العدد 2805 - الثلثاء 11 مايو 2010م الموافق 26 جمادى الأولى 1431هـ

عندما تكون الأساليب الملتوية وسيلة للحصول على مكسب انتخابي

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

إن الطرح الذي سنتطرق له من الممكن أن يعتبره البعض حساس خاصة بالنسبة لمن يرغبون خوض الانتخابات القادمة. ولكن بفضل المساحة التي تم اكتسابها من خلال الحرية الصحافية التي تعد ركناً أساسياً في مشروع الإصلاح والتحديث لجلالة الملك، نسلط الضوء على ظاهرة سلبية يجب مراقبتها لاستئصالها بغية الوصول لما هو أفضل، تتعلق بالفكر والضمير في المقام الأول ثم مصارحة الذات قبل الآخرين.

هناك أسلوب غريب لدى بعض الراغبين في ترشيح أنفسهم في الانتخابات القادمة 2010، ينمّ عن عدم دراية كافية لهؤلاء المرشحين بما يتطلع له محيطهم (دوائرهم) وبالتالي يعد ترشحهم إهانة لناخبيهم. وعند التمحيص بهذه الأساليب يتبين لنا إنها متعلقة بالثقة في النفس، لاسيما وإن الثقة في النفس تعتبر إحساس الشخص بقيمة نفسه بين من حوله فتترجم هذه الثقة كل حركة من حركاته وسكناته ويتصرف الشخص بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة، فتصرفاته هو من يحكمها وليس غيره، إذ تكون نابعة من ذاته لا شأن لها بالأشخاص المحيطين به, أما هؤلاء (ونقصد هنا بعض الذين يستعدون لترشيح أنفسهم للانتخابات القادمة) فإنهم يتصرفون وكأنهم مراقبون لمن حولهم فتصبح حركاتهم وتصرفاتهم بل وآراؤهم في بعض الأحيان مخالفة لطبيعتهم!

ولأن بعضهم سيقدم على ترشيح نفسه، تراه دائماً ما يحسّ بالخوف والقلق من أن يصدر منه تصرف مخالف لرأي العامة أو المسئول، علماً بأن المسئول قد لا يعلم عنه شيئاً فهو ليس إلا بدائرة يعتقد بها هؤلاء بأنها محط أنظار الآخرين لكن الحقيقة هي إنها له وبعض أتباعه لا غير.

هذا الإحساس قد يكون سببه فشلاً في انتخابات سابقة أو حرصاً منه على التجديد أو عدم ثقته في من حوله، وذلك لنظرتهم السلبية تجاهه، إيماناً منهم بضعف مستواه الخدمي والعملي والعلمي.

وعند الحديث عن الإهانة للناخبين فإننا نتحدث عن جرأة البعض، وذلك بتماديهم من خلال محاولاتهم أن يستشفوا رأي المسئول عما سيقدم عليه وذلك بسؤاله، هل يقدم على الترشح البلدي أم النيابي؟ اعتقاداً منهم بأن الاستئذان مفتاح النجاح. علماً بأن الرفض والقبول تحدده صناديق الاقتراع، ولكن ولسبب ضعف الشخصية في المقام الأول واختلاط الأمر لدى هؤلاء اتجهوا لأخذ مباركة هذا المسئول أو ذاك قبل ناخبيهم، الذين سيتكبدون عناء الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، علماً بأن المسئول يردد دائماً وأبداً أن الباب مفتوح للجميع، ولكن ولسبب جهل وضعف الاستقبال الفكري والتحصيلي لمثل هؤلاء، نرى هذه الفوارق في مفهوم المترشحين الجدد.

كما أن هذا التوصيف ينطبق تماماً على من يأخذ بركة هذا المرجع أو هذا الشيخ الديني، أو أن يرمي بنفسه في أحضان هذه الجمعية أو تلك بغية الوصول لمبتغاه بأي ثمن، ناهيك عن بث خرافة أني مدعوم من هذا المسئول أو ذاك من قبل البعض بغية كسب ثقة الآخرين. بينما يعد مثل هذا الادعاء كذب وافتراء على الناخب حتى قبل إجراء الانتخابات.

ويؤمن كثيرون أن من المؤمل أن يرصد الناخب والمراقب مثل تلك الحالات في المرحلة القادمة وفضحها بهدف تقويم اعوجاج هذه المفاهيم، كما يجب كشف أسماء من يروج لتلك الأكاذيب، لغرض منح الآخرين فرصة تكافؤ الفرص وعدم استخدام أسماء المسئولين كدعاية انتخابية من جهة، وتفويت الفرصة على من دأب وتعود على التغني بمثل هذه الأكاذيب، فهناك شخصيات استماتت في الفترة السابقة للترخيص لها من قبل مؤسسات دولية ليس بعيداً عنها إحدى مؤسسات الإعلام الدولية ومقرها إحدى الدول الاسكندنافية لتوكل لها مهمة مراقبة وسائل الإعلام البحريني في انتخابات 2010 ونجحت، علماً بأن هذه الشخصيات كانت ومازالت طرفاً في عملية التأزيم السياسي من منطلقات طائفية وحسابات فئوية ضيقة، ومارست عملية قلب الحقائق والقصص في فترات سابقة، وربما كانت هذه التصرفات مادة دسمة لها لترويجها بالخارج.

وهنا نقول لمن سيقدم على ترشيح نفسه في المرحلة القادمة حباً في الوطن حسب ادعائه وكل ما قام به في المرحلة السابقة هو رفع هذا الشعار فقط؛ «لا تحصروا حب الوطن في الندوات التي لا تحمل شيئاً من همومكم فليست وحدها ما يؤهلكم لنيل شرف الترشيح، ولا بالفعاليات التي بتنا نستغرب من تكرارها، كأكبر كيكة وأكبر صورة أو علم لكل أسرة أو على كل منزل». كل ذلك جميل، ولكن إذا كان مفهوم حب الوطن لديكم يتمثل في التبعية سواء للمكان أو الأشخاص، فإنه في العصر الحديث قد غدا مفهوماً سياسياً واجتماعياً وثقافياً أكثر شمولاًَ واتساعاً, للوصول إلى التبعية المرجوة، فحب الوطن لا يفسر بالدفاع الفضي أمام خصوم أو التدخل في الشئون من الخارج أو يقلل من أهمية المنتمين إليه، فهذا تفسير مبسط، فالأجدر أن تبدأ ترجمة حب الوطن بأفعال إيجابية لمقاومة هذه السلوكيات الرديئة وبث التوعية في أوساط المجتمع حتى لا يتردد هذا القول ليكون وسيلة معيبة لغرض ما، لأنه وببساطة حب الوطن هو العطاء مدنياً واجتماعياً، ورفع مستوى مواطنيه حضارياً وثقافياً ليجدوا أنفسهم بهذا العمل المثمر أمام غيرهم من الشعوب والبلدان في محل التقدير والاحترام.

لذلك نقول لمن يحمل هذا الفكر, نحن متسلحون بعون من الله ثم بالولاء لولي الأمر والوطن دون فعالياتكم التي باتت تأخذ شيئاً من التملق.

فهل لنا رصد هؤلاء لكشف زيفهم لتفويت الفرص على المتربّصين؟

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2805 - الثلثاء 11 مايو 2010م الموافق 26 جمادى الأولى 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 6:21 م

      ما يصح الا الصحيح

      يا اخي انا اتفق معك ان في ناس توهم من حولهم انهم مدعومين ولكن لا احد يستخدم "المسئوليين" على حد تعبيرك ولكنهم اما ان يستخدموا الدين من خلال المشايخ او من خلال التقرب او محاولت لصق انفسهم بالديوان الملكي.
      اتمنى عليك ان تاخذ انت ايضا" بالنصيحه ذاتها وتذكر الشخوص بشكل اوضح من التلميح لتعم الفائدة للجميع و كذالك لنرفع السقف معا ونتحدث بشفافية اكثر. من جهة اخرى ما يصح الا الصحيح فلماذا نخشى من مراقبة الغير منصفين لنا.
      اللهم اجعل كيدهم فى نحورهم .. قولو امين
      وشكرا
      مشعل

    • محمد الزياني | 5:50 ص

      إذا ما أطاعك الزمن طيعة 5

      فلعل القانون لم يذكر إن وظيفة وزير محصورة علي المواطن , تعرف لماذا إنا في البيت , أخي بسبب واحد كان ولائي بعد الله للملك وصالح عملي ومن هم تحت يدي كلمة واحده قلتها للمسئول (((( اتقي الله في من تحت يديك )))) فأخرجت من تحت يديه ولم يهدءا لهم بال حتى أخرجت من كل ما تحت يدي وانأ اليوم متنقل بين هذه ألجريده وتلك ويبن هذا المجلس وذاك

    • محمد الزياني | 5:49 ص

      إذا ما أطاعك الزمن طيعة 4

      واستطاعوا وممررو ما يريدون لولاء رحمة ربك وحنكة جلالة الملك بان جعل مجلس أخر يتم اختياره من قبل الحكومة فيهم العاقل والحكيم وصاحب التخصص وكلهم مراجع لمرق هذا الأمرومع ذلك لم يقف المطبلون الساعون لحاجتهم الشخصية في عصيان هذا الأمر وتعليل ذلك إن النظام لم يصرح بمنع الاستعانة بالأجنبي وهم اليوم يدربون أجانب لإحلالهم محل المواطن فلا تعجب أخي إن سمعت بتعين وزير أجنبي ,

    • محمد الزياني | 5:49 ص

      إذا ما أطاعك الزمن طيعة 3

      , فلا باس علي من أراد الكرسي النيابي مغازلة ذلك المسئول أو استشفاف من يريدون في هذه المنطقة , هل تعرف لماذا إنا في البيت وليس علي رأس عملي , قيل إني كبرت ويا لسخرية القدر من اخبرني بذلك هو في سن أبي , وقيل إن عملك لا يحتاجك , وفي عملي وبلدي حاجة لا يعلمها إلا الله والعاملين في مجال عملي , هل تعرف إن الجميع تكاتف ليقف علي منصة مجلس النواب فقط ليثبت لهم إن هذه البلاد في حاجة لتوظيف أيدي غير بحرينيه بسبب نقص في هذا التخصص

    • محمد الزياني | 5:48 ص

      إذا ما أطاعك الزمن طيعة 2

      تعرف أخي انك قد تترقى وتتجاوز كل الحواجز برضي ومباركة رئيسك المباشر ولو كنت من خونة هذا الوطن ولو كنت من غير الموالين لغير هذا النظام , أهم ما في الموضوع رضا ربك الصغير (((( رئيسك المباشر ))) هو من ينقل لهم صورتك وعملك , إن رضي إرضاء من هو اعلي منه وان سخط فعليك غضب الرب , إنا أقول أخي عليك إن تتقي الله في عملك وان لا تدمر علاقتك مع من هم اقوي منك لا تناطح جبل ولا تقف في وجه احد ولن تستطيع تغير العالم , التيار هو السائد وهو الغالب وغير ذلك فعليك رحمة الله

    • محمد الزياني | 5:47 ص

      إذا ما أطاعك الزمن طيعة 1

      أخي بوخالد دعني اختلف معك ولو بشي يسير , لاشك إن قول الله حق ((((((وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً , وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً))))الطلاق2 /3 أفلا ترى إن موافقة الكبار لا اقصد جلالة الملك ولكن الرسمين في الحكومة والمعنيين بشان الانتخابات شي ضروري لعلك أخي بعيد عن بيروقراطية ألدوله وتسلسلها العجيب الغريب

    • زائر 6 | 2:58 ص

      سبايس تي

      لله درك يا بو خالد، وبيض الله وجهك

    • زائر 5 | 1:37 ص

      الحراك المدني و المرحلة القادمة

      عندما نتتبع تصورتنا للمرحلة القادمة نجد بأن هناك توجهات ايجابية من أجل التغير لكي نصل لمرحلة الجوده في الطرح و الأداء الفعال للسلطة التشرعية و التى لها بعض الإنجازات و لكن ليس بما يطمح إليه المواطن هذه القراءات و الدلالات تستوجب علينا حراك مدني فعال لنحقق طموحا فعال و بدون تتدخل أي مسميات أو مرجعيات من اجل تحقيق مكاسب شخصية أو لخدمة أطياف خارجية وليكون شعارنا هو التجديد و النظر في الصميم بدون أي مزايدات جوفاء وعدم استغلال حرية الرأي بصورة تنعكس بردة فعل على صناديق الإنتخاب مثل ما أشار الكاتب

    • زائر 4 | 1:26 ص

      الشخصية العارية ورحلة بن بطوطه

      عندما جال بن بطوط في رحلته ليقدم رسالة للأجيال القادمة بالتريس و المثابرة لتحقيق الأهداف و لكن هيهات هيهات لمن تجول بسواحل لندن و تل أبيب و سواحل الدول الإسكندنافية من أجل الفساد فتارة نراه يئن من الضعف و الخزلان عندما تنكشف و تنفضح اسطوانته المشروع و تحت أي مسميات مستوده على مجتمعنا الخليجي وهويتنا وتراثنا العريق ليخرج هذا الناعور العفن السرطاني لينشر فكره الضال المضل وليعلم الجميع بأن هؤلاء لن ولن يكونوا رقما في التاريخ ولكن مزابل التاريخ سجلت أسمائهم ورائحتهم العفنه ليكونوا عنوان اسود لهم

    • زائر 3 | 1:15 ص

      الخلط بين اللامسئولية و المسئول

      احقاقا للجق عندما نتابع رؤية ورسالة المسئول و هدفة السامي في خدمة هذا الوطن الكبير بقيادتة و اهله لنصل إلى مرسى المشروع الأصلاحي لجلالة المليك ونحاسب أنفسنا لنعرف مربعنا الصحيح لمواكبة التطور بجميع فروعه نجد هناك من يتاجر و يتأخذ شعار أنه لديه دعم من المسئول أو بسوء نية من أجل خلط ماهو قائم بما هو آت وبينشر الإشاعات الامسئوله لإضعاف و إخفاء الكوادر المؤهلة و التي تتناسب مع التطور الإصلاحي المستمر لدار بو سلمان حفظه الله هذه الشخصيات لابد أن تكشف أمام الناخبين لنبين زيفهم وعدم تحملهم للمسولية

    • زائر 2 | 9:31 م

      زين تسوي فيهم

      افضحهم لابارك الله فيهم

    • زائر 1 | 9:27 م

      اشكرة تقصد الجنوبية

      ياخوي ما يبيلها كلام تقصد الجنوبية اكيد , تعبنا وحنا نقول يا جماعة الخير لا يقصون عليكم وياخذون اصواتكم تراى مافي ولا مسؤل يعطيهم ويه

اقرأ ايضاً