العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ

كفى تحريضاً من أجل لاشيء غير الدمار

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

هكذا تتطور الاوضاع أمام أعيننا، وتجر الساحة الى المصادمات... فما حدث مساء امس الاول بالقرب من «جيان» عمل مدان من قبل علماء الدين، وعلى رأسهم الشيخ عيسى قاسم، ومدان من قبل المعتدلين الذين يمثلون أكثرية شعب البحرين. نعم انهم يمثلون الأكثرية، والفرق انهم لا يتحدثون بصوت عال كما يتحدث الآخرون الذين لا يربحون شيئا مما يقومون به سوى التنفيس عن وجهة نظر أحادية.

رئيس جمعية الوفاق الشيخ علي سلمان عبر عن رأيه أيضا واعتبر تفجير اسطوانة غاز قرابة الساعة الثالثة من فجر السبت عملا مرفوضا. والسؤال اذاً: من الذي يقوم بهذه الاعمال؟ وما الاسس المشروعة من الناحية الاسلامية او الوطنية، التي يعتمد عليها من يقوم بمثل هذه الاعمال في هذا الوقت بالذات؟

من الواضح، وكما أكدت لي مصادر مطلعة، ان بعض المحرضين على هذه الاعمال يودون اثبات ان توجيهات الشيخ عيسى قاسم «غير نافذة»، وانه سواء عارض امرا ما أم لم يعارض، فإن بإمكان هذا الاتجاه (الرافض للشيخ عيسى) ان يحرك الشارع متى شاء وبالطريقة التي يودها.

ينطبق الأمر على عدد محدود جدا من المحسوبين على اتجاه «الوفاق»، وهم ما فتئوا يهددون ويتوعدون بأنهم سينسحبون أو انهم سيصعدون بأساليبهم الخاصة، معلنين بذلك رفضهم الانصياع لقرارات مجلس ادارة الوفاق التي تصدر بالغالبية.

السؤال مرة أخرى: من هم هؤلاء الذين يخططون للتصعيد والى جر الساحة للمواجهة؟ ولماذا يختارون هذا الوقت بالذات؟ وهل هم ابرياء من كل شيء يحصل وان المتهم الوحيد هم الشرطة ورجال الأمن؟ فهل الشرطة استدرجت نفسها مساء أمس الاول لتحرق سيارتها وتهجم على نفسها لتبرر الهجوم على الناس؟ هل يعقل مثل هذا الكلام في مثل الظروف التي نعيشها حالياً؟

السؤال بشكل آخر: فلنفترض ان هذا الاتجاه «المخلوط من كل شيء» استطاع ان يثبت ان رأي عيسى قاسم ليست له قيمة، وأن رأي الاكثرية المعتدلة لا قيمة له في حساباتهم، فالى أين سيتجهون بالاوضاع؟ وهل تتحمل ذمتهم الاضرار التي ستلحق بالناس؟

السؤال بلون آخر: هل ان من يقوم بهذا العمل «مخترق» من جهات تود عودة قانون أمن الدولة، ولذلك تقوم بالتصعيد الذي يؤدي الى مطالبة من أطراف عدة الى إحكام القبضة الحديد على المناطق الآمنة؟

السؤال الى الاشخاص ان كانوا من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه: هل ان البحرين فعلاً حالياً أسوأ من البحرين أيام قانون أمن الدولة؟ وحتى لو قلنا ان المطالب التي رفعتها المعارضة لم تتحقق كما كان يود أكثرنا، أوليست لدينا وسائل أخرى للتعبير عن الرأي المعارض غير جر الساحة للمواجهة؟ هل تتحملون في ذمتكم - ونحن في رمضان - الأضرار التي ستلحق بغيركم جراء ما تقومون به؟

السؤال الى المعتدلين: إلى متى ننتظر، الى ان نخسر ما في أيدينا لكي نتحدث بصراحة، ونقول كفى تحريضاً على الصدام؟

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 786 - السبت 30 أكتوبر 2004م الموافق 16 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً