العدد 2807 - الخميس 13 مايو 2010م الموافق 28 جمادى الأولى 1431هـ

كشكول رسائل ومشاركات القراء

شباب خلف القضبان!

 

عندما شاهد ابنه وفلذة كبده ولأول مرة خلف القضبان، تمنى لو أنه مكانه ولكن، سبقت هذه الكلمات لسانه، حبيبي وقرة عيني ولدي سمير... آهٍ يا ولدي قل لي ما الذي فعلته؟ ومن الذي أجبرك على دخول قفصها؟ لتحبسك بمعصمها الخبيث؟ معصم الذل والخنوع، ومن ذا الذي جعلك تلهث وراءها، كما يلهث الكلب وراء عظمة الخروف، وهل أنت خروف لتتحمل فوق ظهرك مهرها (ألفاً من النوق والذنوب)، كمجنون عبلة أو مجنون ليلى، حتى صرت مقيداً وأسيراً بين قضبانها؟ قضبان أحلامها الواهية وطلباتها العسرة، وسطوتها اليومية، حتى قيدتك بسلاسلها، وأودعتك سجنها،وحملتك ديونها، ودفعتك فواتيرها المدفوعة الأجل، وصار أجلك بين قاب قوسين أو أدنى، لولا دعاء واستغاثة والدتك التي بسببك فارقت روحها قبلك، وما سهمها الخبيث الذي خبّأته لك، وأصابت به لب فؤادك، مهرها (الطايح) وما أدراك ما (الطايح) الذي أطاح بالرجال ونكس الأبطال إلا دليل على سوء نبتتها وقسوة أشواكها، لاسيما حينما تبجحت به في وسط المحكمة، كاشفة لك عن آخر خيط من خيوط آلاعيبها وهي تسميك (حبيب العمر مستر يس) الذي لا يقول لي بس، لماذا يا سمير؟ بينما نحن ترفض لنا مئات الطلبات، وتسوّف لنا مئات الحجج والأعذار!

واليوم تتأسف بعد أن حوّلت حياتنا وحياتك إلى جحيم، وهل البكاء والنحيب أو الاعتذار والأسف يجدي حلاً!

يومها خرج كاظم من قلب والده الذي أفرغ ما في جعبته مطروداً، ومن قلب أمه الذي مات عنه آيساً منه، ومن قاعة المحكمة التي أهانت كرامته، واستقبلته الدنيا في يوم مظلم ممطر لعله إنذار نهائي من السماء، كخروج السجين من سجنه، قد غسلت قطرات الأمطار ذنوبه، ومحت توسلات والدته خطاياه التي امتزجت بدموعه وسالت على خديه، أو كالطفل الذي سلب منه دميته حسرة على ماضيه التعيس مصحوبة ببرق ورعد ووعيد من القاضي الذي وجهها له ينذره بدفع الفواتير... فواتير (الطايح)، وإلا أسكنه قفصه الحديدي بدلاً من قفصها الذهبي، لتلقمه البصل بدلاً من العسل، يومها خرج سمير وهو لايزال يتذكر كلمات والده مهزوماً مديوناً بديون لن ينساها أبداً، أتعرفون ماذا هذا الدين؟ هل هو دين العجب بالنفس والكبرياء والغطرسة وعصيان الوالدين وتأففاته اليومية لهما، لا إنه أعظم من ذلك، إنه دين الرهن، لأنه صار مرهوناً لها حتى يسدد (الطايح) كي يستعيد حريته وكرامته منها.

أخيراً عاد سمير إلى بيت والده وإلى غرفته الصغيرة وإلى ذكرياته الجميلة، عاد مهزوماً من امرأة، وأي امرأة يا شباب؟ إنها امرأة السوء، عدت أسمع آذان الفجر الجميل الذي يفتح لي أول لقاء مع الخالق البديع دون موعد ولا شرط بعيد ولأول مرة تصغي كلتا أذنيي لندائه من مسجدنا القريب من بيت والدي بدلاً من موسيقى الجاز والنار، التي كانت تحرق قلبي بها كل يوم خضراء الدمن، التي نهاها عني والدي، نعم خضراء الدمن المملوءة ذنوباً وآثاماً، كلما شاهدتها ترقص في فناء البيت فرحاً وطرباً وتتزين لغيري.

