توجد بعض العقليات العربية التي لاتزال تنظر إلى أهالي منطقة الخليج نظرة دونية، بل ونظرة استعلاء في أوقات كثيرة ان دار حديث مقارنة بينهم وبيننا أي ان صادف أحدهم وحدثك عن كلام بعيد عن الدقة أو قلة معرفة أو جهل بتاريخ هذه المنطقة وتحديداً بتاريخ وثقافة أهل البحرين.
ومناسبة الحديث عن ذلك هو ان احدى التونسيات اشارت، في برنامج إذاعي تبثه إحدى الاذاعات الأجنبية وذلك خلال الانتخابات التي شهدتها تونس منذ أيام قليلة، إلى انجازات المرأة التونسية ذاكرة أنها مميزة وكثيرة - وهو كلام جميل لا غبار عليه - لكنها تابعت كلامها بأن دول الخليج عامة من دون استثناء لم تعرف أو تمارس المرأة في هذه المنطقة عملية التصويت عبر التوجه الى صناديق الاقتراع. بل تمادت هذه السيدة التونسية ما يبدو أنهها بأنها لا تقرأ أو لا تملك تلفازا أو مذياعا لتتابع الأخبار التي تناقلت عن المشاركة البحرينية والعمانية والقطرية في عملية التصويت بل انها تجهل تماما دور المرأة ومشاركتها في التصويت ابان حقبة الوجود البريطاني في البحرين القرن الماضي في انتخابات مجالس البلدية... وهي بذلك سبقت نساء كثيرات من دول عربية وليس من دول المنطقة فقط. وذلك بدءاً من العام 1926 وحتى العام 1956.
كما ان النساء في البحرين يمثلن 70 في المئة من طلبة جامعة البحرين ومنذ مطلع الثمانينات فان المرأة البحرينية تفوقت على أخيها الرجل من الناحية العددية وأصبحت الآن نسبة الأمية ضئيلة جداً وهي أفضل من بلدان عربية كثيرة بما في ذلك تونس.
أيضا البحرينية اليوم هي وزيرة وسفيرة وعضو برلمان ومديرة مصرف وصاحبة أعمال وقيادية تنفيذية ومديرة متوسطة وشاعرة وكاتبة ومحامية ومهندسة وطبيبة ومدرسة... الخ.
ولو قارنا بين البحرينية والتونسية فسنجد ان للبحرينية حرية سياسية ودينية ولها حرية في ان تكون معارضة للسلطة أو مؤيدة لها وهو ما نشهده في واقعنا السياسي حالياً، فلدينا امرأة رأست مؤتمراً دستورياً معارضاً للحكومة ولم نسمع انه تم اعتقالها أو تم منعها عن مزاولة عملها ولدينا نساء أخريات يعملن الى جنب الحكومة في مواقع عليا، ولذلك فإن البحرينية أفضل من التونسية سياسياً... ونأمل من السيدة التونسية ان تكوّن وفداً وتزور البحرين لكي نعطيها مزيداً من المعلومات عن مستوى البحرينية وعطاءاتها وبعد ذلك يمكن ان تطلق أحكامها عبر الصحافة المرئية والمسموعة والمقروءة والالكترونية... وبالتأكيد لن يتم اعتقالها في البحرين فيما لو خالفت الرأي الرسمي
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 781 - الإثنين 25 أكتوبر 2004م الموافق 11 رمضان 1425هـ