تدخل حلبة البحرين في استضافة النسخة السادسة هذا الموسم صراع اثبات الذات على غير العادة، لأن حلبات جديدة تحضر لاستضافة جولتها على اتم الاستعداد. الموسم الماضي دخلت حلبة فالنسيا الإسبانية على الخط بعدما صدق عليها عراب الفورمولا 1 والرجل الاول البريطاني بيرني ايكلستون وكان السباق جميلا ولاقى نجاحا منقطع النظير.. وينطبق ذلك على حلبة سنغافورة الجديدة التي استضافت الجولة ليلا وكانت قمة في النجاح. فيما حلبات اخرى لم تجد ضالتها بعدما اكل عليها الدهر وشرب. حلبة سلفرستون البريطانية الشهيرة التي عرفت اول ولادة سباق للفورمولا 1 وجدت نفسها خارج اللعبة وهددت اكثر من مرة بخلع الثوب منها بعد ان كانت الحلبة المدللة. حلبة اخرى استقبلت خبر توديعها من استضافة جولتها، كأن اُلقيت من السماء السابعة غير مصدقة انها خارج المنافسة ايضا وهي حلبة انديانا بولز الكندية الشهيرة.

وإذا كان هذا هو حال حلبات عملاقة ومتمرسة اصبحت في خبر (كان) فإن صراع الحلبات الجديدة سيكون اشد قوة، إذ تحاول كل حلبة كسب الاحترام والظهور بأحسن حال سواء ما يتعلق بالتنظيم او الامور الطبيعية والاعتيادية في سباقات الفورمولا 1... الآن حلبة البحرين على قدم وساق لاستعداد قوي، ولكن هذه المرة ستجد الحلبة الصحراوية منافسة ليس لإثبات الذات لأن عقد الاتفاق سار حتى العام 2015 إنما ستجد المنافسة من جارتها حلبة بني ياس الإماراتية، باعتبارها حلبة جديدة ستقدم كل ما عندها لتظهر بصورة مشرفة على غرار حلبتنا الصحراوية التي حازت على إعجاب الكثيرين.

ولأننا لا نريد ان نستبق الحوادث لأنها في علم الغيب الا ان كل الدلائل تشير الى ان الحلبة الإماراتية ستكون حاضرة لقبول التحدي. هناك تجرى الامور وكأن الحدث هو الاكبر في تاريخ الرياضة الإماراتية نظرا الى الشعبية الكبيرة التي تتمتع بها سباقات الفورمولا 1 وهي لا شك اللعبة الثالثة على مستوى العالم بعد كأس العالم وبطولة الأولمبياد.

وإذا كان بعض الاخوان (هناك) صرحوا بأنهم سيستفيدون من الخبرة التي تتمتع بها الحلبة البحرينية كونها سباقة واول بلد خليجي وعربي وشرق آسيوي ينظم البطولة فإن الإماراتيين سيحظون بعنصر مهم جدا وهو الحضور الجماهيري إذ نسبة الأوروبيين الذين يعملون هناك كبيرة، وهم بلا شك يحبون الفورمولا ويعرفونها حق المعرفة. ان الحضور الجماهيري هي الورقة الاكثر ربحا لقبول مسئولي الفورمولا 1 ورضاهم عن أي سباق، ناهيك عن الخدمات المتواصلة والمتعارف عليها دوليا. ومقارنة بسيطة بين اقامة السباق اوروبيا وآسيويا نعرف ان الكفة تميل الى هناك نتيجة الخبرة الطويلة والسمعة المتميزة تاريخيا.

حلبة البحرين ستكون حاضرة ولكنها تعي جيدا ان المكتسبات التي حصلت عليها سابقا بمثابة تأكيد الصك.. كما اننا لا نشك ان الكوادر البحرينية قادرة على التميز ولكن كل موسم يختلف عن الآخر!

الآن التحضير والترتيبات متواصلة. إن المهمة ليست سهلة كما يعتقدها البعض. والوصول الى القمة والمكانة الطيبة تحتاج الى الاستمرارية في بذل الافضل. إذا آمنا بالتغيير والتجديد فإن القديم ليس له محل من الإعراب هذا إذا سلمنا امرا آخر أكثر وضوحا وهو ان الآخرين يحملون الطموحات نفسها فيما تبقى الفواصل بين الحلبات الاستجابة الجماهيرية بشتى انواعها وأشكالها من خدمات واستقبال ووجود ارضية مهيئة لكل عوامل النجاح وقبول التحدي الجديد!