من خلال النظر إلى منظر الغبار وهو يغطي السماء من خلال زجاج النافذة في صباح يوم أمس وقبل كتابتي لمقالي الأسبوعي سلّمتُ بأن عطلة نهاية الأسبوع سنقضيها كالعادة إمّا داخل المنزل أو التسوق في أحد المجمعات التجارية! لتأكيد ظنوني فقد راجعت الصفحة الإلكترونية لـ «الوسط أون لاين» وتيقّنت من أسوأ شكوكي بعد أن قرأت خبراً ورد فيه أن إدارة الأرصاد الجوية تتوقع في الأيام الثلاثة المقبلة «تقلبات جوية مفاجئة وحالة من عدم الاستقرار بسبب موسم السرايات بسبب تحرك منخفضات جوية سريعة الحركة في طبقات الجو العليا عبر منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية».
حصلتُ قبل عدة أشهر على دراسة إحصائية ثمينة من مدير دائرة الأرصاد الجوية يوسف علي خلف عن عدد الأيام التي ينخفض فيها مدى الرؤية لأقل من 1000 متر بسبب العجاج الغباري (Dust Haze). هذه المعلومات تم تقديمها من قبله بعد مشاركته ضمن وفد مملكة البحرين في مؤتمر كوبنهاغن للمناخ في نهاية العام 2009. الإحصائية جديرة بالدراسة والتحليل فعدد الأيام التي انخفضت فيها الرؤية لأقل من 1000 متر في الفترة بين 1990 و1999 ينحصر في نطاق 0 - 3 أيام ما عدا في العام 1992 والتي وصل فيها عدد الأيام إلى 8 لكن تم إلقاء اللوم على نتائج حرب الخليج الثانية وثوران بركان بيناتوبو الفلبيني في منتصف العام 1991 الذي يُعتبر ثاني أضخم انفجار بركاني في القرن العشرين.
أمّا في الفترة بين العامين 2000 - 2009 فقد ارتفع نطاق هذه الأيام لتصل إلى 1 - 18 يوماً وكان أشدها في العامي 2008 و2009 حيث وصل عدد الأيام إلى 18 و11 على التوالي؛ ما يؤكد وجود خلل في النظام الطبيعي للمناخ. ما الذي سيحمله العام 2010 وهل سيحطم مقاومة الرقم القياسي الحالي «18 يوما» ونكسره ونخترق حاجز العشرينات وخاصة مع انفجار البركان الآيسلندي وتدهور حالة المناخ بسبب الأنشطة البشرية؟ سؤال ستجاوبه لنا الإحصائيات الجديدة لإدارة الأرصاد الجوية في نهاية العام لكن لاشك بأننا مرغمون على المعايشة السلمية مع هذا الواقع «البائس» سواء رضينا أم أبينا!
لا تنحصر الآثار السلبية لتواجد الغبار في الهواء الجوي بالناحية الصحية وخاصة للأطفال وكبار السن بل قد تتجاوزه لتصل إلى الجهود الخليجية للاستفادة القصوى من الطاقة الشمسية كإحدى الطاقات المتجددة الملائمة للأجواء المناخية في المنطقة. الباحثون في مجال تصميم خلايا الطاقة الشمسية برهنوا أن كفاءة هذه الخلايا تنخفض بنسب عالية في حال عدم تنظيفها من حبيبات الغبار العالقة. في الوقت الراهن خلايا الطاقة الشمسية تولد الطاقة الكهربية بكفاءة منخفضة وبالتالي فوجود حبيبات الغبار في الهواء الجوي وفي فترات طويلة قد يؤثر سلباً على الجدوى الاقتصادية للاستغلال الأمثل لهذا النوع من الطاقات الخضراء وإمكانية استغلالها في المنطقة.
بمحاولة الإجابة على سؤال عنوان المقال، فهناك رد وحيد في ذهني في الوقت الراهن وهو السفر خلال فصل الصيف. يقال إن للسفر سبع فوائد لكن الوضع المناخي الحالي المؤدي لاتحاد الغبار وارتفاع درجة الحرارة تنتج عنه فائدة ثامنة للسفر.
إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"العدد 2808 - الجمعة 14 مايو 2010م الموافق 29 جمادى الأولى 1431هـ
لا خطأ
لا أعتقد ان هناك خطأ لأن الطائرات في المطار تحلق حسب قراءات دائرة الأرصاد الجوية
قراءة غير صحيحة
معقولة بس 18 يوم !! من غير أرصاد الواحد بعيونه يشوف الغبار طول السنة كل غبار ! ويقولون 18 ،،، انا اشك في هذه الدراسة، لانها تتم بواسطة النظر، روح للبيئة عندهم جهاز يقيس الغبار ، الرؤية تقاس بالأجهزة الدقيقة مو بالعين المجردة مثل مايسويها الأرصاد مع احترامي لهم