العدد 784 - الخميس 28 أكتوبر 2004م الموافق 14 رمضان 1425هـ

دعوات لتطبيع العلاقات واجتماع في باريس للتقريب بين البلدين

عنان متشائم بخصوص الصحراء

المصطفى العسري comments [at] alwasatnews.com

صدرت خلال اليومين الماضيين دعوات داخلية وخارجية لتطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر، تمثلت الأولى في تصريحات مسئولين من البلدين، فيما تمثلت الثانية في تصريحات وزير الخارجية الاسباني الذي دعا إلى ضرورة تسريع الاندماج المغاربي، وهي التصريحات التي تزامنت مع الاجتماع الرباعي الذي ضم وزراء خارجية المغرب والجزائر وفرنسا واسبانيا لتقريب وجهات النظر بين البلدين المغاربيين الذي نظم على هامش المنتدى المتوسطي الحادي عشر في باريس.

فقد أبدى الطيب الفاسي الفهري كاتب الدولة المغربي في الخارجية تفاؤله إزاء مستقبل المنطقة المغاربية قائلا: «إن كل المؤشرات تدعو إلى التفاؤل لأن هناك وعيا كبيرا بأنه على المغرب والجزائر تطبيع علاقاتهما وبناء صرح المغرب العربي لمواجهة مختلف التحديات سويّاً».

المسئول المغربي كشف أن الرباط أصيبت بخيبة أمل لانعدام الصدى للمبادرة المغربية «بالانفتاح والمصالحة» في يوليو/ تموز الماضي بإلغاء تأشيرة الدخول للمغرب على الجزائريين، إلا أن هناك مؤشرات واضحة للمضي قدماً نحو تطبيع علاقاتهما.

ومن باريس نفى وزير الخارجية الجزائري عبدالعزيز بلخادم أن تكون هناك أزمة بين الجزائر والمغرب، بل هناك ضغط إعلامي فقط، وقال بلخادم في مؤتمر صحافي عقده على هامش المنتدى المتوسطي «إن هناك اختلافاً في وجهات نظر بين الجزائر والمغرب بشأن طريقة تسوية قضية الصحراء»، مؤكدا أن «الجزائر مستعدة للتعاون مع المغرب في شتى الميادين وأن قضية الصحراء لا يمكن أن تفرق بين البلدين، وأن الجزائر لن تشن حرباً على المغرب مهما كانت الخلافات».

وفي باريس أيضا أوضح وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس أن الدبلوماسية الاسبانية تعمل جاهدة من أجل التقريب بين الجزائر والرباط وفق «منطق طبيعي للتقارب والتفاهم والتعاون». وقال: «إننا في القرن الـ 21 ومع حتمية الاندماج المغاربي والرهانات المستعجلة» التي يجب مواجهتها أضحى إيجاد حل للنزاع بشأن الصحراء أمراً ضرورياً.

موراتينوس وفي تصريحاته للصحافة الإسبانية على هامش منتدى باريس المتوسطي أكد أنه لا يشاطر الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان «تشاؤمه» بخصوص نزاع الصحراء، وأن مدريد تسعى للتوصل إلى حل للنزاع في إطار «ديناميكية جديدة للتفاهم».

وأوضح موراتينوس الذي شارك في اللقاء الرباعي بشأن الصحراء مع نظرائه الفرنسي والمغربي والجزائري «أن حكومة ثاباتيرو «ملتزمة ببذل مساع لحل النزاع». وأضاف: «لا ندري إذا ما كنا سنتوصل إليه لكننا لا نريد أن نتراجع أو نفشل، معترفاً بأن اسبانيا «لا تملك مفتاح الحل» لكنها ستحاول مساعدة الأطراف على إيجاد هذا الحل تحت إشراف الأمم المتحدة، ومعبراً عن الأمل في أن يتبنى مجلس الأمن خلال اجتماعه في 31 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري قراراً «يحظى بقدر كاف من التوافق كي نتمكن من مواصلة العمل جميعاً من أجل السلام في المنطقة»

العدد 784 - الخميس 28 أكتوبر 2004م الموافق 14 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً