العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ

وهم يظنّون أنّهم يحسنون صنعاً!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هناك من البشر من يُقدمون على عمل ما، قد يضر بالآخرين، ولكن في أعينهم يجدونه بأنّه عمل صحيح وخيّر، وباسم الدولة - أية دولة -، وبالتالي تعم الفوضى في المجتمع بسببهم وهم يظنوّن أنّهم يحسنون صنعاً!

فكثير من المرتشين لا يفكّرون بأنّ ما يقومون به ما هو إلا عمل خبيث يزيد في إسراع هدم القيم في المجتمع، ويحسبون أنّ هذا العمل ما هو إلا خيار سريع في زيادة الأرقام داخل حساباتهم، والذريعة لذلك هي تأمين المستقبل «المظلم» لهؤلاء ولأهلهم!

جمع آخر حصد الأراضي تلو الأراضي جرّاء سكوته على عمليات النصب والاحتيال، وهو يحسب بأنّه يقدّم خدمة للناس، ولكن ما يقوم به ما هو الا فضاء لمصلحته على مصلحة الآخرين.

كذلك عمليات التزوير والتلصيق التي يشهدها البعض، ويلوّث يده بها، ما هي إلا تفكير خاطئ يحسب الشخص من خلالها أنّه يستفيد من الأموال لنفسه وللآخرين في بعض الأحيان، غير عالم بأنّ هذا السُحت سيأكله ويلتهمه في يوم من الأيام.

نعرف تلك القصّة عن «فلان»، الذي أُغدِقت عليه الهدايا والأراضي التي كانت لأصحاب المكان، حتى يستمر في صمته وفي خنوعه لمن هم أقوى منه، فيُيسّر عملية «الفوضى» التي تحدّثنا عنها سابقاً، وهلمَّ ما جراً.

يجب أن نعي جيّداً أنّ الرزق الحلال مبارك فيه، وأنّ التزوير والنصب والاحتيال وسرقة أراضي الناس بالزور، ما هي إلاّ شهادة على من قام بالفعل في يوم من الأيّام، والتاريخ لا ينسى واردة أو صادرة، بل يصادرها تماماً حتى تخرج إلى النور.

لا غرو بأنّ عقاب الله سبحانه وتعالى يتم في الدنيا قبل الآخرة، وأنّه هو من وضع أسس الميزان، وهو العادل فوق عدل البشر، وعقاب هذا النوع من البشر محفوظ لديه ليومٍ ما، ولا يضيع حق مظلوم لدى الرب، سواء المظلوم من المواطنين أم من الأراضي أم من الأموال!

يجب الحذر والانتباه من أفعالنا وأقوالنا، التي قد تؤدّي في يوم إلى خسارة أنفسنا قبل خسارة الناس، والتي قد تدخلنا في دوّامة الشبهات ونحن كنا في يوم من الأيّام هؤلاء «الأشراف» المعروفين في الدولة!

ناهيك عن فساد المجتمع الذي يتحطّم كل يوم في ضوضاء العولمة المفهومة خطأ، وفي قيم التضليل المفبركة، وداخل أدراج الورق، بسبب فعل مشين كالتزوير والنصب والاحتيال ونشر الأكاذيب.

فيا أخي إنّ في الدنيا عباد لطف، طلّقوا الدنيا وعافوا الفتنا، بحثوا فيها فلما وجدوا، أنّها ليست لعبد سكنا، فكن كهؤلاء العباد الذين لا تغريهم المناصب ولا المال ولا الأراضي أمام الشرف والعفّة!

واللبيب بالإشارة يفهم كما قيل.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2809 - السبت 15 مايو 2010م الموافق 01 جمادى الآخرة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:36 ص

      أستاذة ريم كلام المبهمات خير طريق لنقض أسوار من يتخفى وراء الستار وكلامك عن من تلصص وزور وحصد الأراضي تلو الأراضي جرّاء سكوته على عمليات النصب والاحتيال نحن نعي جيّداً أنّ الرزق الحلال مبارك فيه ولكنهم لا يعون ذلك أو إنهم يتغافلون عنه ونحن نعلم علم اليقين بأنه لا يضيع حق مظلوم لدى الرب ولكنهم أيضاً عن هذا يتجاهلون

    • زائر 3 | 4:06 ص

      كلام جميل يستحق القراءة..

      انتقيت منه هذا السطر .. كذلك عمليات التزوير والتلصيق التي يشهدها البعض، ويلوّث يده بها،.. واللبيب بالإشارة يفهم كما قيل.

    • فيلسوف | 3:08 ص

      شكرا للاستاذة الشروقي

      يا استاذة البلد خلاص انباع وانسرق من زمان وهذا الشي قدامنا لاكن مع الاسف احنا ما نحط يدنا في يد بعض وهذا الشي اللي يخليهم يتمادون اكثر واكثر . وفي الاساس لا يوجد عندنا قانون عادل والقانون هذا ما يتطبق على الكل ويتطبق على ناس وناس . وهذا الشي اللي كثر من انتشار الفساد والفسق وسرقة الاراضي واملاك الدولة . انتووا تعبتون وتكتبون بدون نتيجة واحنا تعبنا واحنا نقرا ونعلق . والله يكون بعون الجميع والله على كل ظالم وفاسق وفاجر . وشكرا لك مرة ثانية على موضوعك المهم يا الشروقي _ تحياتي

    • زائر 1 | 12:11 ص

      مواطن

      واللي يحرقون تايرات كل يوم ومؤذين العالم ... وهم يطنون انهم يحسنون صنعا بالجهاد والمقاومة فيا اختي العزيزة ارجو ان تكتبي عن الشباب الضائع في هذه المتاهات يسوون سواياهم والمحرضين في مناصب وترفيه والشباب في السجون

اقرأ ايضاً