صوت الأذان الذي تسلل صداه إلى قلبي قبل أن يتسلل إلى زوايا غرفتي الصغيرة الجميلة مجاوراً أبجورتي الصغيرة حاملة صورة والدي متوسطاً مجموعة من الموظفين المتقاعدين من الدنيا الدنية حاملين معهم ساعات الزمن وميداليات سنوات المر والمحن، مقابل خدمات الوطن التي تجاوزت الأربعين عاماً الذي طحنها طحناً، وسلبها سلباً، بينما الآخرون وهبهم الوطن سواحل وأموالاً وعقارات ومبانٍ، لماذا يا وطن؟ لماذا يا وطن؟ تهب أناساً أموالاً وعقارات وتهبني خضراء الدمن!

ياالله... ذكرتني تلك السنوات التي عشتها مع والدي قبل أن أقطع رحمهما، عندما كنت أترقب مجيئه حاملاً هديته لي دميتي المفضلة على شكل جندي محارب من قبيلة الهنود الحمر الذين طردوا من وطنهم شر طردة، وأنا أخشى أن يكون مصيرنا يوماً نفس مصيرهم، عندما يستبدلوننا تذكرت الأذان حينها في صلاة الفجر ولكنني للأسف لم أكن أصلي، تذكرت أصوات المأمومين الطاعنين في السن إذا ما مروا بجانب نافذتي المكسورة زجاجتها التي تدخلها الشياطين بدلاً من الملائكة، الذين حرفوا سلوكي وزوّجوني بخضراء الدمن، وهم يتناجون فيما بينهم بذكر الله ويستغفرون من ذنوبهم قبل أن يودعهم والدي فرحين بما آتاهم الله من فضله، بينما نحن معشر الشباب مقيدون خلف القضبان بأحلامنا التعيسة وأفكارنا الغريبة وطموحنا الهابط، تذكرت حالي سابقاً وفي نفس الوقت حينما كنت مع رفاق السوء على طاولات القمار نقامر بالأموال ونحتسي كؤوس الأموات.

اليوم عدت وأنا معلق بين السماء والأرض، وصار حالي كـ(الطايح)، كما صوره لي إمامنا سيد المتكلمين الإمام علي (ع) (ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع)، فكروا يا شباب في حالكم، فكروا يا شباب في مستقبلكم!

مهدي خليل


حروفٌ تائهة

 

ربما تشتعل النيران في أجسادنا

بعد أن كنا وقوداً

لن تنجينا من النار سوى أعمالنا

ربما قد نتناسى ما بدت أيامنا

ربما يسألك الرحمن عن قرآننا

ما عسى قولك إلا

قد تركناه وحيداً

ثم في شهرك يا رباه نتلوه

ونرجوك المنى

ربما قد تعجز السطور

ربما تختلط الأمور

ربما تشيد القصور

بعدها نتركها

وإلى القبر سريعاً

لا نرى أي إشارات ولا حتى مرور

ربما يُقيم الإنسان بالمظاهر

ربما يختبئ الجوهر بالسرائر

ربما ينتشر النفاق

بعدما أفسد أهل الأرض

أزهار الرفاق

ربما قد يتباهى .

أي فردٍ بالمحافل

يُعلنُ الفرحة بالتزويج

من بنت الحمائل

ذات حُسنٍ ودلالٍ

ورصيدٍ في بنوك الغرب

لاشك من الناس قلائل

فهو لا يدرك أن المال

والمظهر زائل

ولا يدرك أن القشر

والألوان والمكياج

تذروها من العمر المشاكل

حيث لا يبقى من الإنسان

إلا العظم من بين الهياكل

ومن المرأة لا يبقى سوى

الذكرى وطيب القلب

والأخلاق والحب المماثل

ياسر العسبول


رصاصة الإخوة في قطر تصيب بحاراً بحرينياً

 

بعدما ضاقت به شتى السبل للبحث عن لقمة العيش، تسد رمقه ورمق عياله في قعر البحر ولجته، حيث عمله ومصدر رزقه منه، ذهب يسترزق في شتى بقاع البحر بحثاً عن عيشه، ومن منطلق هذه الآية المباركة التي تقول (امشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ذهب هذا المواطن كبقية إخوانه من المواطنين في المياه الإقليمية لدولة قطر الشقيقة من دون قصد و لاعلم مسبق لهذه الحدود الدولية البحرية هو ورفاقه، حيث يوجد هناك مكامن ومصائد السمك وتفاجأوا بالدورية البحرية القطرية تهددهم وتطلق عليهم صافرات التحذير وفي الحال انصاعوا وأذعنوا لهم وأوقفوا قاربهم ورفعوا أيديهم للأعلى امتثالا وطاعة لأوامرهم، ولما اقترب «طراد» الشرطة أمامهم بدأوا بإطلاق العيارات النارية الحية على البحارة وأصيب مواطن - وهو من سكنة الدير وهو متزوج وله 4 أبناء- في ظهره وسقط مغشياً عليه على ظهر القارب مما تسبب له ذلك بنزيف حاد نُقل على إثره إلى أحد المستشفيات القريبة منهم وهو الآن يتلقى العلاج هناك.

أما وضع أهله وأفراد أسرته فيُرثى له فزوجته الصابرة عند سماعها الخبر سقطت مغمى عليها وأولاده أجهشوا بالبكاء والنحيب يندبون والدهم بالجزع والنياحة. حصل ذلك في مجلس التعاون الخليجي الحاضن والآوي والمحامي لشعوب هذه المنطقة، فكلنا أمة واحدة وملة واحدة وجسم واحد ولغة الضاد واحدة لا يفرقنا إلا الموت عن ذلك الاتحاد والترابط والتآخي، فمهما يصل الأمر ومهما تُنتهك الحدود الإقليمية البحرية من قِبل أبناء دول مجلس التعاون فلا يصل الأمر إلى حد إطلاق النار والقتل وهذا محرم شرعا ودوليا، وهؤلاء بحارة أو هواة صيد الأسماك وعندهم ما يثبت هويتهم وانتمائهم بأنهم من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، فلا ضير لو اقتيدوا لأقرب نقطة أو مخفر للتحقيق ثم يخلى سبيلهم بعد التعهد كما كانوا يفعلون من قبل.

في مملكتنا الفتية السفرة مفتوحة لأبناء مجلس التعاون الخليجي ولا أحد يعترض على دخول أيٍ من أبناء دول المنطقة والكل يأخذ رزقه وغنيمته من هذا البحر الواسع الغني بموارده، فنحن الآن في موضع سؤال في الذي حدث، هل هذا ما أوصى به مجلسنا الخليجي؟ أو هل يرضي هذا أبناء مجلس التعاون؟ نرجو من الجهات المعنية في مملكتنا وضع الحلول المناسبة لهذه المشكلة المتكررة مع المواطنين حتى نعيش في أمن وسلام تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.

مصطفى الخوخي


أما زلت تحبني يا وطني؟

 

لم أشارك في اعتصام أو مظاهرة قط، ولكني أتمنى أن ينظر إليَّ العالم بأني بحرينية ولست نباتاً جمعت بذوره من هنا وهناك حتى يتم استزراعي غصباً في أرض ليست أرضي، وأصبح بين ليلة وضحاها مواطنة!

نعم، أنا مواطنة بحرينية ضاربة الجذور من أرض أوال، سقيت عروقي من عين عذاري وعين قصاري، علقت على جدائلي المشموم والرازقي، ولبست ثوب النشل الأحمر في برد ديسمبر.

وطني، أتذكرني طفلة صغيرة؟ إذا كنت نسيت فأنا أتذكر تلك الأيام وكأنها كانت بالأمس، عندما يأتي يوم السادس عشر من ديسمبر، وفي فصل الشتاء البارد أطلب من أمي أن تهيئني للاحتفال بالعيد الوطني ضمن احتفالات المدرسة به، فأطلب منها استبدال الشرائط الخضراء بأخرى حمراء والمريول الرصاصي بثوب النشل الأحمر لأزهو حباً وفخراً بحبيبتي البحرين.

أرضي، جذوري، تربتي التي نبتت فيها أحلامي، سمائي الزرقاء الصافية التي لمعت بنجوم طفولتي، ضحكاتي البريئة، هل تذكرها يا وطني؟ أنا مازلت موجودة على أرضك، وأتنفس من هوائك، ولكني لست تلك الفتاة الصغيرة التي تخضب يدها بالحناء في يوم العيد، لقد كبرت وكبرت أحلامي معي، ولكن شاركني في حبك أناس جدد! غريبون عني وعنك! أنظر إليهم وينظرون إلي بعيون الريبة والحذر! أناس لا يحملون ملامح وجهي ولا لون بشرتي، ولا حتى ينطقون بما ينطق به لساني! في الضمائر هم معزولون عني، لكنهم محيطون بي من كل جانب، يشاركوني بحبهم المزيف لك، يخدعوني ولكنهم يخدعون أنفسهم، يحاولون غصباً أن يلبسوا لباس الشاة المسالمة، أن يكونوا عرباً أترابا، أن يكون لهم جد مدفون هنا ورحلوا عنه ولكنهم تذكروا وجوده ويطالبون برفاته!

وطني، لا تقصي حبي لك وتستبدله بحب غيري، هل حبي لك يا وطن غير كاف، لكي تطلب حب غيري، أنا هنا يا وطني واقفة، صامدة، ضربت جذوري في أسفل قاع من أرضك، ونبتت على جذعي أزهار ووريقات صغيرة، فبعد أن يأتي الثمر، يستلذ بطعمه من لم يزرع ولم يحرث بأرضك!

وطني، أتوق إلى مياهك عندما تجري من خلال «السيبان» لتروي ظمأ جذوري، وطني، لا تتركني وحدي فقد جفت الأرض من تحتي وتشقق أديم التراب المحيط بي، وطني، لا تزرع حبوباً جديدة في بستاني وحقلي، فالحبوب المستوردة عندما يجف عنها الماء، لن يكتمل نموها ولن ترى اخضرار أوراقها، فأرض أوال لا ينبت فيها القات أو الزيتون أو حتى المانجا الهندية.

أمل السيد عباس


قصص واقعية لهو وهي

 

هو أعجب بهي في الجامعة وكان سهم الحب من أول نظرة وتمنى بأن يكلل إعجابه بها بالزواج ولذا تقدم طالبا يدها وقوبل بالرفض من قبل أهلها، واستمر في طلبه ذاك حتى تكلل تعبه بالظفر وتزوجا وهما في عيش رغد وهناء، وما أجملهما معاً في حفل التخرج .

التقى هو بهي مصادفة في أروقة العمل، رغم ما هو معروف عنها من حدة الطباع والمزاج، وهو على النقيض تماما، هادئ موفق في علاقاته مع الآخرين، و تم الارتباط بينهما رغم استغراب الكثيرين من تلك الزيجة، وها هو يعمل جاهدا لأجل سعادة أولاده مضحيا بسعادته .

تقدم هو إلى هي خاطبا رغم أنه متزوج ويعول، وقوبل بالرفض من قبلها لأسباب كثيرة منها كبر سنه مقارنة بها، ومع ذلك تم الارتباط رغما عنها لمجرد أنه قريبها، وها هي قبلت بالتضحية من أجل أولادها وسعادتهم ...

هو قريب لها، ومحب لذاتها، ولا يرى نفسه زوجا لغيرها، وتم الاقتران، ولكن الفراق حلق في سماء الحب والسعادة، والسبب عدم استطاعة هي الإنجاب، ورغبة هو بالذرية، ولذا لعدم أنانية هي طلبت إطلاق سراحها حتى يتمكن هو من الارتباط بأخرى ويتسنى له الإنجاب وتحقيق أمنيته .

منى الحايكي


الساسة الأوروبيون وجهاز كشف الكذب!

 

في لقاء ضم الكثير من الإخوة العرب الدارسين في إحدى الدول الأوروبية عرض أحدهم وقد كان مختصاً في علوم الإلكترونيات (الصوتيات والمرئيات) جهازاً عجيباً، جهازاً إلكترونياً مرتبطاً بشاشة تعكس المؤشرات الصوتية من حيث الحدة أو النغمة وهو ما يسمى أو يطلق عليه (Equalizer) وهو في العادة مؤشر لارتفاع وانخفاض حدة ودرجات الصوت، سواء كان لأغنية أو مطرب أو مجرد إيقاع لآلة موسيقية، وقام صاحبنا بتوصيل أسلاك الجهاز بالتلفزيون، وأخذ يبحث في القنوات المختلفة والمتنوعة، واستقر الحال على قناة إخبارية وتحديد إليّ مقابلة مع أحد السياسيين الأوروبيين المعروفين، في البداية لم يكن أي من الحاضرين يعرف طبيعة أو عمل الجهاز و ما هي علاقته بجهاز التلفزيون! ورفض صاحبنا الإفصاح عن مهمة هذا الجهاز!

في أثناء المقابلة التلفزيونية تم ملاحظة أن مؤشر الصوت على شاشة الجهاز المثبت بالتلفزيون يرتفع تارة وينخفض تارة أخرى، وهذا الانخفاض أو الارتفاع في المؤشر ليس له علاقة بارتفاع حدة الصوت أو انخفاضه، ولكنه كان مرتبطاً بأجوبة المسئول السياسي نفسه، فهل كان السياسي يكذب، فيرتفع المؤشر؟ أو كان يقول الصدق فيكون المؤشر معتدلاً؟ صاحبنا علق بأن الجهاز المثبت في جهاز التلفزيون «كاشف الكذب» ليس دقيقاً ولكنه مجرد مؤشر لانطباع ما أو حالة نفسية أو موقف معين.

هناك الكثير من أجهزة كشف الكذب ولكن لا يعتد بها قانوناً، مثل الأجهزة المرتبطة بدقات القلب أو الموجات الصادرة من الدماغ، أو التي تقيس نسبة تعرق الجسم سواء في الوجه أو على باطن اليد، إن محاولة كشف الكذب وخاصة لرجال السياسة ليس صعباً، فالكذب اليوم يعد من أسس مزاولة السياسة، إن لم يكن من ركائزها، صرح أحد المفكرين في علوم السياسة «إن الكذب يشكل جزءاً مهماً من السياسة في الديمقراطية المعاصرة» وهناك اعتقاد سائد في الأوساط السياسية بأن أنجح الساسة، أكذبهم!

هل يكذب رجال السياسة؟ بالطبع... نعم... فحاضرنا المعاصر قد كشف أن غالبية السياسيين الغربيين وغيرهم أيضاً يكذبون، فليس غريباً أن تشن الحروب وتحتل البلدان ويقتل الأطفال والشيوخ وتنهب الثروات بسبب كذبة أو ذريعة أطلقها البعض لتحقيق مآرب خاصة أو شخصية أو عقائدية، أو حتى تحت مسمى الوطنية، فأميركا الحكومة قد كذبت على العالم بأسره وحتى على شعبها ومواطنيها بما يختص بأسلحة الدمار الشامل في العراق، وكذلك الحال بالنسبة إلى بريطانيا، دول ذات التوجهات والمصالح الخاصة، وإلى اليوم مازال الساسة باختلاف توجهاتهم وعقائدهم ومذاهبهم يكذبون!

وهناك حقيقة واضحة وحاسمة وهى أن السياسة لا أخلاق لها!

إن كشف الكذب عموماً، اليوم ليس بحاجة إلى أجهزة إلكترونية أو معدات معقدة وتوصيلات سلكية ومؤشرات الصوت (Equalizer) إن مجرد الحديث مع البعض سواء المعروفين لديك أو الغرباء بإمكانك أن تستشف أو تكتشف أن هناك أمراً غريباً أو مجرد حدس إن أسلوب الحديث، تشوبه شائبة ما، وليس مريحاً، وليس الحوار نفسه، وستراودك الشكوك والريبة في مدى صدق من تحاوره، أو من يطلق التصريحات إذا كان من السياسيين أو غيرها، على وسائل الإعلام!

اليوم أصبح كشف الكذب علم مختص بذاته لكشف مزاوليه ولكشف الجريمة بوجه عام، فمعرفة لغة حركات الجسم تعد من أهم المؤشرات لكشف الكذب، فحركة من يكذب، في العادة تكون محدودة ويغلب عليها التصلب أو ما يسمى الضغط. فعلى سبيل المثال فالوجه يعد أحد أهم المرايا التي تعكس كذب صاحبها وازدياد نسبة العرق على جبينه «إذا كان اللقاء مباشراً» فوضع اليد على الأنف أو الشفاه أو مجرد حك أو ملامسة الذقن يعد أحد المؤشرات التي تعكس رغبة صاحبها في تغطية الكذب أو بالأحرى مصدر خروج الكذب، يقال إن العيون تفضح صاحبها، وهذا صحيح خاصة بين المحبين!

وهي أيضاً تفضح صاحبها بين السياسيين أيضاً، فحركة العين المستمرة وحركتها في اتجاه معين يميناً أو يساراً تعد مؤشراً... وتوسع بؤبؤ العين أيضاً يعد مؤشراً إضافياً، وهناك حركات الأيدي وحركة الجسم وطريقة الجلوس، والانشغال بالمفاتيح أو الهاتف النقال... وما شابه... من السهولة بمكان الكشف عن كذب السياسيين الكبار عند المقابلات التلفزيونية مع الساسة الكبار! أخيراً فقد كشف عيون هيلاري كلينتون كذبها عند الإجابة علي أحد الأسئلة الخاصة بالشرق الأوسط، فكانت حدقة العين تتأرجح يميناً وشمالاً لكي تتفادى النظر مباشرة إلى المراسلين والصحافيين! هل يكذب السياسيون؟ نعم يكذبون... تحت حجج إن الكذب يكون في خدمة الحاكم و الوطن أو الحزب... أو الشعب! البعض قد تجاوز ذلك فهل لا يكذب فقط... بل... يكذب الآخرين أيضاً! في لقائنا مع مخترع جهاز الكذب طرح أحد الأخوة الحضور فكرة تروج هذا الجهاز وتعميمه خاصة في عالمنا العربي!

وهنا تم طرح مجرد تساؤل... هل فعلاً نحن بحاجة إلى جهاز لكشف كذب السياسيين في حكوماتنا العربية... والتي هي في الأصل تفتقد إلى الصدقية والشفافية والصدق والأمانة؟ لا أعتقد.

خالد قمبر

العدد 2807 - الخميس 13 مايو 2010م الموافق 28 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً