جددت رئيسة جمعية التمريض البحرينية رولا الصفار دعوتها لوزارتي الصحة والتنمية الاجتماعية إلى الجلوس على طاولة الحوار مرة أخرى واستعدادها لتنفيذ أي قرار إن استطاعت إحداهما إثبات تقصير الجمعية في الموضوعين محل الخلاف وهما عقد اجتماعات الجمعية العمومية ولجنة الكادر التمريضي.

وقالت الصفار، في كلمة لها في المهرجان الخطابي الذي عقدته الجمعية مساء أمس الأول في نادي العروبة بمناسبة اليوم العالمي للتمريض الموافق 12 مايو/ أيار من كل عام وبحضور ممثلين عن الجمعيات المهنية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني «أليس من الأجدر دمج الكوادر المهنية التخصصية والتطوعية في الحوار وصناعة القرار حتى تتمكن الوزارات المعنية وخاصة الصحة من تحقيق أهدافها واستراتيجياتها التي تسعى إلى الارتقاء بالمستوى الصحي لدى المواطنين بدلا من استخدام العصى والسيف للكوادر التطوعية».

وأكدت رئيسة جمعية التمريض البحرينية على الحقوق المسلوبة والمنتهكة للممرضين والإجراءات التعسفية من قبل الجهات الرسمية والتي تتداول في أروقة النيابة العامة وساحات المحاكم بدلا من الحوار الذي طرقت الجمعية أبوابه مرارا وبشتى الوسائل.

ولفتت إلى شعار هذا العام الذي وضعه المجلس الدولي للتمريض والذي يؤكد «توفير أعلى معايير الجودة وخدمة المجتمعات المحلية: الممرضون يقودون العناية بالأمراض المزمنة».

إلى ذلك، استنكر المحامي محمد التاجر غلق مقر جمعية التمريض البحرينية بالقوة وتغيير أقفالها ليلا، وأكد أن المنظمات المهنية والنقابية تتمتع بالشخصية الاعتبارية من تاريخ إيداع أوراق تكوينها لدى الوزارة، لافتا إلى أنه لا يكون لأي شخصية اعتبارية أي اعتبار إلا بعنوان مقرها الرئيس.

من جهته، قال الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، سلمان المحفوظ: «إن التضامن بين الأزرق والأبيض في يوم التمريض العالمي وتضامن البدلات العمالية والطبية ليقولا معا بصوت واحد لا للإغلاق والتعسف والمصادرة وانتهاك الحقوق وقمع الناشطين».

وأعرب عن تضامن الاتحاد مع الممرضين وحقهم في الدرجة التخصصية وفي الوقت ذاته اعتبر المحفوظ إغلاق مقر الجمعية اعتداء صارخا على الحريات والحقوق المدنية والاقتصادية.

على السياق ذاته، قال ممثل المكتب العمالي في «وعد»خليفة الشملان: «إن جمعية العمل الوطني الديمقراطي تُحيي كل ممرض وممرضة في هذا الوطن الغالي وتشد على أيدي منتسبي الجمعية البحرينية للتمريض وروحهم النضالية في مواجهة كل التحديات التي تعرضت لها».

وأضاف الشملان «نحن في وعد كنا ومازلنا داعمين لمواقف الجمعية المشرفة ومطالبتهم بتحقيق كل مطالبهم وحقوقهم للارتقاء بكادر التمريض إلى الأفضل ورفض ترهيب مجلس إدارة الجمعية ووضع العقبات في طريقهم».

من جهته، أفاد النائب محمد المزعل بأن «كل ممرض في البحرين يقوم بثلاثة أضعاف عمله وهي حقيقة تؤكدها أدبيات الوزارة الرسمية وبياناتها، فالوزارة تؤكد أن المقياس الذي تعتمده يقضي بمعدل 90 ممرضا لكل ألف نسمة من السكان وهو ما يعني الحاجة إلى 9000 ممرض وممرضة لخدمة مليون إنسان هم عدد سكان البحرين».

وواصل أنه «في حين أجاب وزير الصحة على سؤال برلماني وجه إليه سنة 2008 بأن عدد الممرضين والممرضات هو أقل من ثلاثة آلاف، وهذا يعني أن كل ممرض أو ممرضة يؤدي عمل ثلاثة أشخاص... فإذا اعتبرناه يتقاضى راتبه الشهري عن واحد منهم فهذا يعني أنه متبرع بأداء عمل شخصين آخرين بالمجان على رغم عدم إنصاف الكادر للممرضين».

وأضاف المزعل «كان من المفترض على وزارة الصحة دعم الجمعية وتطويرها لتكون معينا على الارتقاء بخدمة التمريض في البحرين لأرقى مستوياتها، لكننا بدلا من ذلك نجد أن الصحة ومع الأسف بالتعاون مع وزارة أخرى من وزارات الدولة هي وزارة التنمية الاجتماعية تعمل بكل قوة لوضع العراقيل أمام عمل الجمعية وجرجرتها إلى المحاكم بحيث كلما انتهت قضية بدأت أخرى».

واستدرك أن «من لا يستطيع تفعيل شعار الشراكة مع أهم قطاعين في وزارته هما قطاع الأطباء والممرضين فلن يستطيع تفعيل شعار الشراكة المجتمعية في نطاقها الأوسع، وإن الدور الذي يُمارس بإغلاق مقر الجمعية ومصادرة حساباتها البنكية واضطرار العاملين في الجمعية إلى الصرف على أنشطتهم من جيوبهم الخاصة بدلا من دعمها وتطويرها هو منطق مقلوب».

وبيَّن أن «هذه جمعية شأنها شأن الجمعيات الأخرى، ولو كانت الوزارة تعمل بالمنطق الصحيح لوجب عليها توفير مقر للجمعية يتسع لآلاف الممرضين وهو ما يعني أنها بحاجة إلى مقر لا يقل عن مستوى نادي العروبة الذي نجتمع فيه في هذا المهرجان».

وتابع «أمام الجمعية فرصة إلى أن تضع قضيتها على أجندة العمل النيابي للمجلس المقبل عبر التواصل مع المرشحين بمختلف توجهاتهم وتياراتهم السياسية، أفرادا مستقلين أو كتلا سياسية، وطرح قضيتهم عليهم وطلب دعمهم لكي تبقى قضيتهم حاضرة دائما وعلى أمل أن يأتي اليوم الذي تنطلق فيه الجمعية بكل حرية ودعم لأداء رسالتها الإنسانية والوطنية».

إلى ذلك، قارن رئيس مجلس إدارة نادي العروبة رسول الجشي بين نظرة المجتمع لمهنة التمريض في الخمسينيات والوقت الراهن، ودعا جمعية التمريض إلى تكثف الجهود لتوعية المجتمع وتشجيعه بأهمية انخراط الشباب في هذه المهنة، كما تحدث الجشي عن ذكرياته في هذا المجال حينما طلبت منه مديرة مدرسة التمريض في سنة 1959 أمية القربي تدريس الممرضين والممرضات مادة علم الأدوية باعتباره صيدلانيا فاستجاب لطلبها ومارس مهنة التمريض لمدة سنتين.

وأكد الجشي أهمية الحوار في حل الخلافات القائمة بين الجمعية والجهات المعنية.

وكرمت الجمعية خلال المهرجان المحامي حافظ حافظ على جهوده في الدفاع عن الجمعية، كما كرمت الجمعية رئيس هيئة الدفاع في قضية مصاب الشوزن، المحامي محمد التاجر.