العدد 2805 - الثلثاء 11 مايو 2010م الموافق 26 جمادى الأولى 1431هـ

ديفيد كاميرون المحافظ العصري ينهي 13 عاما من عهد العمال

أعاد ديفيد كاميرون، الذي كان المحافظون في السابق يعقدون أمالهم عليه في تحدي توني بلير، حزب المحافظين في بريطانيا الى السلطة بعد انقطاع عن الحكم دام 13 عاما بناء على برنامج تحديث البلاد. وعلى غرار بلير، الذي اطلق عصر حزب العمال الجديد بفوز كاسح في عام 1997، يري كثيرون أن كاميرون هو المحرك السلس بأسلوبه الفصيح على شاشات التليفزيون رغبته الجامحة في التغيير.

ويعد كاميرون /43 عاما/ هو أصغر شخص يصبح رئيسا للوزراء في تاريخ بريطانيا منذ روبرت بانكس جينكينسون عام 1812. وبهذا الفوز يصل المحافظون للسلطة للمرة الاولى على حساب حزب العمال منذ ان تولت مارجريت تاتشر السلطة في 3 أيار / مايو 1979. وعندما فكر في بادئ الامر في خوض المنافسة على زعامة حزب المحافظين في عام 2005 نصحه كثيرون بأن فرصة فوزه تعد منعدمة. وقال كاميرون في مقابلة مع صحيفة الديلي تلجراف مؤخرا " لم أكن أتصور تماما أن الامور ستسير على هذا النحو الملائم" . وعلى مدار خمسة أعوام منذ انتخابه يحسب لكاميرون أنه نجح في تحليص المحافظين من صورة " حزبهم الكريه".

لقد أظهر قدرا أقل من التسامح مع أعضاء البرلمان الذين تورطوا في فضيحة النفقات في الاعوام الاخيرة وسعى لجذب أعداد كبيرة من النساء ومرشحي الاقليات العرقية إلى صفه. وقال " يتعين على حزب المحافظين أن يبدأ من جديد تماما ويحاول العمل لتحديد أسباب تضاؤل التاييد للحزب". غير أن معاونيه يؤكدون ان كاميرون ليس مثل " تاتشر أو بلير ". لقد وصف كاميرون نفسه بأنه " محافظ ليبرالي بالسليقة" مع نظرة متشككة صحية في من يزعمون أن لديهم رؤية " لاعادة صنع العالم". ويقول " أنا إنسان عملى وواقعى .

وأعرف طريقي جيدا ولكني لست مرتبطا أيديولوجيا بنهج بعينه ". بيد أن مساعديه يقولون إن مواقفه " تقليدية ونابعة من القلب " وطريقة عمله يمكن تلخيصها في جملته المفضلة: محاولة توخي "الكفاءة التامة". وعلى صعيد السياسة الخارجية فإن حكومة كاميرون سترسم سياستها على الارجح بالشكل الذي يحقق " المصلحة الوطنية " والحفاظ على القدرة المستقلة للبلاد على الردع النووي وإعداد استراتيجية للخروج من أفغانستان.

وتعهد كاميرون انه في ظل حكمه فان بريطانيا لن تنضم ابدا لليورو مشيرا الى ازمة اليونان . وهو يؤيد انضمام تركيا للاتحادة الاوروبي. لكن سياسة كاميرون حيال الاتحاد الاوروبي - والتي تتمثل في أن تكون بريطانيا في أوروبا وليس أن تحكمها أوروبا - من المحتمل أن تجعله شريكا صعبا بالنسبة لباقي دول الاتحاد الاوروبي. ويؤمن كاميرون بان الهجرة الى بريطانيا استمرت بمعدلات مرتفعة ولفترات طويلة وتعهد بفرض سقف سنوي على الوافدين من الدول غير الاعضاء بالاتحاد الاوروبي. ويزعم المحافظون أن 13 عاما من وجود حزب العمال في السلطة بالبلاد خلق " مجتمعا محطما " تراجعت فيه القيم الاخلاقية مثل الايمان بالزواج وتكوين الاسرة. وعمل كاميرون كباحث برلماني لمحافظين بارزين خلال عقد التسعينيات من القرن الماضي قبل أن ينضم ليعمل مسؤولا للعلاقات العامة بقناة تليفزيونية تجارية تابعة لشركة كارلتون. وتم انتخابه عضوا في البرلمان لاول مرة عام 2001. وسرعان ما ثبت نفسه كواحد من ألمع المحافظين من الجيل الجديد ليصبح الوجه البارز فيما أطلق عليه طاقم الشباب العصريين بالحزب. وتعرض كاميرون وزوجته سامانثا في عام 2009 لمحنة فقد ايفان طفلهما المعوق الذي كان يبلغ من العمر ست سنوات والذي قال عنها إنها" محنة قلبت حياته رأسا على عقب " وكادت أن تجعله يهجر العمل السياسي. ولدى الزوجين طفلان آخران نانسي /6 سنوات / وأرثر / 4 سنوات/ وينتظران مولودا جديدا في أيلول / سبتمبر القادم.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً