لعلَّ مشاهدة السرعة التي تَغيَّرَ فيها رئيس الوزراء البريطاني أمس توضح أن الجميع ينتصر من خلال الديمقراطية. فرئيس الوزراء البريطاني السابق غوردن براون غادر مقر رئاسة الوزراء بكرامته، معلناً احترامه لإرادة الشعب، ودخل بعد ساعة من ذلك رئيس الوزراء الجديد (زعيم حزب المحافظين) ديفيد كاميرون مقدماً شكره للحكومة السابقة ومتعهداً بالقيام بمهماته من خلال ائتلاف رسمي مع حزب الديمقراطيين الأحرار.
ما يحدث في بريطانيا أو أي بلد آخر من تحوُّل سلس للسلطة نزولاً عند رغبة الشعب ليس شيئأ خاصاً بتلك البلدان والشعوب، فكلنا كبشر نسعى للعيش بكرامة وأن نقدم جهودنا خدمة للمبادئ والأهداف التي نؤمن بها، والأهم من كل ذلك أن العمل في السياسة ليس حصراً في فئة دون أخرى، ومصلحة البلد، وإرادة الأمة، تأتيان فوق كل اعتبار.
بإمكان أي بلد أن يجدد الدماء والطاقة في نظامه من خلال إفساح المجال للتنافس الديمقراطي الذي يحسمه الشعب عبر صناديق الاقتراع، وهذا لا يوجد فقط في بلد عريق بالديمقراطية، مثل بريطانيا، وإنما نشاهده في أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية وجنوب شرق آسيا وإفريقيا وفي مختلف بقاع العالم. ففي بولندا شهدنا كيف أن معظم القيادة السياسية والعسكرية قتلت في حادث طائرة ولكن البلد لم يتعطل؛ لأن المؤسسات الديمقراطية قائمة ومستعدة للانصياع لقيادة أخرى ينتخبها الشعب.
عند تفعيل الديمقراطية لا نرى المغلوب يدخل السجن أو تُلصق به تهمة مختلقة أو يُقتل، وإنما يذهب المغلوب إلى حياته العادية ويختار ما يشاء من ما تتوافر أمامه من فرص أخرى. كما إن الغالب تقع عليه مسئولية جسيمة وهو أمام أعين المراقبة الديمقراطية، وعليه أن ينجز ما وعد به أو يستعد للرحيل من خلال صناديق الاقتراع.
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 2805 - الثلثاء 11 مايو 2010م الموافق 26 جمادى الأولى 1431هـ
رد متأخر
تحياتي للدركتور منصور الجمري :
شكراُ على هذا المقال القووي والرئع جداً .. هذا الامر يكون فقط في بلد الديمفرطية وليس في بلد الديمقراطية المستعارة او المتنكرة للاسف ..
بلد الضباب
وانتخابات وديموقراطية عريقة في الغرب وعندنا الى الابد
مقارنة
قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منك
اترى اصلح للأكل اذا سويت تــــكة
ام ترى لحمي قاس اعجف يصعب علكه
ضحك القصاب مني وهو يعني ، لست أدري
العدل
اخوانى لا ياتى التغير بلكلام ولا التمنى ولكن بلعمل والاتحاد والاعتراف اننا جميعا هدفنا التغير
ابو السادة
مدرس ثانوي
بارك الله فيك يا دكتور ورحم الله والديك على هذا المقال ، أصبت كبد الحقيقة بكلمات بسيطة سهلة و ممتنعة . لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقارن أنفسنا بالغرب فكل شيىء مختلف البيئة مختلفة النشئة و التربية مختلفتان طريقة التفكير مختلفة التحليل مختلف ..... الخ ، نحتاج لقرون كي نصل لنصف ما وصل إليه الغرب من علوم و ديمقراطية و إسلوب حياة ، لا نزال عائشين في ....و الطائفية و .........
ديمو الكراسي
لكن عند العرب لا تدوم الديمقراطية وإنما Demokaracy كما قال زعيمهم العقيد القذافي.
تعليق
أنا أتحفظ على مصطلح (التداول السلمي للسلطة)وأستبدله بـ (التدوال الديمقراطي للسلطة)
الدمقراطية مختصرة ببضع كلمان
كلمات وجيزة مختصرة اختصرت الديمقراطية وتطبيقاتها العملية فعلا متمكن يا دكتور من تطويع الكلمات ومعانيها وتطبيقاتها وانعاسها واسقاطها على الواقع المعاش ، اعجبتني يا دكتور هل نطلق علية اسلوب السهل الممتنع ؟؟؟
هذا الشبل من ذاك الاسد وشكرا جزيلا للوسط .حافظوا عليها لا نتيتم في غفلة من الزمن كما الزميلة الوقت .....
انه عجبنى زائر رقم (1)
يادكتور احنا شعوب فالحة فى المقولات والاشعار والدعاوى .... الخ فقط لاغير
رئيس وزراء كل أربع أو خمس سنوات!!!
غريبة كل 4 و5 سنوات يثيروا رئيس وزراء صدق ما عندهم سالفة!!
انا الكرسي والكرسي انا
سئل صدام يوم من الايام الصحفين والمستشارين من يصلح ان يحكم العراق بعد صدام -فصمت وسكت الكل فبعد دللك سمح الى البعض با التحدث فااجاب طبعا ابنك عدى-فقال صدام خلقت العراق الى صدام وصدام الى العراق-عند
ما سئل امير قطر في فرنسا عن الديمقراطية في الشرق الاوسط-قال يمكن ان نطلق الديمقراطية على ايران لان خلال 30سنة تم انتخاب 5 رؤساء لقيادة الجمهورية-فحين بعض الدول الرئيس مدة الحياة-
أحسنت رحم الله والديك
شكرا لك
و الناس واعيه بما يحدث
بإمكان أي بلد أن يجدد الدماء والطاقة في نظامه من خلال إفساح المجال للتنافس الديمقراطي الذي يحسمه الشعب عبر صناديق الاقتراع، نعم هذا ممكن فى حالات عدم وجود :
شراء الأصوات ...تدخل الدول اخرى .... تجنيس عدد كبير من الأجانب لغرض فوز و اعطاء الصوت للأشخاص معينه ....و كثير من الأمور تحت الطاوله .
نعم تلك هي حرية الشعب؟؟
لم تضف شيئاً يا دكتور عن هذه الحياة الواقعية لدى تلك الشعوب المتقدمة عنا بعشرات السنين. هذا هو واقع الحرية الحقيقية باختيار الشعب لحكومته لدى تلك الشعوب، دائما ما نرى أن الشعب هو المنتصر الوحيد في معركته الانتخابية، أما لدينا فهو العكس!!
ايكي اعني
احسنت دكتور منصور اياكي اعني وسمعي يا جاره ولكن الجاره لا تسمع فذنها طائفيها و ريحها باكستانيه نسلخة عروبتها و اسلمتها حتى بات الباطل عند الجارة حق وصار الدمقراطية جرم
من روائع الامام علي3
والنفس تعلم أنى لا أصادقها ***ولست ارشدُ إلا حين اعصيها
واعمل لدار ٍغداً رضوانُ خازنها ***والجــار احمد والرحمن ناشيها
قصورها ذهب والمسك طينتها***والزعفـران حشيشٌ نابتٌ فيها
أنهارها لبنٌ محضٌ ومن عسـل ***والخمر يجري رحيقاً في مجاريها
والطيرتجري على الأغصان عاكفةً***تسبـحُ الله جهراً في مغانيها
من يشتري الدار في الفردوس يعمرها***بركعةٍ في ظــلام الليـل يحييها
من روائع الامام علي2
لا تركِنَنَّ إلى الدنيا وما فيهـا ***فالموت لا شك يُفنينا ويُفنيها
لكل نفس وان كانت على وجــلٍ***من المَنِيَّةِ آمـــالٌ تقويهـــا
المرء يبسطها والدهر يقبضُهــا ***والنفس تنشرها والموت يطويها
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـرةٌ ***الـدين أولها والعقل ثانيها
والعلم ثالثها والحلم رابعهــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
والبر سابعها والشكر ثامنها ***والصبر تاسعها واللين باقيها
من روائع الامام علي
لنفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت *** أن السعادة فيها ترك ما فيها
لا دارٌ للمرءِ بعد الموت يسكُنهـا***إلا التي كانَ قبل الموتِ بانيها
فإن بناها بخير طاب مسكنُـه *** وإن بناها بشر خاب بانيها
أموالنا لذوي الميراث نجمعُها ***ودورنا لخراب الدهر نبنيها
أين الملوك التي كانت مسلطــنةً***حتى سقاها بكأس الموت ساقيها
فكم مدائنٍ في الآفاق قـــد بنيت***أمست خرابا وأفنى الموتُ أهليها