العدد 782 - الثلثاء 26 أكتوبر 2004م الموافق 12 رمضان 1425هـ

غاز اليمن مفقود في أسواق صنعاء!

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كشفت مصادر مطلعة في وزارة النفط اليمنية عن مباحثات ومساعٍ مكثفة قام بها وزير النفط والمعادن رشيد بارباع خلال هذا العام في الترويج للغاز اليمني، مشيرة إلى المباحثات التي أجراها الوزير بارباع مع دولة قطر التي تعتبر أقوى المنافسين لليمن في مجال الغاز.

وأضاف المصدر أن وزارة النفط والمعادن أجرت بعض المشاورات الجادة مع شركة «هنت» البترولية الأميركية منتصف العام الجاري بهدف قيام شركة «هنت» بالبحث عن أسواق أميركية لدى الشركات الخاصة العاملة في مجال الغاز للقيام بإبرام عقود واتفاقات مع الحكومة اليمنية لشراء الغاز اليمني.

من جانب آخر، كشفت مصادر إعلامية في المؤتمر الشعبي العام «الحزب الحاكم في اليمن» أن شركة الغاز الكورية أعلنت أمس الأول موافقتها على إبرام عقود استيراد الغاز الطبيعي السائل مع شركة الغاز الوطنية اليمنية إلى جانب ثلاث شركات أخرى تضمنتها القائمة النهائية بأسماء الشركات التي وقع عليها الاختيار.

وأضاف المصدر أن قيمة ما سيتم شراؤه من الغاز السائل تزيد عن (30) مليار دولار أميركي. إلى هنا والأمور تبشر بالخير، لكن تناقلت وكالات الإعلام أخيراً أخباراً عن معاناة العاصمة اليمنية صنعاء هذه الأيام من أزمة خانقة في الغاز الذي ارتفع سعر الاسطوانة منه إلى أكثر من 400 ريال بدلا من السعر الرسمي الذي تباع به في الأيام السابقة وهو 220 ريالاً، كما ارتفع سعر الأسطوانة الفارغة من (3000) قبل شهر إلى (4000) ريال حالياً بسبب انعدام الغاز.

محمد عبدالرحمن صاحب محل غاز يقول «ان هناك من يتلاعب بكميات الغاز وان هناك أزمة يستفيد منها متنفذون. مواطن آخر هو سعيد ثابت يقول ان الأزمة التي تفتعل بين الحين والآخر سببها موظفون في الشركة يريدون ان يستفيدوا منها بشكل أو بآخر». مواطن ثالث يؤكد ان الخلل ليس في شركة الغاز فقط وإنما في الفساد الذي يضرب مفاصل الدولة بشكل عام لأنه حلقة مترابطة من أصغر موظف في الشركة إلى أكبر مسئول، إذ يمر الفساد بشركة الغاز وموظفيها إلى وزارة النفط إلى رئاسة الوزراء إلى كل مكان في مفاصل الدولة المختلفة لأنها حلقة كما قلنا. ويأتي انعدام مادة الغاز بين الحين والآخر من السوق اليمنية لأسباب غير معروفة ويتضرر منها المواطن بصورة مباشرة.

حال اليمن من حال إخوانه العرب التي يصدق عليها القول «كالعير يقتلها الضماء والماء فوق ظهورها محمول». الغاز أو النفط كلاهما يتدفق من الأرض العربية لكن عائداته تلتهمها بؤر الفساد المنتشرة في أجهزة الدول وتبخرها حرارة شمس التلاعبات التي تلف صفقات إنتاج وتكرير وبيع وكذلك إنفاق عوائد الغاز والنفط العربية.

فغاز اليمن مفقود في صنعاء وموارد نفط العرب ينعم بها سواهم

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 782 - الثلثاء 26 أكتوبر 2004م الموافق 12 رمضان 1425هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً