إن أصعب ما يمر على رسّام الكاريكاتير من موقف لا يحسده عليه أحد، هو أن يفهم القارئ كاريكاتيره ذاك اليوم بالمقلوب!
ووصف المقلوب هنا هو أصعب الحالات وأتعسها، تفوق ذاك الذي لم يفهم الفكرة من أساسها ويحتاج إلى من يشرحها له ويبسّطها حتى يفهمها ولربما يقتنع بها أيضاً...
إلا أن من فهم الفكرة بالمقلوب هو من فهم الفكرة على الشكل الذي يشتهيه هو، بل اقتنع بهذه الفكرة (المقلوبة) ويحاول إقناع المحيطين به ويصل حماسه في الإقناع بأن يقنع الرسّام الذي رسم تلك الفكرة!
لذلك يحاول الرسام جاهداً مُحارباً عاصراً كل ما في جعبته من أيقونات وتقنيات وأدوات وألوان للهروب من الوقوع في فخ من يفهمون الفكرة بالمقلوب؛ لأنه وببساطه لربما يتسبب الفاهمون للأفكار بالمقلوب على الرسّام بالتهلكة، ففي الدول ذوات الديمقراطيات والحريات الصحافية المتدنية - وما أكثرهم - يتحسسون بل هم يتحمسون للقبض على كل من تسوِّل له نفسه بالغمز أو اللمز عن النظام، وإن وقع هذا الكاريكاتيري في هذا الفخ فقد اختفى وضاع في أي سجن قد يصل وأي تعذيب قد يحصل عليه!
اللهم ابعد الفاهمين لأفكارنا بالمقلوب عن قراءة صحفنا حفظاً لنا ولزملائنا!
إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