أدار الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش الابن ظهره تماماً لعملية السلام في الشرق الأوسط، وتفرغ بشكل كامل لتفريغ شحنة الحقد على العراق الذي كان سبباً مباشراً في هزيمة والده جورج بوش الأب أمام الديمقراطي بيل كلينتون العام 1992. ويبدو أيضاً أن لعنة العراق ستلاحق بوش الابن وستجرعه الهزيمة أمام جون كيري.

منذ انتهاء غزو العراق لم ينعم بال بوش الابن بالهدوء فقد أخذت الأمور تتجه لغير صالحه، إذ تكشفت يوماً بعد يوم فضائح كثيرة وضعت إدارة بوش الابن في دور المدافع. أول هذه الفضائح كان المعاملة غير الأخلاقية والمخالفة لمعاهدة جنيف للأسرى العراقيين في سجن أبوغريب.

وفي الأيام الماضية اتضح أيضاً أن إدارة الرئيس الأميركي الحالي خلصت لأول مرة إلى أن الحماية التي تمنحها معاهدة جنيف لا تنطبق على بعض السجناء غير العراقيين الذين اعتقلتهم القوات الأميركية في العراق. وكشف تقرير أن مسئولي المخابرات الأميركية ينقلون سجناء من العراق للتحقيق معهم، وقال إن وكالة المخابرات المركزية تستند في هذه الحالات إلى مذكرة سرية لوزارة العدل لتبرير إجراءاتها.

وبعد تقرير رئيس المفتشين الأميركيين عن الأسلحة في العراق تشارلز دولفر والذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن العراق لم يكن يملك أسلحة دمار شاملة قبل الحرب، وهي الذريعة التي خاض التحالف الأميركي - البريطاني الحرب على أساسها على رغم اعتراض مجلس الأمن، أبلغ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مجلس الأمن باختفاء نحو 380 طناً من الذخائر الشديدة الانفجار التي يمكن استخدامها في تفجير أسلحة نووية من مخزن قرب بغداد. وهو الأمر الذي اعتبره كيري سقطة كبرى لحكومة بوش