يتذمر أغلب المواطنين من الخدمات الصحية الحكومية في البحرين (المجانية طبعا) شارحين فيها استياءهم وكثرة مواقفهم السيئة مع هذه الخدمة آخرهم مرضى السكلر وأزمتهم من عدم تواجد وحدة خاصة بهم ترعاهم وتتابع أمورهم وما هم إلا عيّنة من آخرين قضوا نحبهم ومنهم من ينتظر! والقاعدة تسير مع (بعض) الأمراض الأخرى أيضا، إلا أن المتتبع للأمر عندما يبحث في تفاصيل الأمور ودهاليزها يرى أن ما يحدث شيئا عاديا بل طبيعيا إلى أبعد الحدود!

ففي بلد عندما يكح ابن المسئول أو يُصاب بألم بطن أو ريح في الخواصر لا يفكر حتى قيد أنملة في معالجة ابنه في البحرين ليطير به مع أول طائرة إلى أبعد بلد في العالم باحثا له عن علاج، وفي بلد يسافر مسئولوه إلى أبعد البلدان الأوروبية لمجرد عمل الفحوصات الروتينية، وفي بلد ترى زوجة المسئول تحمل في البحرين وتظل تفكر في أي مستشفى عالمي وعلى يد أي طبيب ليولدها، وفي بلد يشكك مسئولوه في خدمات بلدهم الصحية، لن تجدهم يسعون جاهدين إلى تطوير هذه الخدمات والتي ستظل رهينة الخدمة العادية والتي تصل أحيانا إلى أنها تحصيل حاصل.

رحمة من رب العالمين أن هناك شيء اسمه تأمين صحي يحوّل علاجاتنا إلى المستشفيات الخاصة التي تعتني بنا من جهة ونرى ابتسامة الطبيب التي لم نألفها من جهة!

رحمة من رب العالمين أننا عرفنا (متأخرين) بالثقافة الطبية وهناك التعددية في اختيار الطبيب الذي تتعامل معه وهناك طبيب بارع وآخر خرّيج شهادات مزورة!

ومن هنا أقترح على الحكومة وبهدف تطوير الخدمات الصحية بما يشبه بالطفرة حتى نواكب أقرب الناس لنا على الأقل بأن يصدروا قرارا بمنع علاج أي مسئول كبير خارج البلد مهما كان حجمه ومنصبه، وصدقوني كلها ستة أشهر وتشوفون البحرين تصير أحسن من ألمانيا في خدماتها الطبية!