العدد 2382 - السبت 14 مارس 2009م الموافق 17 ربيع الاول 1430هـ

اللبنانيون يهدّئون من التوتر السياسي لكن النار تحت الرماد

اضطر الزعيم اللبناني وليد جنبلاط أن يرفع صوته لتهدئة أنصاره الذين كانوا يطالبون بالانتقام لمقتل أحد أفراد طائفتهم الدرزية. وصاح جنبلاط قائلا لأنصاره إنهم ليس لهم أعداء في لبنان محاولا تجنب ثأر دموي لمقتل لطفي زين الدين (58 عاما) الذي طعن حتى الموت في بيروت بعد اجتماع سياسي حاشد في 14 فبراير/ شباط الماضي. لكن أنصار السياسي البارز المناهض لسورية غير مقتنعين ورد أحدهم قائلا نحن نفقد شهداء وردد آخرون تعليقاته في تبادل ملتهب للعبارات سجله مصور هاو بالفيديو وبثه تلفزيون الجديد أخيرا. وتظهر اللقطات عمق العداء الطائفي الذي ولده الصراع السياسي في لبنان لكنها تظهر أيضا أن زعماء البلاد قرروا في الوقت الحالي على الأقل تحجيم التوتر مع دنو الانتخابات التي يحين موعد إجرائها في السابع من يونيو /حزيران المقبل.

وفي ظل النظر إلى الانتخابات على أنها منافسة متقاربة بين حركة 14 مارس/ آذار التي تتمتع بغالبية في البرلمان وتحالف منافس يقوده حزب الله اللبناني لا يستبعد أحد احتمال انتشار أعمال العنف. لكن من غير المرجح أن تقع اضطرابات على النطاق الذي شهده لبنان في مايو/ أيار الماضي حين شارف على الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة حيث هزم حزب الله وحلفاؤه أنصار جنبلاط والسياسي السني سعد الحريري زعيم ائتلاف 14 آذار. وتعكس نبرة المصالحة بين الزعماء اللبنانيين الحديث عن المقاربة والحوار في أنحاء الشرق الأوسط بين الدول المتناحرة والتي دعمت الفصائل المتنافسة في البلاد. ودعمت الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب بما فيهم السعودية كتلة 14 آذار بينما ساندت سورية وإيران المعارضة.

والآن بدأت العلاقات بين السعودية وسورية تتحسن كما تبحث واشنطن الحوار مع سورية وربما إيران. وقال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم إن جنبلاط أبدى رد فعل على المناخ الإقليمي. وأوضح أن موقفه يساعد في تهدئة الجو والانتقال إلى الحلول السياسية. الزعيم الدرزي الذي اشتهر بحنكته السياسية حث جميع الأحزاب على المحافظة على هدوء أنصارها واعتدال لغتها. وقال إنه يمكن خوض الانتخابات في هدوء مكررا وجهة نظره التي عبر عنها بأن قتل زين الدين حادث فردي. ولدى سؤاله عن مستوى التوتر في الشارع قال إنه مقبول ومعقول وأضاف أنه لا يظنه خطيرا. لكن الساسة الذين يستمدون قاعدة قوتهم من الطائفية سيحتاجون إلى التحرك بحذر إذا حاولوا حشد تأييد المقترعين للانتخابات من دون إثارة التوترات الطائفية ومزيد من أعمال العنف. وقتل عشرات الأشخاص على مدار العامين الماضيين في أعمال عنف سياسي مما يبقي احتمال تفجر التوترات الطائفية التي غذت الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 قائما. وقال نبيل بومنصف وهو معلق في صحيفة «النهار» اللبنانية إن الساسة يريدون التعبئة وفي الوقت نفسه يريدون السيطرة على الشارع وأضاف أن هذه مسألة صعبة جدا في لبنان.

وتابع أنه شخصيا لا يعتقد أنهم سينجحون لأن التوتر في الشارع شديد للغاية. أفسد الصراع السياسي في لبنان الذي يحكمه نظام طائفي لاقتسام السلطة العلاقات بين السنة الموالين للحريري والشيعة الذين يدعمون خصومه.

كما تضررت العلاقات بين الدروز والشيعة وعاود العداء بين الجماعات المسيحية المتنافسة الظهور على السطح. ويعطي تبادل لإطلاق النار الشهر الماضي في قرية شكا الساحلية بين القوات اللبنانية والمردة وهي فصائل مسيحية في ائتلافات متناحرة لمحة عما قد يحدث في المستقبل. وقال بومنصف إنه ستكون هناك حوادث أمنية في عدد من المناطق لكن من دون أن تسبب أزمة كبرى. في قرية الشبانية التي ينتمي إليها زين الدين وتقع بأحضان الجبال إلى الشرق من بيروت يقول نجيب نمر صبرا إنه سيكون من الصعوبة بمكان كبح جماح أبناء طائفته الدرزية في حالة وقوع مزيد من أعمال العنف.وأضاف صبرا (32 عاما) والذي شهد ما وصفه بأنه هجوم مسعور بسكين من قبل عصابة على زين الدين سيدعونها تمر هذه المرة لكنهم كانوا يتوقون للانتقام.

إذا تكرر هذا سيصبح (الوضع) أكثر خطورة بكثير. وتابع كانت المسألة وكأن بينهم وبينه ثأر منذ 20 عاما. وقال أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأميركية في بيروت ومؤلف كتاب (العنف المدني وغير المدني في لبنان) سمير خلف إنه أيا كان ما يقال فهناك جنون وارتياب وخوف بين الجماعات. وتابع أنه تتم تعبئة الناس ثم المسارعة إلى احتوائهم. وأضاف أن هذه الفقاعات يمكن أن تصبح قابلة للاشتعال بسهولة شديدة في أي وقت في إشارة إلى العداء الطائفي

العدد 2382 - السبت 14 مارس 2009م الموافق 17 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً