العدد 781 - الإثنين 25 أكتوبر 2004م الموافق 11 رمضان 1425هـ

«محرق الأصالة والتراث» في عيون أبنائها

في كتاب يحكي عنفوانها وكبرياء تاريخها

الوسط - محرر الشئون الثقافية 

تحديث: 12 مايو 2017

تدشن محافظة المحرق مشروعا جديدا على مستوى المحافظات في مملكة البحرين وهو اصدار كتاب عن مدينة المحرق وهي المدينة العريقة ذات التاريخ العريق. وهي اذ تطلق هذا المشروع الكبير بمؤازرة رجالات المحرق اذ تقع على عواتقهم كتابة فصول هذا الكتاب تطرح شيئا جديدا وجهدا توثيقيا جديرا بالاشارة.

والى هذا يشير محافظ المحرق سلمان عيسى بن هندي حين يقول «لقد ولدت فكرة الكتاب من مدينة المحرق ذات الطابع التراثي الممتد في أعماق تاريخ مملكة البحرين فعلى رغم كل التطور العمراني والاجتماعي في هذه الجزيرة العريقة ألا أنها ظلت محتفظة بتراثها وعراقتها ما يعطي الكتّاب والمفكرين فرصة الكتابة عنها، وان المحافظة والكثير من المؤسسات هي الممولة للمشروع لكن المحافظة هي صاحبة الفكرة والإصدار وحريصة على توثيق هذا التاريخ العريق بالتراث والأصالة».

والى ذلك يشير أيضا رئيس الهيئة الاستشارية العليا لإصدار الكتاب الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة والى أهمية صدور الكتاب الذي يعطي صورة حقيقية عن تاريخ وعراقة مدينة المحرق حين يقول أيضا «لقد تم ترشيح أفضل الكتّاب البحرينيين وكل سيشارك في مجال تخصصه ونأمل أن يترجم الكتاب بعد صدوره إلى اللغة الإنجليزية لنُطلع العالم على تاريخ المحرق وخصوصاً السائحين الوافدين للمملكة» وسأساهم في كتابة مقدمة الكتاب وفصل يتناول صوراً قلميه للمحرق (مشاهداتنا وحياتنا في المحرق).

وعن الخطة التي تم اعتمادها لإصدار هذا الكتاب أوضح الشيخ عيسى «لقد تمت مراسلة مجموعة من الكتّاب والمفكرين البحرينيين للكتابة في مختلف جوانب الحياة بالمحرق كل على حسب اهتماماته الكتابية وصادف ان غالبيتهم من المحرق، واستجاب البعض منهم بينما اعتذر البعض الآخر بسبب ارتباطاتهم الخاصة في الكتابة والبحث، ألا أننا سنعيد المحاولة معهم وسنقوم بإكمال النقص في بقية الموضوعات حتى يصدر الكتاب بأسرع وقت ممكن وبالشكل الذي يترقبه أهالي وجماهير المحرق. وان الأولوية ستكون لأبناء المحرق حتى تتصف الكتابة بصدق العاطفة وتكون أكثر تميزاً وصادف أن غالبية كتّابنا من المحرق، لكن هذا لا يمنع مشاركة كتّاب آخرين لهم تجارب شخصية مميزة في المدينة ونرحب بكل أبناء المملكة المبدعين في مجال الكتابة لإثراء مادة الكتاب.

اشادات متعددة

إلى ذلك كانت لنا وقفة مع مجموعة من الكتّاب والمفكرين البحرينيين للتعرف على آرائهم ودورهم في الكتاب.

اذ أشاد المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري بفكرة الكتاب وركز على أهمية أن يكون المشاركون من أبناء المدينة الذين عاصروا فترات النهوض وبدايات الإبداع في مجالات الحياة كافة حتى تكون الكتابات صادقة ونابعة من تجارب حقيقية وحية. وأشار الى انه آن الأوان لابراز هذه المدينة التي تعرضت للإهمال لفترة طويلة وهجرها أهلها الأصليون على رغم مكانتها التاريخية والتراثية والثقافية. وأضاف الأنصاري «ان البحرين لها تجارب حضارية كثيرة لكن ينقصها تدوين الحقائق والتجارب ويرجع ذلك إلى غياب حرية الرأي في العقود الماضية، ونأمل في الوقت الحاضر دعم هذا المشروع وان تتخذ المحافظات الأخرى كافة هذا التوجه الحضاري بإصدار كتب توثق وتدون تاريخ مدن وقرى المملكة كافة وحبذا لو تم إشراك كتاب من خارج المملكة لهم تجارب شخصية في مدينة المحرق».

أما الشاعر قاسم حداد - والذي اعتذر عن المشاركة لأنه يرى أن مشاركته في كتاب المحرق لن تضيف الجديد بسبب إصداره كتابه الأخير (ورشة الأمل) - فقال عن موضوع الكتاب وفكرته «ان التنوع الثقافي في موضوعات الكتاب تضيف تجربة جديدة للكتابة عن مدينة المحرق وكلما صدر عن الحنين الإنساني الجميل الذي يصقل مشاعر وعواطف الكتّاب ويشجع خيال القارئ فليس مثل النوستولوجيا العميقة (المشحونة بالمعرفة والموهبة) نستطيع التعبير عن التوق الإنساني للمكان والزمان السالفين اللذين يشكلان ذاكرة غنية بالخبرة والعواطف والتجربة الإنسانية». واستطرد قائلاً «كلما تفادى مشروع الكتاب النزعات الدعائية والمبالغات العاطفية (المفهومة) تيسر له أن يكون كتاباً يتقاطع (بعفوية إنسان هذه المنطقة) مع الذات الصادقة والموضوع العام من دون الإخلال بالتاريخ الفردي والجماعي للمجتمع».

وتأمل الكاتبة الصحافية سوسن الشاعر أن يليق مستوى الكتاب بمكانة المحرق وسمعتها فهي الرائدة والأولى في المملكة، اذ تأسست فيها بدايات النهضة في مجال التعليم والثقافة والصحة والأدب ومنها انطلقت إلى باقي مدن وقرى البحرين كافة. وتؤكد الشاعر «تاريخ المحرق يستحق ان يؤرخ ليس من أبناء المحرق فقط بل من جميع أبناء المملكة ممن لهم تجارب بالمدينة، ونأمل أن ينقل الكتاب للقارئ تاريخ المدينة وتراثها وليس ذكريات وحوارات شخصية مع إبراز دور المدينة العريقة في إثراء تاريخ البحرين.

منهجية توثيق الكتاب

ويعتبر عضو الهيئة الاستشارية العليا عبدالحميد المحادين أن هذا المشروع الطموح تحد لأبناء المحرق وكتّابها ومثقفيها اذ تقع عليهم مسئولية تدوين تاريخ مدينتهم ليكون مرجعاً للدارسين والباحثين وخطوة شجاعة لبذل مزيد من الجهود لتدوين تاريخ المملكة كاملاً. ويؤكد اعتماد المنهج البحثي العلمي في الكتاب مع تنوع المناهج الجزئية بحسب تعدد الموضوعات المختلفة والتي لا يمكن تأريخها بمنهج واحد، لذلك ارتأت اللجنة ثوابت البحث بحيث تكون مشتركة من حيث الأصل ومتنوعة عند التطبيق، وألزمت الباحثين باتباعها كل في إطار موضوعه مع توثيق المعلومات بالمصادر والمراجع.

ويضيف المحادين «بسبب تفاوت الكتّاب وتنوع ثقافاتهم سعةً وعمقاً وتفاوت قدراتهم البحثية تم تشكيل هيئة تحرير الكتاب لاستلام البحوث ومراجعتها ليتم تصويب وتكميل النواقص فيها بما ينسجم مع التوجه العام للكتاب بحيث تكون كل البحوث متجانسة دون تفاوت في المستوى أو اللغة، لإيجاد سمات مشتركة في كتاب واحد، فلا تكتمل اللوحة والصورة ألا بتناول الجوانب العامة كافة لهذه المدينة ثقافياً وفكرياً وإنسانياً ورياضياً واجتماعياً وجغرافياً وتاريخياً. والكتاب سيكون شاملا بتعاون وجهود المخلصين للمحرق».

اعتذار... كتّاب متميزين

من جانبه يرى عضو الهيئة الاستشارية العليا ورئيس هيئة التحرير مبارك العماري أن الهيئة تسلمت مجموعة من البحوث وشرعت في قراءتها وتقويمها مع استمرارية المتابعة مع الكتّاب واستبدال كاتب مكان آخر في حال اعتذاره عن كتابة بحثه أو تكليف باحثين للكتابة عن موضوعات مستجدة. وأشار الى «أن غالبية العراقيل التي واجهتنا، اعتذار عدد غير يسير من الكتّاب وخصوصا الأسماء اللامعة والمعروفة بحجة انشغالهم في أمور أخرى ولا يمكن للقارئ العادي أن يتصور كتاباً عن المحرق يخلو من مشاركة أسماء مشهورة من أبناء المدينة العريقة ونحن في سعي مستمر لاقناعهم بالمشاركة لأن هذا العمل بمثابة خدمة وطنية ورداً لجميل مدينتا التي تعيش في وجداننا» مضيفا «ان عدد الكتّاب المشاركين يتأرجح بين 30 - 40 كاتباً بحسب ما يصلنا من ردود وبحوث ولا يمكن الجزم بعدد الصفحات لاختلاف البحوث حجماً وموضوعاً تبعاً لقدرة الكاتب على الرصد والتحليل وانسيابيته في الكتابة، وتتنوع فصول الكتاب لتشمل جغرافية وتاريخ المحرق، الحياة الاجتماعية ، التراث الشعبي، الحياة الاقتصادية، العمارة، التعليم، المؤسسات الثقافية، الحركة الأدبية، المرأة، الحركة الرياضية، رجال عرب ونساء كانوا في المحرق، المحرق في الأدب البحريني، المؤسسات الحكومية، الآثار التاريخية والسياحية».

وموضحا آلية العمل لهذا المشروع في هيئة التحرير قال العماري «استطعنا استقطاب الباحثين لتغطية غالبية فصول الكتاب وبعد استلام البحوث نطرحها للتداول لاتخاذ قرار بشأن الإضافات أو التعديلات اللازمة لتكون مطابقة مع منهجية الكتاب وبعد المصادقة عليه يحول للقراءة اللغوية ويرفع للهيئة الاستشارية العليا للنظر فيه وإصدار التعليمات لطباعته. وقد تم اختيار بعض من أعضاء الهيئة الاستشارية العليا ليكونوا أعضاء في هيئة التحرير بحكم معرفتهم بتوجهات الهيئة الاستشارية العليا وتصورها للعمل في الكتاب، بالإضافة إلى بعض الأسماء المعروفة بقدراتها الثقافية في العمل التحريري ولكل منهم إسهاماته المتميزة في خدمة وطنه ثقافياً وما استجابتهم للمشاركة ألا بدافع روحهم الوطنية»





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً