العدد 2806 - الأربعاء 12 مايو 2010م الموافق 27 جمادى الأولى 1431هـ

منتدى الإعلام العربي في دبي يشهد نقاشات ساخنة

جلسات منتدى الإعلام العربي شهدت نقاشات ساخنة لتعزيز المحتوى الإعلامي
جلسات منتدى الإعلام العربي شهدت نقاشات ساخنة لتعزيز المحتوى الإعلامي

عقد منتدى الإعلام العربي في دبي أمس (الأربعاء) ثلاث ورش عمل رئيسية شملت عدة مواضيع ركزت على الجهود التي يجب بذلها من أجل تعزيز المحتوى الإعلامي.

وتميزت جلسة «تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه» بالسخونة، إذ شهدت جدلاً حول العوامل التي ساهمت في توسيع الهوة بين وسائل الإعلام العربية في مشرق العالم العربي ومغربه، والطرق الكفيلة بتقريب وجهات النظر لإيجاد مشروع إعلامي عربي متكامل.

وتركت جلسة مناقشة تجربة «الجزيرة الدولية» في مخاطبة الرأي العام الغربي تساؤلات حول الجمهور الذي تخاطبه القناة، ومدى نجاحها في الوصول إليه، وما إذا كانت تجربتها تعتبر مشجعة على إطلاق فضائيات بلغات أخرى لمخاطبة بقية الشعوب.

وانقسم المشاركون في ورشة تسليط الضوء على صحافة المواطنة والفرص والمعوقات أمام قدرتها على منافسة وسائل الإعلام التقليدية، بين مؤيد ومعارض لصحافة المواطنة، حيث رآها البعض تكاملية والبعض الآخر نعتها بالغازية على التقليدية.

وسيتم في ختام أعمال المنتدى اليوم (الخميس) توزيع جوائز الصحافة العربية.


زويل: العرب بحاجة لنهضة تعليمية شاملة وعدم البحث عن نواقص التجارب الناجحة

محمد بن راشد يشهد افتتاح الدورة التاسعة لمنتدى الإعلام العربي

دبي - المحرر السياسي، أ ف ب

انطلقت في دبي أمس (الأربعاء) أعمال منتدى الإعلام العربي بمشاركة نحو ألفي إعلامي من الدول العربية والعالم، مع التركيز هذه السنة على الجهود التي يجب بذلها من أجل تعزيز المحتوى الإعلامي.

وتنعقد الدورة التاسعة من المنتدى تحت شعار «تعزيز المحتوى لتطوير الأداء»، مع التركيز على أهمية تعزيز البحث العلمي والتعليم عبر الإعلام.

واستضاف المنتدى العالم المصري حائز جائزة نوبل للكيمياء أحمد زويل الذي دعا في كلمة ألقاها أمام المنتدى جاءت تحت عنوان «بناء المستقبل: دور العلم والإعلام» إلى مشاركة العرب في صناعة التقدم العلمي والمعرفة وعدم الاكتفاء بشراء التقنيات، وذلك عبر دعم التعليم والبحث العلمي.

كما توقع زويل أن يتحول الإعلام إلى «إعلام شخصي» ينتقي فيه كل شخص المضمون الإعلامي الذي يريد وبشكل فردي. وأشار إلى وجود ضعف كبير في التعليم في العالم العربي إذ إن نسبة الأمية تراوح بين 30 و50 في المئة فيما مساهمة الدول العربية في البحث العلمي تقل عن 1 في المئة عالمياً، داعياً الإعلام إلى أداء دور في هذا المجال.

كما قال زويل أن أهم التغيرات التي حصلت في العالم العربي هو وجود إرادة سياسية ورؤية سياسية قادمة من الأعلى، وضرب أمثلة بالتطور الكبير الذي تشهده أميركا والدول المتقدمة على صعيد البحث العلمي، والفضاء، والطب، والطاقة، وكيفية السيطرة على الكرة الأرضية من كواكب أخرى، وكيفية تحويل خلايا الجلد إلى خلايا جذعية، موضحاً أنه إذا لم يكن لدى العالم العربي قدرة على تطوير البحث العلمي والتعليم فلن يمكنه التفاعل مع هذه التطورات.

وأضاف أن النظام السياسي في الدول العربية في ظل هذا التطور السريع، يجب أن يتغير وأن يكون له رؤية جديدة، إذ أصبح من المستحيل اليوم اتباع سياسة الإغلاق في ظل السماوات المفتوحة والانترنت، ولابد من التعامل بشكل جديد في القرن الـ 21.

وحضر نائب رئيس الإمارات، رئيس الوزراء، حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الافتتاح الرسمي لفعاليات لمنتدى.

وفي كلمتها الافتتاحية قالت المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة، مريم بن فهد إن المنتدى يمثل أكبرَ تجمعٍ سنويٍ للإعلاميين العرب تحتضنه الإمارات، إذ تتاح لهم فرصةَ اللقاءِ والحوارِ حولَ شئونِ الإعلامِ العربي، والتعرفِ على التجاربِ الدوليةِ الناجحة، والسعيِّ لاستشرافِ آفاقِ مستقبلِ صناعةِ الإعلامِ.

وقالت إن دورة المنتدى استوحت عنوان هذه الدورة «حراكُ الإعلامِ العربي: تعزيزُ المحتوى لتطويرِ الأداء» من نتائج تقريرِ نظرة على الإعلام العربي 2010 - 2013، والتي أكدت على أهمية تطويرِ إنتاجِ المحتوى المحلي العربي في وسائلِ الإعلامِ على اختلافِ أنماطها من أجلِ تقوية خطابها وتعزيزِ قدرتها على كَسبِ دائرةٍ أوسع من الجمهورِ، مشيرة إلى أن قضية هذا العام، هي «التعليم والبحثِ العلمي» التي لن تستطيع الدول العربية من دونها أن تحققَ التنميةَ والتطورَ والتقدمَ.

وسيتم توزيع جوائز الصحافة العربية في ختام المنتدى اليوم (الخميس).


مناقشة تجربة «الجزيرة الدولية» في مخاطبة الرأي العام الغربي

ناقشت جلسة «الإعلام بلغة الآخر» والتي اتخذت من قناة «الجزيرة الدولية» نموذجاً، التجربة العربية في مجال مخاطبة الرأي العام الغربي بلغته، والتي باتت مطلباً حاضراً في كل المؤتمرات الرسمية والمنتديات الأهلية الإعلامية العربية على مدار العشر سنوات الأخيرة.

وتأتي هذه الجلسة في ظل تنامي حرص العديد من الدول الغربية والشرقية توجيه خطابها للرأي العام العربي باللغة العربية، حيث ظل الخطاب العربي غائباً بكل اللغات إلى أن أطلقت «الجزيرة» قبل ثلاث سنوات ونيف فضائية عالمية باللغة الإنجليزية. وقال مدير عام تحرير أخبار «الجزيرة الدولية» صالح نجم: «إن نجاح الجزيرة الدولية يكمن في دقتها وسرعة تغطيتها للأحداث من حول العالم». وأضاف: «يكمن الجدل بين الجمهور حول رؤية ورسالة القناة بشأن ما إذا كانت تهدف للتغلغل في المجتمع الأميركي كصوت للشعوب العربية أم أنها تعمل على التغطية الواقعية للأخبار التي تعنى بجمهورها بمختلف انتماءاتهم وأينما وجدوا، الأمر الذي سيضمن تعزيز الشعبية التي اكتسبتها القناة بعكس القنوات الأخرى ذات الأجندات الخاصة».

وعبر الصحافي المتخصص في شئون الشرق الأوسط في صحيفة «دي ستاندرد»، جورن دي كوك عن سعادته بالأداء المهني «الجزيرة الدولي»، بينما أشار في الوقت نفسه إلى أن استمرار القناة في الاستعانة برموز الإعلام الغربي في تغطيتها لأخبار المنطقة لن يساعد في توفير منحى مختلف للأخبار لدى الجمهور في الغرب.

ومن جهته شكك رئيس المعهد العربي الأميركي بواشنطن، جيمس زغبي في مدى فاعلية الجزيرة وتأثيرها على الجمهور الأميركي، واعتبرها كأي شبكة أخبار أخرى تعمل في الولايات المتحدة. وأشار أيضاً إلى أن العرب في الغرب لم يتخذوا بعد من الجزيرة الدولية مصدراً عاماً للأخبار».


صحافة المواطنة... بين جدل التكاملية وغزو التقليدية

سلطت ورشة العمل الثانية الضوء على صحافة المواطنة والفرص والمعوقات أمام قدرتها على منافسة وسائل الإعلام التقليدية فانقسم المشاركون بين مؤيد ومعارض للصحافة المواطنة، حيث رآها البعض تكاملية والبعض الآخر نعتها بالغازية على التقليدية.

ودار النقاش في الورشة حول مجموعة من المحاور والتي تركزت حول العلاقة بين المدونين والقائمين على وسائل الإعلام التقليدية، وهل هي علاقة تكامل أم تنافس، وصحافة المواطنة وهل ساهمت في زيادة هامش الحريات المتاحة للإعلام بشكل عام، ومدى إمكانية إيجاد أنظمة وآليات تسهم في تعزيز صدقية صحافة المواطنة، بالإضافة إلى محور خاص عن إمكانية تطوير أداء المدونين العرب وتطوير كفاءتهم.


جدل واسع في جلسة «تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه»

شهدت جلسة «تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه» جدلاً واسعاً بشأن العوامل التي ساهمت في توسيع الهوة بين وسائل الإعلام العربية في مشرق العالم العربي ومغربه، والطرق الكفيلة بتقريب وجهات النظر لإيجاد مشروع إعلامي عربي متكامل. وبدأت مديرة الحوار وسيلة عولمي الجلسة بطرح مجموعة من الأسئلة على المتحاورين بما في ذلك حقيقة فرضية التباعد والاختلاف والتباين بين الدول العربية على الرغم من أنها تكوّن مجتمعة كتلة واحدة.

وبدأ وزير الثقافة والإعلام الجزائري السابق محي الدين عيمور مداخلته بأن المشرق دائماً كان نقطة استقطاب للمغرب العربي وبشكل خاص للأماكن المقدسة، كما كانت منطقة المشرق متقدمة في مجالات الإنتاج الثقافي والفني وهناك العديد من الأمثلة كبيروت والكويت اللتين كانتا مركزين ثقافيين متميزين في وقت من الأوقات. وفي الوقت نفسه اعتمدت التلفزة في المغرب العربي على النشاط الفني الذي يتم إنتاجه في كل من مصر وسورية، أما الفن المغربي فقد بقي معزولاً عن جمهور المشرق العربي».

بدوره تناول الكاتب فهمي هويدي العوامل التي ساهمت في حدوث ذلك التباين بين المنطقتين بعض منها أساسي وكلي وبعضها الآخر أقل أهمية وقال: «تأثر المغرب والمشرق العربيين بغياب المشروع المشترك، فعوضاً عن المشرق أصبح هناك مشرقيات، وعوضاً عن المغرب حل مكانه مغاربيات. نحن في زمن «الإنكفاء العربي»، والجيمع ينادي بـ «أنا أولاً». ومن جهة أخرى هناك العديد من العوامل التي ساهمت في جعل المشرق العربي نقطة جذب وذلك نظراً لغناه بالموارد الطبيعية، والضغوط التي فرضتها القضية الفلسطينية والعديد غيرها».

من جهته، قال رئيس مركز الشروق للإعلام وحقوق الإنسان في المغرب محمد أوجار: «يعيش العالم العربي واقع التجزئة والتشرذم والدولة القُطرية، ومن الأهمية بمكان وجود فضائيات عربية تشعرنا بالانتماء إلى فضاء عربي اندثر على أرض الواقع».

العدد 2806 - الأربعاء 12 مايو 2010م الموافق 27 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً