ما حدث مساء الخميس ليلة الجمعة الماضي، يعد تسلسلاً منطقياً للحوادث، ونتيجة متوقعة، وسيناريو مملاً لا إبداع فيه ولا مفاجآت.

فالمسيرة التي خرجت لمناصرة الحقوقي المعتقل عبدالهادي الخواجة، انتهت إلى توقيف مجموعة من الأشخاص المشاركين، تراوحت أعدادهم بين 12 بحسب بعض الصحف وضعف هذا العدد بحسب صحف أخرى، والنتيجة أن المسألة تزداد تعقيداً مع كل مسيرة. فقد انتهت مسيرة السيارات الأولى بتفرقها السلمي، ومسيرة السيارات الثانية باختناق مروري مزعج لم تراعَ فيه «حقوق» مستخدمي الطريق الذين لا علاقة لهم وربما لا يأبهون بما يحدث، وهذا حق لهم، ومسيرة السيارات الثالثة انتهت بالتوقيف، ولو قدر لمسيرة أخرى أيضاً للموضوع ذاته، فالسيناريو المنطقي يقول إنها ستتحول إلى أكثر من مجرد مناوشات كما حدث في وقت متأخر من ليل أمس الأول. المنطق البسيط في هذه الأمور يقول إن المسيرة والمسيرتين وأكثر من ذلك عندما تنطلق بغية الوصول إلى شيء معين ولا تصل إليه، يصيبها اليأس، واليأس يقود إما إلى الانكفاء، وإما إلى الخروج عن منطق الأشياء، فإن انكفأت فقد كفت المتربصين الصدام، وإن يئست وانفلتت، لاحت الفرصة لتركيب الملفات المعلقة على من يريدون، ولا يمكن لأي قائد أو مشارك لهكذا مسيرات أن يستمر في الأمر إلا إن كان غير مدرك للمآل، أو انه يريد اللمعان تحت صفة المظلومية.

كما انحرفت أمور كثيرة منذ ندوة «الفقر» التي قادت إلى نتائج غير محمودة، فإن المسيرات هذه أيضاً يرشح لها أن تحرف الأمر عن الخواجة نفسه، وتتسرب إلى بؤر جديدة، ربما ليس أقلها الملاحقة الآنية لإطلاق سراح الموقوفين المؤقتين، والالتهاء بصرف الجهد من أجل تدبير مسيرة أخرى، لإبراز العضلات