العدد 2810 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ

«وعد»... أسئلة ومداخلات

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

استغرقت محاضرة عبدالهادي خلف التي ألقاها في جمعية «وعد» مساء الأربعاء الماضي نصف ساعة فقط، لكنها أثارت الكثير من الأسئلة والمداخلات لمدة ساعة ونصف أخرى.

الكثير من هذه الأسئلة تركّز في محور واحد: ما هو الحل؟ فبعد مرور عشرة أعوام على الانفراج السياسي وتدشين مرحلة الإصلاح، مازال الأفق ملبّداً بالغيوم، ليس على مستوى التيارات السياسية المعارضة فحسب، بل على مستوى المواطن العادي، الذي مازال يراجع نفسه، وسط أوضاع سياسية واقتصادية مضطربة، محلياً وإقليمياًً ودولياً.

هناك أزمات سكن وصحة وتعليم، وهناك موجات خصخصة وتجنيس، وهناك زيادة كبيرة في عدد الأجانب بحيث زادت نسبتهم على المواطنين لأول مرة في تاريخ البحرين. زيادة الزحام في الشوارع كانت من أول ما لاحظه خلف في زيارته الحالية للبحرين، وآثارها لا تقتصر على ضياع وقت مرتادي الشوارع وكلفتها الاقتصادية، وإنما لها جوانب أخرى تترجم نفسها في زيادة الضغوط النفسية والأمراض.

كان خلف يرصد بعض جوانب التحولات الأخيرة في المشهد البحريني، بعين الباحث الاجتماعي المتخصّص. وتجنّب الحديث عن المعارضة، وركّز على جانب أداء السلطة خلال العشرية الأخيرة، لكن المداخلات الساخنة أعادته إلى ما كان يتحاشاه.

إحدى النقاط التي كرّرها أكثر من مرة في محاضرته، وكان يكرّرها كثيراً في مقالاته، ما دأب المجتمع الخليجي التقليدي على تسميته بالمكرمات، وهي سياسةٌ تتعارض جوهرياًً مع دولة المؤسسات التي تحكمها القوانين القائمة على الحقوق والواجبات. فهي إعادة إنتاج لسلطات القرون الوسطى وترسيخ لتقاليدها وأعرافها بما يبعد هذه البلدان عن الديمقراطيات الحقيقية العريقة.

ومع ذلك فـ «المكرمات» لا تأتي إلاّ مرة أو مرتين، في كل عشرية، وليست كلّ شهر أو سنة، وبالتالي عدم تضخيم آثارها على مسار الدول التي تعاني من أزمات عميقة.

المحاضر وهو في أحد معاقل الجمعيات المعارضة، تجنب الحديث عن أخطائها، فما فيها يكفيها، لكن الجمهور «الوعدي» المحبط، أعاد بثّ مراثيه على مسامع الضيف. ومن بين ما تكشفت عنه المحاضرة ذلك المنحى المتشدّد لدى جمعية يمكن أن يعوّل عليها كثيراًً في تحقيق التوازن الوطني في ساحة المعارضة، بعد الاستفراد بـ «الوفاق» داخل البرلمان.

بعض المداخلات احتوت بعض المفاهيم والأفكار الموروثة من فترة سحيقة، أيام العمل الحركي السري، من قبيل الالتزام الحزبي وضرورة المحاسبة وتشكيل محكمة للمخالفين للخط الرسمي للحزب. وكانت التلميحات واضحةً باتجاه إدانة عضوي «وعد» (سلمان كمال الدين وعبدالله الدرازي) لقبولهما عضوية الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان. وربما لم يتوقع الكثيرون أن تكون إجابات الضيف المنفي منذ أربعين عاماً، تأخذ منحى أكثر ديمقراطية وانفتاحاً، فحتى الالتزام ينبغي أن يقوم على قناعة ذاتية وإيمان بالقضية. ولا جدوى من نصب محاكم تفتيش، وغير مقبول محاكمة النوايا. وتساءل في ردّ على أحد المتداخلين: «ماذا يمكنك أن تفعل؟ هل تُطالب بتطليق زوجته؟».

همسةٌ أخيرة عن «وعد»... من مراقب مستقل وليس من محازب تابع: الجمعية ضرورة بحرينية، وصاحب المنطق والخبرة والتاريخ النضالي يفرض احترامه أينما كان، سواءً دخل البرلمان، أو صدر الفرمان السلطاني ليبقى في صفوف الاحتياط. فارفع رأسك.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2810 - الإثنين 17 مايو 2010م الموافق 03 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 8:47 ص

      اشعرتني بقلق

      (همسةٌ أخيرة عن «وعد»... من مراقب مستقل وليس من محازب تابع: الجمعية ضرورة بحرينية، وصاحب المنطق والخبرة والتاريخ النضالي يفرض احترامه أينما كان، سواءً دخل البرلمان، أو صدر الفرمان السلطاني ليبقى في صفوف الاحتياط. فارفع رأسك.) اقتباس .

      ان فهمي لهذه الهمسة صحيحا ، اشعر الان بقلق شديد بان يتبدل الحال .

    • زائر 10 | 8:03 ص

      مدرس ثانوي

      تابع :
      السياسة . يا أخ أبو زينب كلامك هذا مشابه لكلام من يقول بأن الشيعة ليس لهم حاجة و يجب تهميشهم و إقصائهم و محاربتهم بسبب مذهبهم و فكرهم و معتقدهم . فأي ديمقراطية تتكلمون عنها إن كان منهجكم تهميش الآخرين إن لم يتفقوا معكم في الفكر أو الدين أو المذهب ، يجب تغيير هذه الأفكار الهدامه و قياس الأفراد على حسب كفائتهم و وطنيتهم و إخلاصهم و ليس على حسب دين أو مذهب أو فكر ، ماذا يفيدني رجل دين متسلق لا يفقه في الحياة شيىء سوى تطويل اللحية أو لبس العمامة لا علم ولا منطق ، من الأفضل في نظرك هذا أم

    • زائر 9 | 7:54 ص

      مدرس ثانوي

      أمرك عجيب يا أبو زينب ( زائر رقم 5 ) ، شنو شيوعيين و البحرين و الناس مو محتاجين لهم ، هذا كلام إنسان عاقل و وطني ، وعد طول عمرها معروفة بمواقفها المشرفة و كفاءة أعضائها ، ولا تنسى يا أخي بأن الدين لله و الوطن للجميع ( ما دمت محترماً حقي فأنت أخي سجدت لله أم سجدت للحجرِ ) ، كل إنسان حر في إختيار دينه و إنتمائه و ليس من حق أحد محاسبة الناس عن دينهم و معتقداتهم و أفكارهم طالما لم يضروا أحد ولم يجبروا أحد على إتباع معتقداتهم ، و أغلب منتسبي وعد متعلمين و مثقفين ولديهم خبرة و تاريخ كبير و طويل في

    • زائر 8 | 5:56 ص

      الأخ ابو زينب

      اهذا كل ماتعرفة عن جمعية وعد يا أبو زينب
      وعد الشيوعية الحين احنا عدنا لأسطوانات السلطه المشروخة وعن جمعية وطنية لها ملفات تتلاقي مع ملفات الوفاق وغير الوفاق ومافي داعي نعود ل 2006 والانتخابات والمراكز العامة والتسقيط من اجل ..............
      تحياتي لكاتب المقال

    • زائر 7 | 3:22 ص

      سؤال لرقم 4

      ماذا يملك الدكتور إذا لم يكن هناك احد يسمعه؟ وهل الحكومة مستعدة لسماع صوته أو صوت غيره من الناصحين؟ ام ان الموضة الاعتماد على مستشاري السوء لإقصاء كل شريف وجميل في هذا البلد؟

    • زائر 6 | 3:06 ص

      Abu Zinab

      THIS SOCIETY ( WAAD) IS SOCIETY COMMUNISM BAHRAIN AND PEOPLE NO NEED FOR THEM THANK YOU.

    • فيلسوف | 2:44 ص

      تعليق رقم 2 تكملة

      نشكرك يا استاذ قاسم على هذا الموضوع ودمت سالم ودام قلمك الطيب وسلمت يمناك استاذنا العزيز ولك تحية

    • فيلسوف | 2:43 ص

      دمت سالم يا دكتور خلف

      الحمدلله على وصولكم وطنك وبلدك الغالية البحرين . وياليت كنت موجود انا في جمعية وعد اثناء القائك هذي المحاضرة المفيدة والشيقة . واتمنى اكوون موجود لاستفيد من خبرة الدكتور الكبير في شتى المجالات . واتمنى الشفاء العاجل للمناضل والاب الروحي لجمعية وعد الاستاذ الكبير ( ابو امل) عبدالرحمن النعيمي الله يشافيه ويقومه بالسلامة . ونشكرك على هذا المو

    • زائر 5 | 2:05 ص

      كلام قديم

      الاخ المناضل ليش مايتفضل يقدم ولو حل واحد لاي من المشاكل اللي شافها -- اربعين سنه في السويد خوش مكان انا مستعد للنفي بعد

    • زائر 4 | 1:39 ص

      صدقت والله

      فإن «المكرمات» لا تأتي إلاّ مرة أو مرتين، في كل عشرية، وليست كلّ شهر أو سنة، وبالتالي عدم تضخيم آثارها على مسار الدول التي تعاني من أزمات عميقة.وانا الاحظ ان البعض وخصوصا ممن يعيشون في الخارج يظنون اننا نعاني من زيادة المكرماتن وما يعرفون ان هناك 80 صندوق خيري لدعم الفقراء والطبقات المحتاجة، ما يدل ع
      لى حقيقة الوضع الاقتصادي الحقيقي بالبلد.

    • زائر 2 | 1:15 ص

      وعد ضرورة وطنية

      كم اتمنى ان تتجاوز وعد اشكالاتها، وتفكر بطريقة اكثر ايجابية، فهي كما قال الكاتب ضرورة بحرينية ووطنية للساحة، وإلا ستنفذ السلطة ما دأبت عليه من سياسات تشطير مجتمعي.

    • زائر 1 | 10:19 م

      لايجدي الكلام ياسيد

      الكلام في قاعات مغلقة واسماع صدى الصوت واللاعب الاساسي غائب ولا اجابة لن ولن يجدي نفعا فكروا في البديل قبل فوات الاوان وقبل البكاء على اللبن المسكوب وكم بكينا على البان سكبناها ,,,,,,,,,

اقرأ ايضاً