وقعت وزارة الصحة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمس اتفاقاً ينص على السيطرة على الأمراض الوراثية، والأمراض المزمنة غير المعدية، وأيضا الأمراض التناسلية ومن بينها مرض الأيدز، إذ وقع الاتفاق من جانب وزارة الصحة وكيل الوزارة عبدالعزيز حمزة، ومن جانب الأمم المتحدة المنسق المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي خالد علوش.
وينص الاتفاق على وضع موازنة قدرها 950 ألف دولار تساهم وزارة المالية منها بـ 900 ألف دولار وتساهم الأمم المتحدة بـ 50 ألف دولار.
وبيّن حمزة أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في دول مجلس التعاون، مشيرا إلى مدة المشروع ثلاث سنوات إذ سيتم صرف موازنة المشروع ضمن جدولة مرفقة بالاتفاق، مؤكدا أن الكوادر البحرينية للخوض في هذا المشروع متوافرة وجاهزة للعمل.
وأوضح أن وزارة الصحة ستتعاون مع الجهاز المركزي للمعلومات للحصول على الإحصاءات المطلوبة التي يمكن الاستفادة منها في المشروع.
من جهتها أوضحت رئيسة الجمعية الوطنية لمكافحة الأيدز سمية الجودر «أن توجه الوزارة هو ألا يكون العبء على كاهل وزارة الصحة وحدها وإنما تقوم الوزارة بالبحث لها عن شركاء من القطاع الخاص أو من جهة أخرى ليمكنها إقامة مثل هذه المشروعات، وهذه المرة كان الشريك هو برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال المساهمة بـ 50 ألف دولار لدعم مشروع السيطرة على بعض الأمراض والتي منها الأمراض التناسلية وخصوصا الأيدز، وستقوم الوزارة برفع تقارير عن كل بند من بنود الاتفاق إلى البرنامج الإنمائي».
وفيما يخص الاستراتيجية التي ستتبعها الجودر في السيطرة على مرض الأيدز قالت «سنقوم بالعمل على ثلاث استراتيجيات الأولى هي البحث عن وسائل تزيد من الوعي الصحي الخاص بمرض الأيدز، والثاني إشراك المواطنين في كل الحملات التي يراد منها توعية المواطنين، وخصوصا أولئك الذين لهم اتصال واسع بالمجتمع ومنهم علماء الدين والمدرسون والخطباء وغيرهم، والاستراتيجية الثالثة هي القضاء على التمييز الذي يعيشه مريض الأيدز من خلال تعريف المجتمع بالمرض وطرق انتقاله».
وقالت الجودر «المشروع سيشمل أيضا ورش عمل لمختلف طبقات المجتمع بمن فيهم أعضاء مجلسي الشورى والنواب لأنهم أيضا معنيون بذلك لإصدار تشريعات يمكن لها المساهمة في الوقاية من الأيدز».
وذكرت الجودر «أن المشروع يركز على الوقاية وليس العلاج، كاشفة أن عدد حاملي مرض الأيدز 119 حالة، وعدد المصابين بالمرض 22 حالة، مشيرة إلى أن الدراسات بيّنت أن المصابين بـ 50 في المئة من حاملي المرض يبقون حاملين له مدى الحياة من دون إصابة، و50 في المئة ينتقلون من مرحلة إلى أخرى إلى أن يصلوا إلى مرحلة الإصابة به».
وأوضحت الجودر «أن 80 في المئة من حاملي الأيدز في العالم لا يعلمون أنهم مصابون بالمرض لأن المرض يحتاج إلى تحليل مخبري خاص، لذلك قمنا بمسح عشوائي مازلنا نعمل عليه من خلال فحص دم ألفي مواطن، وفيما إذا كانت النسبة مرتفعة فسنوسع دائرة هذا المسح».
كما أشارت «إلى أن المسح الميداني الذي بدأته قبل شهور وكيف تم إفشاله من خلال إشاعة بأن من يتجولون في القرى هم مجهولون يريدون نشر مرض الأيدز، على رغم أنها كانت حملة يُراد الاستفادة منها في الوقاية من المرض، لذلك اعتمدنا هذه المرة إرسال البيانات إلى من سيدخلون في الفحص عن طريق البريد، بدلاً من التجوّل الميداني ونتمنى ألا يُساء فهمنا هذه المرة أيضاً»
العدد 781 - الإثنين 25 أكتوبر 2004م الموافق 11 رمضان 1425هـ