لاعب آخر حصدته أزمة قلبية أمس الأول في الملعب عندما توفي لاعب ساو كايتانو البرازيلي سيرجينيو (30 عاما) بعد إصابته بنوبة قلبية. حالات الوفاة كثرت في الملاعب العالمية خلال العامين الماضيين وجلها من أزمات قلبية مفاجأة كان آخرها في يناير/ كانون الثاني الماضي عندما سقط المجري ميكلوس فيهر لاعب بنفيكا البرتغالي على الأرض وسط دهشت الجميع قبل أن يفارق الحياة في الملعب وكاميرات التلفزة تنقل الحدث على الهواء مباشرة في مشهد مكرر لما حدث في بطولة القارات الأخيرة التي أقيمت في فرنسا في يونيو/ حزيران العام 2003 في مباراة الكاميرون وكولمبيا في الدور نصف النهائي حينها سقط لاعب وسط الملعب الكاميروني مارك فويه ليفارق الحياة بطريقة دراماتيكية ظلت عالقة في أذهان المشاهدين إلى اليوم.

ماذا يحصل في ملاعب الكرة هل هي آفة جديدة تجتاح الساحرة المستديرة التي شغلت العالم شرقاً وغرباً وأصبحت مثالا لتقارب الشعوب ولإسكات المدافع والبنادق عندما تتحرك وسط الملعب الهادر بالجماهير الغفيرة؟ وليس أدل على ذلك ما حصل في هاييتي هذه البلدة الصغيرة التي تقع في جزر البحر الكاريبي وتحرسها قوة حفظ سلام من البرازيل تحت إشراف الأمم المتحدة وتوجد بها حرب أهلية ورفض أهلها تسليم السلاح حتى مقابل المال لكنهم سلموه مقابل تذاكر دخول مباراة البرازيل وهاييتي الودية التي أقيمت في سبتمبر/ أيلول الماضي في العاصمة الهاييتية لتسكت البنادق عندما تدخل المستديرة أرض الملعب ويستقبل الفريق البرازيل استقبال الفاتحين مع أن الشعب الهاييتي كان ينظر إلى قوة حفظ السلام البرازيلية بريبة كبيرة!.

هكذا تفعل الكرة في الشعوب فقد كان النجم الليبيري الشهير جورج ويا يوقف الحرب الأهلية في بلده بمباراة يلعبها مع منتخب بلاده الذي يجمع لاعبيه على حسابه الخاص ويوفر لهم كل المستلزمات ولم تكن تستطيع كل المبادرات أن توقف الحرب ساعة واحدة.

من هذا المنطلق فإن لاعبي الكرة حول العالم ومحبيها يشعرون أنهم أسرة واحدة تجمعهم لغة مشتركة يفهمها الجميع باختلاف توجهاتهم وثقافاتهم وألوانهم. لذلك فما يصيب لاعب في شرق الأرض قد يؤلم محبيه في غربها. فدعواتنا أن يحفظ الله لاعبي المستديرة وأن يجنبها هذا الآفة الجديدة التي أعطتنا دروسا في القدرة الالهية العظيمة