في تغيير مفاجئ أعلن أبومصعب الزرقاوي أخيراً الولاء لابن لادن وغيّر اسم حركته ليصبح «تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين» أي الفرع العراقي لـ «القاعدة».
ويبدو أن الرجل ومن خلال تعهده بهذه الطاعة يستغل عباءة زعيم «القاعدة» لدعم صورته وحشد التأييد لنفسه التي طالما تدنست بأرواح الأبرياء من المواطنين العراقيين. يسعى الزرقاوي للهيمنة على خلايا «القاعدة» التي تقطعت صلاتها مع ابن لادن منذ أن بدأت الولايات المتحدة حربها على ما تسميه الإرهاب، ومن ثم تتحقق رغبته في أن يكون القائد الفعلي لعمليات التنظيم. فابن لادن محاصر في الجبال بين باكستان وأفغانستان ولا يستطيع أن يكون له نفوذ على الزرقاوي. ولم يعد «القاعدة» مقر قيادة ومصدر قوة متماسكاً. فجميع الفصائل التي نفذت تفجيرات حول العالم وأعلنت ولاءها له هي في الواقع تنظيمات مستقلة تلتقي مع التنظيم الأكبر فقط في الأسلوب والأهداف التي تتمثل في معاداة القوى الغربية ومصالحها.
إذاً يهدف الزرقاوي في حملته الإعلامية الأخيرة إلى تجنيد المزيد من أتباع وأنصار ابن لادن خارج وداخل العراق. فهناك الكثير من العناصر التي تتردد في الانضمام إلى الحرب لكنها لا تعرف ما إذا كانت عمليات المتشدد الأردني جزءاً من عمليات «القاعدة» أم لا. ونجد أيضاً كثيراً من حركات المقاومة في العراق عارضت منهجية الزرقاوي في المقاومة.
ومن أهداف الزرقاوي التأثير في الرأي العام الأميركي ضد الرئيس جورج بوش وإظهاره بالفشل وذلك باختيار التوقيت قبل 10 أيام فقط من التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية وكذلك قبل بضعة أشهر من الانتخابات العراقية.
إن رسالة الزرقاوي مفادها أن أميركا تحارب العدو نفسه على كل الجبهات وتخسر. إنها محاولة لإعطاء الرأي العالمي انطباعاً بأن «القاعدة» يمد جذوره عميقاً في العراق وفي كل مكان
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 785 - الجمعة 29 أكتوبر 2004م الموافق 15 رمضان 1425هـ