ارتفعت أسعار النفط الأميركي أكثر من 3 دولارات للبرميل لتتجاوز 78 دولاراً أمس (الاثنين) بعد أن وافق صناع السياسات على خطة إنقاذ قيمتها نحو تريليون دولار لتحقيق الاستقرار في أسواق المال العالمية وتسوية أزمة الديون اليونانية.
وفاجأ حجم الحزمة المتعاملين وعزز الثقة في انتعاش الطلب على النفط هذا العام.
وارتفع سعر النفط الخام الأميركي تسليم يونيو/ حزيران 3.06 دولارات إلى 78.17 دولاراً للبرميل.
كما ارتفع سعر مزيج برنت تسليم يونيو 3.17 دولارات إلى 81.44 دولاراً للبرميل.
وقالت منظمة «أوبك» أمس إن سعر سلة خاماتها القياسية واصل الهبوط ليصل إلى 76.41 دولاراً للبرميل يوم الجمعة الماضي مقارنة مع 78.52 دولاراً للبرميل يوم الخميس الماضي.
من جهتها قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، عبدالله البدري، أمس إنه يتوقع أن تعاود أسعار النفط الارتفاع فوق مستوى 80 دولاراً بفعل حزمة الإنقاذ الأوروبية.
وأضاف البدري أنه يتوقع تقلبات حادة في أسعار النفط في الفترة المتبقية من العام مع تعافي الاقتصاد.
قالت مصادر بصناعة النفط أمس (الاثنين) إن السعودية ستورد كميات الخام كاملة إلى سبعة مشترين آسيويين على الأقل الشهر المقبل وذلك دون تغيير عن مستويات مايو/ أيار؛ ما ينبئ بأن أكبر بلد مصدر للنفط الخام في العالم راض عن أسعار النفط الحالية.
وكان من المتوقع أن تورد المملكة إمدادات الخام المتعاقد عليها بالكامل في يونيو/ حزيران وهو ما تفعله منذ يناير/ كانون الثاني مع كل زبائنها بعد خفض الإمدادات معظم فترات 2009 التزاماً باتفاق منظمة «أوبك» لكبح الإنتاج.
وقال مصدر لدى مشتر بعقود محددة المدة تحدث مشترطاً عدم كشف هويته: «يبدو أنهم قرروا وقف تخفيضات المعروض إلى آسيا بشكل دائم».
وأضاف المصدر أن عملاق النفط لم يغير مستوى التفاوت التشغيلي المسموح في مخصصات المعروض؛ ما يعني أنه لايزال بمقدور المشترين طلب تحميل شحنات من الخام تزيد أو تقل نحو 10 في المئة عن الأحجام المتعاقد عليها. وأشار مصدر إلى نيته عدم ممارسة خيار التفاوت المسموح.
وكان سعر الخام الأميركي القياسي لامس أعلى مستوياته خلال أمس منذ 19 شهراً عندما تجاوز 87 دولاراً للبرميل يوم الاثنين الماضي لكنه تعرض لتراجع حاد منذ ذلك الحين ليسجل نحو 77 دولاراً في معاملات أمس.
وأمس الأول (الأحد) قال وزير النفط السعودي، علي النعيمي، إن هناك توازناً بين العرض والطلب في أسواق النفط العالمية وإن الطلب الآسيوي على الخام سينمو في المستقبل.
لكن الأمين العام لمنظمة «أوبك»، عبدالله البدري، قال أمس الأول إن أسواق النفط العالمية متخمة بالمعروض غير أنه أضاف أنه من السابق لأوانه الحديث عن أن تتخذ المنظمة إجراء لوقف التراجع الحاد في السعر.
وحث البدري على مزيد من الالتزام من جانب الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بتخفيضات الإنتاج العميقة التي جرى الاتفاق عليها في 2008.
وكانت المنظمة اتفقت على خفض الإنتاج 4.2 ملايين برميل يومياً في مواجهة الأزمة الاقتصادية لكن ارتفاع الأسعار شجع بعض الأعضاء على تعزيز الإنتاج وتطبق المنظمة حالياً نحو نصف الخفض المتفق عليه.
وبحسب مسح لـ «رويترز» تراجعت درجة التزام المنظمة بأهداف الإنتاج إلى 51 في المئة في أبريل/ نيسان.
بيد أن السعودية والمنتجين الرئيسيين الآخرين من دول الخليج العربية مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة تضخ قريباً من الأهداف على رغم ارتفاع الأسعار.
وقدرت إمدادات السعودية أكبر منتج في «أوبك» بنحو 8.25 ملايين برميل يومياً في أبريل وذلك بزيادة طفيفة عنها في مارس/ آذار وسط زيادة استهلاك النفط الخام في محطات الكهرباء المحلية وبما يزيد 200 ألف برميل يومياً فحسب على هدفها المفترض.
وتعقد «أوبك» اجتماعها المقرر التالي في أكتوبر/ تشرين الأول.
العدد 2804 - الإثنين 10 مايو 2010م الموافق 25 جمادى الأولى 1431هـ