في السابعة وأربعين دقيقة من مساء الأربعاء، اتصل أحد الأصدقاء ليبلغني خبراً عن نصب تركيا صواريخ على الحدود مع سورية، لصد أي هجوم إسرائيلي أو أميركي ضد دمشق أو طهران.
الخبر كان مفاجئاً وكبيراً، ومن شأنه أن يتصدّر نشرات الأخبار. وعندما عدت للمنزل في الحادية عشرة، بقيت ساعتين أبحث عن مصادر أخرى غير «المنار»، التي أذاعت الخبر وكرّرته صباح أمس، وأوردت تقريراً خاصاًً في موقعها على الانترنت. ولم أجد صدى للخبر في القنوات الرئيسية، كـ «الجزيرة» أو «بي بي سي» أو «العالم» أو «العربية»... حتى وكالات الأنباء لم تُشر إليه حتى عصر أمس.
أول من سرّب الخبر صحيفة «حريت» التركية، التي يملكها متموّل يهودي كبير، وتلقفت الخبر جهتان متضادتان، كلٌ يعمل على استثماره بطريقته الخاصة في سياق حربهما الإعلامية: «إسرائيل» ومقاومة «إسرائيل».
صحيفة «معاريف» نقلت الخبر، وسرعان ما أعربت الخارجية الإسرائيلية عن استيائها من نصب الصواريخ في لواء الاسكندرونة، وقالت: «إن صحّ الخبر فإن معنى ذلك أن تركيا اختارت الانضمام إلى محور طهران - دمشق». وهي لعبةٌ لمعرفة نوايا الطرف الآخر، سبق أن مارستها قبل أسبوعين حين اتهمت سورية بإدخال صواريخ سكود إلى لبنان، بتسريب هذا الخبر عبر صحيفة كويتية متعاطفة كما يبدو مع الكيان الصهيوني، سرعان ما تلقفته عنها الصحف الإسرائيلية الصديقة!
الجهة الأخرى التي سارعت لاستثمار الخبر هي «المنار»، التي تخوض حرباً إعلامية لا تقل شراسة وعنفاً عن الحرب العسكرية. وإذا كانت العمليات العسكرية تستغرق أسابيع معدودة حتى تضع الحرب أوزارها، فإن الحرب الإعلامية تظلّ تطلق قذائفها طوال العام.
التقرير الذي أورده موقع «المنار» يتكلّم عن تحوّل العلاقات التركية الإسرائيلية الودية إلى تصادمية من الطراز الرفيع دون أن يصل إلى طلاق. ويتحدّث عن صولاتٍ وجولاتٍ دبلوماسيةٍ مرّةٍ بين أنقرة وتل أبيب (إهانة أردوغان لبيريز وإهانة السفير التركي في تل أبيب... إلخ)، «بعدما غيّر الأتراك قواعد اللعبة والانتقال إلى خندق الممانعة»! وهو كلامٌ كبيرٌ يحتاج إلى وقتٍ حتى تثبت صحته.
التقرير يتكلّم أيضاً عن أسباب الغضب التركي، فإلى جانب الغضبة العامة للعدوان على غزة، هناك تقارير مزعجة عن دعم «إسرائيل» للانفصاليين الأكراد وتدريبهم عسكرياً، حسبما أورده الصحافي الأميركي المعروف سيمور هيرش.
بالعودة إلى نص الخبر الذي تجاهلته بقية المصادر الخبرية، تكتشف أنه لا يقل هشاشةً عن خبر صواريخ سكود، فهو يتحدّث عن نصب بطاريات صواريخ مضادة للطائرات من طراز هوك في «إحدى القرى القريبة من الحدود السورية التركية»، بهدف منع الطائرات الإسرائيلية في طريقها لشن غارات على دمشق وطهران. «إسرائيل» بعثت بالرسالة وجلست تنتظر أن يرد الأتراك كما فعل السوريون من قبل، بأن كل ذلك «أكاذيب مختلقة»، لتستقر تلك الدولة العدوانية القلقة وتطمئن.
دولةٌ عنصريةٌ تمثل إحدى خطايا التاريخ، قائمة على الظلم وسفك الدماء وسرقة الأرض، وتهجير شعبها واستبدالها بأخلاط من أقوام وشعوب شتى. إنها جولةٌ عابرةٌ من حربٍ عوان، دولةٌ عنصريةٌ شرية... تتصدى لها مقاومةٌ باسلة ينحاز إليها كل أحرار العالم، في وقتٍ عَزّ الناصر وقلّ المعين.
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2807 - الخميس 13 مايو 2010م الموافق 28 جمادى الأولى 1431هـ
لواء الإسكندرون هو أراض سورية مغتصبة من قبل تركيا
من المعروف بأن الإستعمار قد رسم الحدودالوهمية بين الدول في معاهدة سايكس و بيكو .. وأصبحت مشكلة الحدود بين هذه الدول هي أزمة مستعصية ... .
البقاء للأصلح
المشكلة ان العرب لم يعودوا يدافعون عن مصالحهم، فاستبدلهم الله بغيرهم، والبقاء للأصلح.
احلام العرب التي لاتنتهي
للاسف لازال العرب يفسرون سياسة الدول المحيطة والتي تضع تتحرك في سياساتها بناء على مصلحتها القومية وليس بناء على تحاليل حزب الله او سوريا او غيرهم. فأذا كان هناك فعلا فهو لحماية تركيا ووليس دفاعا عن سوريا. فتركيا ليست مستعده للدخول في حرب ضد امريكا او اوروبا التي يسعوون للدخول في الاتحاد الاوروبي من اجل خاطر العرب النائمون الذيم يبيعون في كل دقيقة كرامتهم وارضهم ويتسولون مساعدة الآخرين للدفاع عنهم.
يذكرني هذا الوصف بدولة أخرى!! قريبٌ منها وهي عني بعيدة!!
دولةٌ قائمة على الظلم... وسرقة الأرض، وتهجير شعبها واستبدالها بأخلاط من أقوام وشعوب شتى.