُ

جيلان لم أعْبا براصدةٍ هنا

إلاّكَ إذْ «سعياً» إليكَ سَيُحْمَدُ

ومرارةُ العمْرِ الطويل إذا اشتهتْ

شَهْدَاً لديكَ فبالشهادةِ يُعْقَدُ

آمنتُ أنكَ لن تموتَ وخالداً

تبقى وما تَرَكَ الخلودُ مُخَلَّدُ

أتُرى تعبْتَ وأنتَ أنتَ منزّهٌ

فيما الهوان على يديك تمرُّدُ

وبقيّةٌ مما احتسبْتُ تورُّعاً

هي بالجهالة لا تزال تعربدُ

وتظل نغمةَ سيّد آباؤهُ

مَدَدٌ وفيضُ إبائه لا ينْفَدُ

لبيكَ إذ هذي الدماءُ مسارُها

صعبٌ ودربٌ أنت فيه مُعَبَّدُ

سأبثُّ ما لم أستطعْه لأنني

وَدِمَاكَ بي شغفٌ إليكَ يُجَدَّدُ

ولأنَّك المَثَلُ الذي أَحْيَاهُ

في كونٍ يُبَيّضُ كُفْرَه وَيُسَوّدُ

أتُرَاكَ في كونِ الخلودِ تجيبُني؟

منْ لي سواكَ مع المتاهة مَقْصِدُ؟

أتحسّسُ المحرابَ والدمُ سابحٌ

يمضي وفيه من التلاوة مسجدُ

أأنا أنا؟ لا كنت حسبك أنني

لتراب نعلك لو حظيت سأصعد

هي أمةٌ فيها السعودُ نواحسٌ

وإذا سَلَلْتَ من الكرامة تغمدُ

وإذا بكيتَ تظلُ محضَ ترفُّهٍ

ولها الرفاهُ تعبُّدٌ وتهجُّدُ

تلك العدالةُ لا تزال رهينةً

للآنَ فيما الظلم بعدكَ سيّدُ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً