العدد 781 - الإثنين 25 أكتوبر 2004م الموافق 11 رمضان 1425هـ

أغنية حب لامرأة تدعى النخلة

خليفة في أمسيته الأخيرة:

كانت أولى فعاليات الأسبوع الثقافي البيئي (النخلة رمز الحضارت) وهو الأسبوع الذي تنظمه المحافظة الشمالية بالتعاون مع قطاع الثقافة والتراث الوطني بوزارة الاعلام أمسية شعرية لعلي عبدالله خليفة بمرافقة الفنان فوزي الشاعر على آلة البيانو اذ قدم خليفة في متحف البحرين الوطني مساء السبت 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري مجموعة من قصائده في النخلة أم الحضارات.

وكانت أمسية الشاعر أمسية للحب والجمال لكنه حب وغرام من نوع آخر، حب لمرأة تدعى النخلة، تلك الحبيبة التي فتنت الشاعر منذ نعومة أظفاره وحولته شاعرا يتغنى بالحياة اذ كانت النخلة ميلاده وصباه وشبابه والظل الذي يستظل به.

ففي مناجاته الأولى للنخلة ألقى الشاعر الكلمات العذبة التي يقول فيها «مهما باعدت بيننا الأيام، ومهما كانت الأشجان من بيننا أقوى، مهما تراجع البحر ومات في النخل زهو الحياة وانسدت منافذ السلوى. يا بهجة الدنيا وما تبقى لنا من حلمنا المغرور يا جنة يحنو بها المأوى». لتتمازج الموسيقى في أنامل فوزي الشاعر في حوار يحكي العلاقة الصادقة فيقول خليفة من جديد «من رغوة الشمس هامات الرجال هنا مشبوبة أرضعتهم حائق المن والسلوى، طعامهم بالكاد لكنه طيب ومأواهم يمازج البحر لكنه كوثر كاساتهم نشوى. يخامر الطير منك هجس أغنية يأتي به جدولا رفراقه عطش يغوى اذ أروى. الناس في القرب منك يعذبهم شكوى الغرام اليك وفي البعد أنت لهم ترنيمة الشكوى».

وينتقل خليفة بعدها والشاعر الى أفق آخر حين يشعر أن هذه الجميلة في طريقها لأن يمحوها ويغمرها السيل فينشد خليفة في نشيج وفي «وداع السيدة الخضراء» «عندما يغرقك المد ويمحو ذكرك الأسفلت تبقين بجوف التربة السمراء عرقا واهنا ذكرى حياة لملايين البواسق، سيدات الشجر المعطي وكنت امرأة البحر يذوب البحر وجدا عندما يجثو، كلينا يغسل الأقدام خبا ثم يرحل فاذا عاد شربت دمعه المالح كنت خادم البيت ملاذ المتعب المضنى وأم القفراء. ما الي يمكن للطفل الذي يغفو على حضني أقول عندما يلمح ظلا لبقاياك بأطراف الحقول ويعني بعض ما جئت به الدنيا وماتت من تباريح أساة الشعراء، ما الذي يمكن يا سيدتي الخضراء والدنيا تغادر لونها الأخضر».

وفي اطلالته الأخيرة يتدثر الشاعر عشقا ويذوب صبابة وهو يحاول التصدي لـ «الخيل وهي تقرب من أطراف النهر الناضب» تسألني كيف قضيت الزمن الماضي من دون هوى عينيها الرائع، كيف عشقت سماء ما عبرت فيها أطياف النجم ولا ذاقت طعم رماد الشمس ولا جن بها طير مغرم؟ كيف عشقت نساء لا يرقى فيهن الحب ولا يسمو؟ كيف بكل رعونة قلبي الجاحد حطمت اله تعبده ومددت صحارى الصمت وجف حنين النبع الدافق.

ثم يعترف الشاعر خليفة والشاعر العازف أمامها بخطئهما معا حين يقولان كل بلغته «يا امرأة لم أنس جرحك لم أنس هروبك، عذبني العشق كثيرا ولكني مازلت أفتش عن شيء ضائع»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً